الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القطاع المصرفي العراقي على طريق تجاوز «المحنة»

القطاع المصرفي العراقي على طريق تجاوز «المحنة»
29 مايو 2009 23:16
من المعلوم أن المتاحف الوطنية لم تكن المؤسسة الوحيدة التي وقعت ضحية لأعمال التدمير والسرقات العشوائية إبان الحرب الأميركية في العراق عام 2003. إذ أن البنوك وضمن العديد من القطاعات والمنشآت الأخرى في الدولة ظلت تعاني من أسوأ الآثار والتداعيات في اقتصاد ما بعد الحرب وما زال القطاع المصرفي كأحد أكبر الدعائم التي يستند إليها الاقتصاد العراقي يناضل لكي يتجاوز محنته المتمثلة في إرث الحرب والسنوات الممتدة السابقة من العقوبات والعزلة والإهمال. وبعد ستة أعوام من الحرب، تمكنت عدة بنوك عراقية، من بينها «بنك الرافدين» من اجتياز عقبة كبرى عندما افتتح أول فرع مؤتمت ومرتبط بالكامل في بغداد العاصمة. وفي الوقت الذي نجحت فيه العديد من البنوك الخاصة المزودة بأفضل أنواع الأجهزة والمعدات من تسجيل اختراقات مؤخراً في الساحة العراقية إلا أن تحديث وعصرنة بنك الرافدين بات من المرجح لها أن تلقي بآثار معنوية هائلة في نفوس المواطنين. إذ يقول جاسم العبيدي نائب مدير البنك المركزي العراقي والمسؤول عن مشاريع تكنولوجيا المعلومات «إن هذه الخطوة من شأنها أن تعيد الثقة إلى القطاع المصرفي». وذلك لأن معظم تعاملات التجزئة البنكية في العراق مازالت تتم في داخل الأفرع المنعزلة عن بعضها البعض من خلال الكتابة في الدفاتر الورقية بينما تتسم عمليات التحويل من بنك إلى آخر بالاستحالة أو الصعوبة في أفضل الحالات في دولة لا تزال تعاني من الندرة في ماكينات الصرف الآلي وتشهد إصدار بطاقات الائتمان المخصصة معظمها للاستخدام في الخارج. ويشير العبيدي إلى أن العراقيين ما زال يتعين عليهم حمل كميات هائلة من الأموال النقدية عندما يرتحلون في داخل الدولة وتجشم مصاعب الوقوف في صفوف طويلة أمام البنوك من أجل إيداع أو صرف رواتبهم كما أن النظام المصرفي العتيق ينطوي على العديد من المخاطر الأمنية ويشجع على ارتكاب الجرائم تماماً كما يعوق حركة الأعمال التجارية. ومضى يقول «إن العراقيين ما زالوا يحلمون بشراء السلع من على الانترنيت». أما شيركو عابد العراقي المولد والرئيس التنفيذي لشركة (بي-بلان) البريطانية التي تساعد على تحديث بنك الرافدين فقد ركز في حديثه على البطء الذي يساور التقدم في المشروع بسبب الصراع في البلاد. وهو يقول «إن ما نحتاج إلى تنفيذه في أسبوعين أصبح يستغرق فترة تزيد على شهرين». وبالاضافة لذلك فهناك العديد من المعوقات الأخرى مثل البيروقراطية وفقدان المعرفة على صعيد العديد من المستويات ابتداءً بتكنولوجيا المعلومات مروراً بإجادة اللغة الإنجليزية وحتى غياب المهارات البنكية الحديثة. ويعمل بنك الرافدين إلى جانب بنك الرشيد في تسيير معظم الحسابات الحكومية مثل أموال التقاعد والدفعات المستحقة للعسكريين وأجور رجالات الخدمة الحديثة كما يتقاسمان معاً 90 في المائة من اجمالي عمليات التجزئة المصرفية في الدولة. وكان بنك الرافدين قد أعلن عن حجم إيداعات تزيد على 14 مليار دولار في بداية العام الماضي واستطاع تحقيق أرباح بقيمة 277 مليون دولار في خلال فترة العامين 2006 و2007. وبعز الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 بقيت 30 فرعاً فقط من فروع البنك عاملة من أصل 147 فرعاً بعد أن تمت سرقة جميع الفروع الأخرى كما يقول عبدالحسين الياسري رئيس مجلس الادارة والمدير العام للبنك. وذكر أن برنامج تحديث بنك الرافدين الذي تم انجازه في أفرعه السبعة في خارج العراق حتى الآن سوف يعمل على تحسين وضعية البنك العالمية ويسمح له بخدمة المستثمرين الأجانب بشكل أفضل قبل أن يتم ربط العمليات بالنظام الداخلي في وقت لاحق قريب. عن «فاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©