الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيجيريا.. ما وراء تأجيل الانتخابات!

20 فبراير 2015 22:29
في السابع من فبراير الجاري أرجئت الانتخابات الرئاسية النيجيرية التي كانت مقررة في يوم 14 فبراير. وقبل قرار إرجاء الانتخابات إلى يوم 28 مارس، كانت البلاد تسير فيما يبدو نحو أشرس المنافسات الانتخابية منذ عودة الحكم المدني في عام 1999 بين الرئيس جودلاك جوناثان ومحمد بخاري الزعيم العسكري السابق. وكان مراقبو الانتخابات يستعدون لها، ووزعت صناديق الاقتراع على امتداد البلاد. وكان بعض النيجيريين قد بدأوا يتوقعون أن تؤدي الانتخابات فعلاً إلى هزيمة الحزب الحاكم. ولكن التأجيل أوقف كل شيء، على حين غرة. والآن يجد النيجيريون أنفسهم فجأة في عالم من التوقع والتوجس مليء بدواعي القلق مما هو آتٍ، بعد تنظيم الانتخابات في الموعد الجديد. فهل سيقبل الحزب الحاكم احتمال التخلي عن السيطرة على اقتصاد البلاد الذي تبلغ قيمته 500 مليار؟ وهل سيقبل بخاري أيضاً النتيجة إذا شعر بتزوير الانتخابات؟ وهل تسير نيجيريا في طريق عنف عارم قد ينخرط فيه الجميع من المتمردين في منطقة الدلتا الغنية بالنفط، إلى مقاتلي «بوكو حرام» في شمال شرق البلاد؟ وعلى رغم أن «جوناثان» قد فاز في انتخابات عام 2011، إلا أن الرئيس النيجيري يخوض سباقاً صعباً ومحتدما هذه المرة. ويحظى بخاري بدعم من بعض خبراء العلاقات العامة في لاجوس الساعين لمساعدته في تغيير صورته باعتباره زعيماً عسكرياً سابقاً. ويجتذب بخاري الذي يجري تصويره هذه المرة على أنه إصلاحي، أعداداً كبيرة من الناخبين، مستمداً دعماً من حالة الإحباط الواسعة النطاق في البلاد، بسبب الارتفاع الكبير في مستويات البطالة وخيبة المساعي في التصدي لجماعة «بوكو حرام» الإرهابية، والمزاعم بتفشي الفساد في صفوف حكومة «جوناثان». وفي الأسابيع التي سبقت تأجيل الانتخابات، أشار محللون إلى أن بخاري سيفوز فيها. ثم بدأ مستشار الأمن الوطني يجادل بأنه يجب تأجيل الانتخابات لأن كثيراً من الناس لم يحصلوا على بطاقاتهم الانتخابية. وعندما رفضت اللجنة الانتخابية هذه الحجة صراحة، احتجت وكالة الأمن الوطني بحجة أخرى في رسالة وقعتها بعض قيادات الجيش النيجيري، ومفادها أن الانتخابات «لا يمكن ضمانها» بسبب عملية ضد «بوكو حرام» تستمر ستة أسابيع. وقد تعهد «جوناثان» بعدم التأجيل مرة أخرى بعد الموعد الجديد المقرر، وأكد أن التأجيل يعطي للجيش وقتاً لتطهير ست ولايات في شمال شرق البلاد، حيث دفعت «بوكو حرام» ما يقدر بنحو مليون شخص إلى الخروج من ديارهم وقتلت الآلاف. والتزم بخاري و«جوناثان» الهدوء نسبياً على الرغم من أن الحملات الانتخابية استؤنفت في الأيام القليلة الماضية. وظهر «جوناثان» في التلفزيون في الآونة الأخيرة ليعلن أنه تكفي السيطرة على بعض المدن في شمال شرق البلاد لتنظيم الانتخابات. بدوره، قال متحدث باسم حملة بخاري الانتخابية إن هذا المرشح الرئاسي قرر عدم دعوة أنصاره إلى الاحتجاج في الشوارع، لأنه متأكد من أن «جوناثان» سيتهمه بإثارة الفوضى. وأضاف أن بخاري يحاول بهدوء كسب دعم كبار قيادات الجيش الذين من المرجح أن يكونوا قلقين من احتمال أن تتهمهم حكومة جديدة بالفساد. وأثار أيضاً منتقدو «جوناثان» توقيت اللحظة الأخيرة للعملية العسكرية، مشككين في أن يحقق الجيش، غير المنضبط، في ستة أسابيع ما فشل في تحقيقه في ست سنوات، في ظل الفساد المستشري في نيجيريا. وزعموا أن السبب الحقيقي من التأجيل هو منح الحزب الحاكم وقتاً كي تستعد شبكة اتصالاته الكبيرة لتزوير الانتخابات. وبسرعة امتلأت الصحف بقصص عن مؤامرات لتزوير الانتخابات. وتعتقد «أديات حسن» مديرة مركز الديمقراطية والتنمية في «أبوجا»، أن أسوأ الاحتمالات هو أن يؤدي تأجيل آخر أو مزاعم بالغش إلى اندلاع أعمال عنف تقسم النيجيريين ليس على أساس قبلي فحسب، بل على أساس جهوي وطائفي وطبقي، شماليين وجنوبيين، ومسلمين ومسيحيين، وأغنياء وفقراء، وهي اختلافات وخطوط استقطاب ظهرت في الحملات الانتخابية، على مستوى لم يكن متوقعاً من قبل. وقد اختار بخاري، وهو مسلم من الشمال، نائبه مسيحياً ليخوض معه السباق، ومن المتوقع أن يجتذب أيضاً عدداً كبيراً من المسيحيين في الجنوب. وينشر «جوناثان» في إعلاناته أن إعادة انتخابه تمثل «إرادة الرب»! وهو مسيحي من الجنوب، ويتوقع أيضاً أن يفوز ببعض الجيوب الانتخابية في الشمال الذي يغلب عليه المسلمون. ستيفاني مكرومن - أبوجا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©