يوسف البستنجي (أبوظبي) - كشف العقيد الركن طيار طارق البناي المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الإماراتية، أن 147 شركة محلية متخصصة في الدفاع والدعم والإسناد الفني شاركت في الدورة الحالية لمعرض الرفاع الدولي آيدكس، وهي أكبر مشاركة من الشركات الوطنية في تاريخ المعرض منذ 1993 .
وأكد العقيد الطيار البناي في تصريح لـ“الاتحاد” أن الشركات الوطنية نجحت بالفوز بالحصة الأكبر من العقود والصفقات التي تم الإعلان عنها خلال المعرض بعد أن استطاعت تقديم مستويات متطورة من التقنيات والتكنولوجيا عالمية المستوى.
وأوضح، أن القوات المسلحة أبرمت عقودها مع الشركات الوطنية في كافة المجالات بعد أن تأكدت أنها شركات تملك الخبرة والكفاءة ومؤهلة تماما للوفاء بالشروط والمقاييس التي تفرضها القوات المسلحة في عقودها، وأن القوات المسلحة لا توقع عقدا إلا بعد أن تجري مجموعة من الاختبارات القياسية التي تتضمن توفر الشروط المطلوبة في المنتج أو الخدمة.
وقال: إن الشركات الوطنية تمكنت من امتلاك الخبرة والمعرفة والتكنولوجيا اللازمة بسبب الدعم الذي توفره القيادة للشركات الوطنية، مشيرا إلى أن معرض آيدكس منذ انطلاقه عام 1993 وفر أرضية مهمة مكنت الشركات الوطنية من الدخول في اتفاقيات شراكة مع شركات عالمية لنقل التكنولوجيا والمعرفة إلى السوق المحلية والمنتج المحلي، مؤكداً أن الشركات الوطنية أظهرت قدرة كبيرة على المنافسة خلال الدورة الحالية للمعرض.
وأضاف، أن المنافسة شرسة والمنتجات التي تلبي الشروط التقنية والتكنولوجية المطلوبة هي التي تفوز بالعقود، وأن القوات المسلحة تقدم دعما مستمرا لمعرض الدفاع الدولي آيدكس باعتباره أحر الروافد المهمة للاقتصاد الوطني، لافتاً إلى أن معرض آيدكس اسهم في إيحاد المنصة المثالية لتبادل الخبرات بين الشركات العالمية والمحلية.
إلى ذلك، استحوذت الشركات الوطنية، من القطاعين العام والخاص على أكثر من 70% من العقود والصفقات التي تم إبرامها خلال دورة “آيدكس 2013”، ما يعكس توجهات القيادة لتشجيع الصناعة الوطنية، بزيادة أكثر من 30% عن الدورة السابقة للمعرض في عام 2011. بحسب ما أكده مشاركون في الحدث.
وقال مشاركون لـ “الاتحاد” إن هذا التطور الكبير في مكانة الشركات الوطنية وحصتها من القطاع يعتبر علامة تاريخية فارقة، في المستوى التقني والتكنولوجي والخبرات التي وصلت إليها الشركات الوطنية في قطاع التصنيع والتصميم والتدريب، للأنظمة الدفاعية والعسكرية، مؤكدين أن الاستراتيجية التي تبنتها أبوظبي، ووضعت الأليات اللازمة لتنفيذها خلال السنوات الخمس الماضية، بدأت تؤتي ثمارها حاليا، وهو ما ظهر جليا في هذه الدورة لمعرض آيدكس.
ولفت المشاركون إلى أن الشركات الوطنية الخاصة، أظهرت قدرة كبيرة على المنافسة، وتمكنت من أن تطرح منتجاتها الوطنية كمنتجات منافسة لمثيلاتها من كبريات الشركات العالمية، وقالوا إن العقود التي فازت بها الشركات الوطنية زادت بأكثر من 30% عن الدورة السابقة للمعرض في 2011.
الشركات المحلية
وقال حميد الشمري، المدير التنفيذي في وحدة مبادلة لصناعة الطيران، إن استحواذ الشركات المحلية على نسبة عالية من العقود يدل على المستوى العالمي الذي توصلت إليه الشركات المحلية.
وأضاف: هناك سعى وراء الحصول على أفضل التقنيات المتطورة، التي تقودنا إلى ترسيخ معايير الكفاءة، ما يجعل هذه الصناعة في تطور وابتكار مستمرين، وكأي صناعة أخرى، فإن زيادة التشغيل، والجدوى الاقتصادية هي العوامل الأساسية، وعليه، فإن أداء الشركات المحلية ستمكن هذا القطاع محلياً من تحقيق مكاسب قوية.
وقال: بسبب توفر الإمكانات المادية، والتقدم الفكري، ودعم السلطات المختصة، تمكنت الشركات الوطنية من مواكبة التقنيات العالمية، وتوفير خدمات ومنتجات دفاعية معتمدة عالمياً، مشيراً إلى أن مشاركة الشركات الوطنية خلال دورة هذا العام من آيدكس كانت متميزة جدا، حيث إنها عرضت منتجات وتقنيات حديثة تخدم صناعة الدفاع.
وأكد أن معرض ومؤتمر الدفاع الدولي آيدكس، نجح في ترسيخ مكانته كأحد أهم المنصات في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية الداعمة لقطاع سياحة الأعمال في أبوظبي، ويعرض أحدث ما ينتجه هذا القطاع الصناعي من تقنيات، فضلاً عن توفيره لفرص تطوير علاقات وشراكات مع المستفيدين من هذه الصناعات.
وأضاف: تقدم مبادلة دعمها الكامل لمعرض آيدكس، مما يوفر لمبادلة فرصاً تجارية لعرض إنجازاتها وابتكاراتها الداعمة للصناعات الدفاعية الوطنية لدولة الإمارات والقوات المسلحة لدول مجلس التعاون.
القيادة الحكيمة
من جهته، قال فاضل الكعبي الرئيس التنفيذي لانترناشيونال جولدن جروب، إن السنوات الخمس الأخيرة شهدت تغييراً واضحاً في التعامل مع الشركات الوطنية من قبل الجهات الحكومية المعنية، وأن حكومة أبوظبي أولت القطاع الخاص والشركات العاملة في الإمارة، أهمية كبيرة واهتماما غير محدود، بهدف إزالة أية عقبات تواجه تطورها ونموها.
وأكد الكعبي، أن القيادة الحكيمة كانت دائما على ثقة بأن القطاع الخاص المواطن قادر على امتلاك المبادرة وتطوير إمكاناته وقدراته بسرعة كبيرة إذا أتيحت له الفرصة لذلك وإذا لقي الدعم المطلوب، وأن الشركات الوطنية من القطاعين العام والخاص تمكنت من أن تقدم نفسها كشركات عالمية المستوى خلال الدورة الحالية لـ “آيدكس”، وذلك من خلال المنتجات الجديدة عالية التقنية والتكنولوجيا التي أصبحت هذه الشركات تمتلكها.
وقال: استفادت الشركات الوطنية من التكنولوجيا والتقنيات التي قدمها معرض آيدكس خلال دوراته السابقة، حيث تمكنت الشركات الوطنية من اختيار الشركاء المناسبين، والتعاون مع منتجي التكنولوجيا في العالم، بهدف نقل المعرقة والتكنولوجيا إلى السوق المحلية، وهو الأمر الذي يمكن أن نلمس نتائجه الآن.
وأكد الكعبي، أن الشركات الوطنية حصدت أكثر من 70% من العقود التي وقعت خلال المعرض قي مجال تصنيع الأسلحة المختلفة والذخائر والتدريب والأنظمة التقنية وغيرها، وقال، إن الشركات الحكومية، ولا سيما توازن لعبت دورا مهما للغاية في دعم الصناعة الوطنية من خلال الدخول في شراكات مع المصنعين المحليين وتقديم الدعم اللازم لهم.
وأوضح الكعبي، أن شركات القطاع الخاص، أظهرت حرصا بالغا على نقل التكنولوجيا والمعرفة للمواطنين عبر مساهمتها في تشغيل الكوادر المواطنة وتدريبها وتأهيلها، مبينا أنه يعمل في جولدن جروب أكثر من 130 مواطنا، في كافة التخصصات، لافتاً إلى أن المجموعة حصلت على عقود بقيمة تصل إلى 1,5 مليار درهم خلال الأيام الثلاثة الأولى من المعرض، وأن الصفقات التي حصلت عليها الشركات الوطنية زادت بنحو 30% خلال الدورة الحالية، أما المنتجات من الصناعات الدفاعية والعسكرية الوطنية سجلت هذا العام زيادة بنحو من 30% إلى 40% من حيث نوعيتها والتكنولوجيا والتقنيات الجديدة التي عرضتها.
وقال: إن هذه الدورة سجلت علامة فارقة في تاريخ الصناعات الدفاعية والعسكرية الوطنية، وأرسلنا رسالة واضحة إلى جميع الشركات الأجنبية بأنه أصبح من الضروري لها أن تتواجد دائما في هذا المعرض، وأن الشركات الوطنية لديها ما تقدمه.
منتجات جديدة
من جهته، قال سيف المزروعي المدير التنفيذي المساعد للشؤون الإعلامية في توازن، إن جناح شركة “توازن”، يشمل 14 شركة وطنية تعمل في مجال التصنيع والتدريب، وأن الشركات التابعة لتوازن قدمت في هذه الدورة 9 منتجات جديدة تطرح لأول مرة، وتشمل أسلحة وآليات عسكرية وأنظمة عسكرية متطورة وذخائر وصواريخ.
وقال: إن الدورة الحالية لـ “آيدكس” تعتبر دورة تاريخية بالنسبة للصناعة الوطنية، في مجال الدفاع والمنتجات الدفاعية والعسكرية، من حيث إنتاج التكنولوجيا والتقنية الحديثة والتصميم والتصنيع وامتلاك الخبرة الضرورية في هذا القطاع، وأننا نرى اليوم في هذا المعرض برنامجاً طموحاً جدا لأمارة أبوظبي بدأ يؤتي ثماره، في مجال دعم التصنيع على مستوى القطاعين الحكومي والخاص.
وأكد أن هذا التطور سينعكس بشكل إيجابي على المجتمع من خلال التوطين وتدريب وتعليم الكوادر المواطنة، وتمكينها من امتلاك الخبرة والتجربة.
وبين المزروعي، أن نسبة التوطين في شركة توازن تبلغ نحو 39% منها 26% لللذكور، و13% للإناث، لافتاً إلى أن شركات القطاع الخاص الوطنية أظهرت قدرة كبيرة على المنافسة خلال الدورة الحالية. وأوضح، أن شركة توازن تهتم بمنتجات كافة شركات القطاع الخاص الوطنية المشاركة في آيدكس، لافتا إلى أن توازن تبحث دائما عن الشركات التي تقدم تكنولوجيا جديدة وتقنيات حديثة تسهم في نقل المعرفة والخبرة للسوق المحلية وتساعد الصناعة الوطنية على المنافسة.
وأكد أن الشركات التابعة لتوازن تحصل على العقود فقط في حال قدرتها على تقديم منتج ينافس مثيله على المستوى العالمي، وفي حال كانت تستطيع أن تقدم التقنيات والتكنولوجيا والحلول الضرورية للجهات الحكومية المعنية.
المنتج الوطني يتميز بتقنيات عالية الجودة
قال العقيد الركن بحري ناصر اليافعي المتحدث الرسمي باسم معرض الدفاع البحري إن عدد السفن الحربية المشاركة في المعرض هذا العام قد تتضاعف تقريبا، وأن 9 سفن منها 3 من الإمارات شاركت في معرض العام الجاري. وأوضح العقيد اليافعي في تصريح لـ “الاتحاد”، أن الشركات الوطنية استحوذت على الكثير من العقود في قطاع الدفاع البحري، ومنها عقود إسناد فني ومنظومة دفاع جوي وغيرها، كما أن مشاركة الشركات الوطنية كانت أكبر لهذا العام. وقال: هناك اهتمام كبير بالمنتج الوطني من قبل الجهات المحلية والعالمية، لأنه متطور ويتميز بتقنيات عالية الجودة. وبين العقيد اليافعي أن معرض الدفاع البحري للعام الحالي تميز في مجال زيادة التركيز على قطاع الأمن البحري مثل معدات المراقبة والإنذار ومختلف أنواع التسليح التي تخص القطاع، لافتاً إلى أن هناك خطة لتطوير معرض الدفاع البحري.
عدد اليوم
