«فيات» تنسحب من مفاوضات شراء «أوبل»

انسحبت شركة «فيات» الإيطالية للسيارات أمس من مفاوضات كان مقرر إجراؤها في برلين بشأن مستقبل شركة«أوبل» الألمانية، وهي المفاوضات التي دعت إليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبمشاركة شركة «جنرال موتورز» الشركة الأم لشركة «أوبل» وشركتين أخريين تتنافسان للسيطرة على الشركة الألمانية. و«فيات» هي واحدة من بين الشركتين المزايدتين إلى جانب شركة «ماجنا»الكندية لصناعة أجزاء السيارات. وكانت مفاوضات سابقة طويلة توقفت أمس الأول دون إحراز أي نتائج بعد أن أعلنت «جنرال موتورز»، بشكل غير متوقع، حاجتها إلى مزيد من التمويل للحفاظ على نشاط أعمالها في أوروبا. وأوضح وزير الاقتصاد الألماني كارل تيودور تسو جوتنبيرج أنه ما لم يقدم المستثمرون المحتملون عروضا محسنة بشكل أكثر فإن الخيار المطروح هو إمكانية إشهار إفلاس «أوبل». ووردت تقارير بأن الشركات المتنافسة للسيطرة على «أوبل» تتوقع أن تدفع الحكومة أكثر من 5 مليارات يورو لسداد تعويضات العمال ونظم التقاعد. وحذرت المفوضية الأوروبية الحكومة الألمانية أمس الأول من انتهاك قوانين الاتحاد الأوروبي خلال محاولتها إنقاذ «أوبل». في الوقت نفسه، مازالت «فيات» تريد حسم أمر صفقة «كرايسلر» التي تتيح لها الحصول على موطئ قدم في سوق السيارات بأميركا الشمالية. وقال ألفريدو ألتافيلا رئيس شركة فيات باور ترين تكنولوجيز التابعة لمجموعة فيات إن فيات تريد إنهاء الوصاية المفروضة على كرايسلر منذ إشهار إفلاسها مطلع الشهر الحالي بحلول 15 يونيو المقبل، وإلا فإن «فيات» سوف تعيد النظر في صفقة استحواذها على منافستها الأميركية. على صعيد أخر، ذكرت مجموعة «جنرال موتورز» أن الحكومة الأميركية تعتزم تقديم عرض محسن لدائني جنرال موتورز بهدف تقليل فترة إشهار إفلاس الشركة الذي بات حتميا. يذكر أن جنرال موتورز تحتاج إلى موافقة عشرات الآلاف من دائنيها الذين تقدر ديونهم لدى الشركة بحوالي 27 مليار دولار على خطة إفلاسها التي تعني فعليا تأميم أكبر شركة سيارات أميركية. ووفقا للعرض الحكومي الجديد فإن وزارة الخزانة الأميركية سوف تحصل على حصة قدرها 72.5% من أسهم جنرال موتورز وتقدم قروضا عاجلة لها بقيمة 40 مليار دولار تقريبا بهدف إنقاذها من الانهيار. وكانت الشركة قد أعلنت أن عرضها بمبادلة ديون مستحقة على الشركة قيمتها 27 مليار دولار مقابل حصة قدرها عشرة فى المئة من الأسهم كان أقل مما كان يريده الدائنون. يذكر أن الحكومة الأميركية التي قدمت لجنرال موتورز مساعدات مالية بقيمة 19.4 مليار دولار لحمايتها من الانهيار منحتها مهلة حتى بداية الشهر المقبل لتقديم خطة إعادة هيكلة وتسوية ديونها بما يضمن لها وضعا ماليا مستقرا وإلا ستضطر إلى إشهار إفلاسها. وفي حالة إشهار إفلاس جنرال موتورز فستكون الثانية بين أكبر ثلاث شركات لإنتاج السيارات في الولايات المتحدة تشهر إفلاسها بعد أن سبقتها كرايسلر في مطلع الشهر الحالي