مؤتمر المرأة يبحث مكافحة السمنة والحث على تناول الغذاء الصحي

إبراهيم سليم (أبوظبي) - اختتمت أمس في أبوظبي أعمال مؤتمر المرأة السنوي الحادي عشر بعنوان “الغذاء الصحي والنشاط البدني تحديات اليوم”، الذي نظمته وزارة الصحة في مدينة أبوظبي على مدار يومين وتم خلاله استعراض 14 ورقة علمية في 5 جلسات. وسلط المؤتمر الضوء على التحديات التي تواجه المجتمعات العربية، خصوصاً الأمراض المزمنة والتي أرجعها المشاركون إلى نظام الغذاء المتبع في مجتمعاتنا العربية، والنمط الاستهلاكي المخيف الذي أدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري والسمنة المفرطة وانعكاسات ذلك وتسببه في ارتفاع معدلات الوفيات بأمراض القلب. كما أشارت بعض الأوراق العلمية التي تم استعراضها إلى دور رئيسي للمرأة في تلوث الأطعمة داخل المطبخ وعدم الاهتمام بالنظافة، وبالتالي تعريض الجسم للإصابة بالبكتيريا والجراثيم، عوضاً عن سوء التخزين للطعام داخل المنزل. وتناولت ورقة علمية قدمها الدكتور عبدالرحمن عبيد عوض مصيقر “وباء السمنة في الوطن العربي (انتشاره والعوامل المرتبطة به)”، حيث أشار خلالها إلى أن السمنة أصبحت من أهم المشاكل الصحية في معظم الدول العربية سواء عند الأطفال والمراهقين أو عند البالغين. السمنة تشير الدراسات إلى أن حوالي 15 إلى 45% من تلاميذ المدارس في معظم الدول مصابون بالسمنة وترتفع النسبة إلى ما بين 40 - 75% عند البالغين، وأن نسبة الإصابة بالسمنة أعلى عند النساء مقارنة بالرجال الذين لديهم نسبة أعلى من زيادة الوزن. وهناك العديد من العوامل المرتبطة بزيادة انتشار السمنة في هذه الدول منها تخطي وجبة الفطور، الإكثار من تناول الطعام خارج المنزل، وقلة تناول الخضراوات والفواكه وزيادة تناول المشروبات السكرية، وطول فترة مشاهدة التلفزيون واستخدام الانترنت وقلة الحركة والضغوط النفسية والاعتقادات الغذائية الخاطئة، كما تلعب الأسرة دوراً مهماً في الإصابة بالسمنة عند أطفالها بسبب التربية الغذائية الخاطئة. وأشار مصيقر إلى الزيادة في الآونة الأخيرة في إصابة المراهقين باضطرابات الأكل وعدم الرضا من شكل الجسم وهذه لها تأثيرات سلبية مثل تطبيق أنواع من الرجيم القاسي والخاطئ صحياً، ومشاكل نفسية، واللجوء إلى عمليات التجميل مثل شفط الدهون واللجوء إلى شراء خلطات عشبية أو مستحضرات غير صحية لغرض تخفيف الوزن. وقدم الدكتور مجدي نزيه عزمي ورقة علمية حول “زيادة ونقص الوزن، الحمية الغذائية والنشاط البدني.. التحديات والحلول” أشار فيها إلى تعدد أسباب الإصابة بزيادة أو نقص الوزن بين الأسباب الفسيولوجية أو الكيميائية أو الغذائية أو البيئية وغيرها، ولكن تتراوح نسبة الإصابة الراجعة لمعظم الأسباب غير الغذائية إلى ما بين 5 و10% بينما تتراوح نسبة الإصابة الراجعة لأسباب غذائية إلى بين 90 و95% حسب مسح لمنظمة الصحة العالمية. وتناول المحاضر شرح الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن، وأمراض القلب وتصلب الشرايين، وأمراض الجهاز التنفسي، ومرض السكري، وأمراض الجهاز الهضمي، وأمراض المفاصل، ودوالي الساقين، واضطراب الدورة الشهرية والأمراض النسائية. كما تناولت الورقة الأمراض المرتبطة بنقص الوزن، والتي تتسبب في الإصابة بالخلل الهرموني، وهشاشة العـظام وترققها، وبعض الأمراض النفسية، والضعف العام وتدني المناعة، وضعف القدرة على الإنتاج، وضعف القدرة على الإخصاب، وتأخر حدوث الحمل والإجهاض المتكرر. التغذية والجمال ذكرت خبيرة التغذية ندى زهير أحمد الأديب في ورقة عمل قدمتها حول “التغذية والجمال” أن الإنسان ليس إلا ما يأكل، معتبرة أن هذه المقولة تنطوي على مقدار كبير من الصحة، لأنه في حقيقة الحال نولي عناية كبيرة بالتغذية وعناصرها ومواردها الدفاعية المغذية، وتشير إلى مقدار ما نوليه من عناية للذات وجمال الجسد. وقدم الدكتور محمد حاج علي حاج أحمد ورقة عمل بعنوان “التغذية سبيل أمثل للوقاية من الشيخوخة المبكرة” تناولت جانباً من التغيرات الفسيولوجية التي تعتري جسم الإنسان مع تقدمه في السن والعوامل التي تعجل وتؤخر حدوث هذه التغيرات الفسيولوجية ودور التغذية الصحية في ذلك. وأكد أن الشيخوخة ليست مرضاً في حد ذاتها، ولكنها مرحلة عمرية تتراكم فيها عدة مخاطر صحية يؤدي التعرض لها في الصغر والكبر إلى نشوء أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري “النوع الثاني” والسمنة وما يصاحبها من مضاعفات تؤثر على العيون والكلى والكبد وأعضاء وأجهزة الجسم الأخرى. وأهم المخاطر الصحية التي ترتبط بهذه الأمراض المزمنة ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وزيادة الوزن، وارتفاع نسبة الكوليسترول العام والخبيث في الدم وزيادة الدهون في الجسم وهبوط حساسية خلايا الجسم للأنسولين. التغذية في القرآن وقدم الدكتور جميل القدسي خبير الأغذية ورقة عمل حول “أسس علم التغذية بالقرآن في استعادة الصحة والميزان” تناول فيها مفهوم الميزان في القرآن الكريم، وأنواع الأطعمة التي ذكرها القرآن الكريم ودورها الصحي باختصار. كما قدم الدكتور حافظ إبراهيم حافظ نوح من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ورقة عمل بعنوان “كن مفتش نفسك في انتقاء اللحوم والأسماك” ذكر فيها أنها بمثابة تدريب للمستهلك على كيفية حماية نفسه من الغش التجاري واستهلاك لحوم أو أسماك غير صالحة قد تؤثر في سلامته هو وأسرته عن طريق عدم معرفته بالإجراءات التي قد تحميه، وتبين الورقة كيفية التعامل مع المنتج سريع الفساد والذي يعتبر من أهم مصادر البروتين. البرامج المنحفة وقدمت كارلا حبيب مراد أخصائية تغذية ورقة عمل حول “البرامج المُنحفة العشوائية” أشارت فيها إلى فقدان الوزن المتعمد الذي يشير إلى محاولة الفرد لتحسين لياقته البدنية والصحية، أو لتغيير مظهره الخارجي، وكذلك وفقدان الوزن بالطرق العلاجية، لدى الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة، والذي يمكن أن يقلل من احتمال الإصابة بالأمراض غير المعدية مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وهشاشة العظام، وبعض أنواع السرطان. وأضافت هناك العديد من البرامج الغذائية التي تدعي أنها فعّالة في مساعدة الأفراد لإنقاص وزنهم من دون أي جهد، وتسمى هذه الأنظمة الغذائية “فاد” أو البدع الغذائية ولها تعريفات مختلفة، ويمكن تعريفها بأنها برامج غذائية لفقدان الوزن التي تشتهر بسرعة والتي يمكن أن تفقد شهرتها بالسرعة ذاتها. وقالت إن هذه البرامج الغذائية تجذب الأفراد الذين يسعون للحصول على نتائج سريعة لفقدان الوزن ولكن هناك عدة تساؤلات عن مدى فعاليتها وآثارها السلبية على المدى الطويل، لافتة إلى وجود سوق كبيرة لمنتجات التنحيف حيث ينفق ما بين 33 ملياراً و55 مليار دولار سنوياً على هذه المنتجات. المطبخ الصحي قدم الدكتور منصور علي عبداللطيف علي، ورقة عمل حول “المطبخ الصحي وسلامة الغذاء” ركز فيها على خطورة تناول الأمراض المنقولة عن طريق تناول أغذية ملوثة وسوء التعامل مع بعض الأصناف الغذائية لسوء الحفظ أو الطهي وطريقة التقديم بصورة ينتج عنها أعراض وتداعيات صحية مدمرة، خصوصاً على الأطفال وكبار السن والحوامل قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.