يقرع جرس هاتفك وما إن تصل يدك إليه، حتى ينقطع الاتصال، تحاول أن ترى رقم المتصل فتظهر لك الشاشة أن المكالمة الواردة خارجية. بالفطرة وبدافع الفضول ترغب في معرفة المتصل وما أن تدير الرقم حتى يرد عليك من الطرف الآخر بالعربية الفصحى دون أية مقدمات «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا أخي أنت إنسان طيب ورجل خير، لذلك فإن حظك الطيب أوقعك في طريقنا، هناك أشخاص يريدون بك الشر، وإيقاع الضرر بك وبمالك واستطعنا أن نوقف سحرهم، وأنهم ينوون العودة مرة أخرى للإضرار بك، لكن في هذه المرة لن يقوم الأخوة بمساعدتك في القضاء على مكر هؤلاء السحرة وأعمالهم الشريرة إلا بعد أن تقوم بإرسال ثمن ذبيحة كفدية لهم بعد أن تم إنقاذك منهم في المرة الأولى». تنطلي الحيلة على البعض، ويصدقون وينساقون وراء طلبات أولئك المحتالين الذين استغلوا عواطفهم وخوفهم من السحر والشعوذة، ونظراً لكثرة هؤلاء السذج في المجتمع، يتخذ المحتالون هذه الطريقة السهلة للحصول على أموال العديد منهم ممن وقعوا فريسة سهلة وباتوا من ضحاياه. ولو علم هؤلاء البسطاء من العامة أن النفع والضرر بيد الله وحده جلّ جلاله وعادوا إلى دينهم لما استطاع هؤلاء الأشرار إقناعهم بقدراتهم الخارقة ورفع الأضرار المادية والصحية التي قد يتعرضوا لها بالسحر، أو الوهم العابر للقارات، ولو كانوا صادقين لنفعوا أنفسهم واستغنوا عن الاحتيال والنصب الذي يمارسونه. قال لي صديق: لابد أن تعرف أن أكثر الضحايا من النساء خاصة اللاتي يسيطر عليهن هوس الاقتناع بتأثير السحر على كل مقدرات الحياة خاصة فيما يتعلق بعلاقتهن بالأزواج وتأثير ذلك علي حب أزواجهن لهن. فالحل الأمثل لمن يتعرضون لمحاولات النصب من هذا النوع أن يتجاهلوا هذه المكالمات ولايهتمون بها. وأردف: إن من هؤلاء المحتالين فئة لا تهدف إلى الحصول على أموال الناس بهذه الطريقة بل ابتكروا طريقة أدهى وهي أن يتصل بأي رقم ويقفل السماعة، وما أن يتلقى الرد يصبح همه إطالة المكالمة وبقدر الإطالة تكون فائدته! يبدو لي أن هذه الطريقة ابتكرت بعد أن كشفت الأولى... أرزاق!
jameelrafee@admedia.ae
عدد اليوم
