الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد الظاهري: أنجز شخصيات من وحي خيالي

أحمد الظاهري: أنجز شخصيات من وحي خيالي
29 مايو 2009 23:33
تعتبر الرسوم الكرتونية إحدى الأدوات الفنية التي يعبر الإنسان من خلالها عما يجول في خاطره وما يختلج في نفسه من أحاسيس ومشاعر وأفكار. وقد تعددت الأساليب والأدوات مع تطور العصر، ولم تعد الرسوم تقتصر على الصورة التقليدية التي اعتدناها بل ظهرت أساليب أخرى ترتبط بعالم الكمبيوتر والإنترنت، كالتي يستخدمها الرسام الشاب أحمد هادف الظاهري، الذي استهوته منذ الطفولة رسوم الأفلام الكرتونية التي كان يشاهدها ويستمتع بها لسببين، كونها تقدم له الفرح، وثم تبهره وتدفعه للتساؤل: كيف يمكنني إنجاز رسوم كرتونية. من وحي الخيال يأنس الظاهري إلى الإشارة في بداية الحوار إلى عشقه للرسم على شاشة الكمبيوتر، يقول في ذلك: «أرسم شخصيات كرتونية من وحي خيالي أو تشبه تلك التي أشاهدها على شاشة التلفاز عبر الأفلام والمسلسلات الكرتونية أو تلك المرسومة في المجلات أو عبر شبكة الإنترنت وغيرها، كما أنني أستطيع تعديل صور حقيقية لأشخاص وأضيف عليها لمساتي الخاصة باستخدامي قلم خاص فأكسبها رونقا وجمالا». وقبل أن يدخلنا إلى أجواء بداياته الفنية، يسترسل قائلا: «حبي لفن الرسم، خاصة الرسوم المتحركة يدفعني إلى التمني والطموح بأن تعقد دورات متخصصة في «الرسم على الكمبيوتر» لأنني أعتبر الدورات التي تعقد الآن تحاكي فقط المراحل الأولية للرسم على الكمبيوتر، مما يحول دون اشتراكي بها لأنني تجاوزت المرحلة المبتدئة، وأحتاج إلى دورات متقدمة تحاكي هذا الفن بمراحله المتطورة». بدايات خاض الظاهري رحلة جميلة نحو الرسم، وأبحر في أنواع منه، قبل أن ترسو سفينته على شاطئ الرسوم الكرتونية، يقول: «أحببت الرسم منذ طفولتي ومارسته في سن مبكرة جدا، وبرزت به في المدرسة حيث كنت أرسم شخصيات كرتونية تأثرت بها عبر مشاهدتي لأفلام الكرتون وشاركت برسومات في مسابقات ومهرجانات مثل «مهرجان الزهور» وغيره، وحصلت على عدد من الجوائز وشهادات التقدير». يضيف: «بعد أن التحقت في الجامعة، أهداني والدي في ذكرى ميلادي جهاز كمبيوتر خاص للرسم عليه ضمن برنامج «فوتوشوب» فاستبدلت الطريقة التقليدية في الرسم على الورق بالرسم على الكمبيوتر، كما أنني لم أجد صعوبة في الرسم عليه، لأنني كنت قد تدربت قبل ثلاث سنوات على جهاز كمبيوتر صغير يؤدي نفس الوظيفة على ذات البرنامج. وبت أستطيع كذلك أن أصمم إعلانات تجارية فقد كانت لي تجربة في ذلك حين طلب منا (نحن طلبة كلية إدارة الأعمال) أن نصمم إعلانا تجاريا فصممت إعلانا خاصا بمشروب الطاقة، مما سهل علي اختيار تخصصي بعد ذلك حيث يجدر بي أن أحدده بعد السنة الأولى فاخترت أن أدرس التسويق». صديق البيئة يبين الظاهري أن الرسم على الكمبيوتر يجعل من الرسام صديقا للبيئة، كيف ذلك؟ يقول: «لن يضطر الرسام لإتلاف الأوراق التي لايريدها، ففي الرسم على الكمبيوتر نستطيع أن نحذف ونعدل ونضيف دون أن نمزق أوراقا ونستبدلها بأخرى، وبالتالي لن نضطر لتلويث المكان أو اليدين بالألوان كما في الطرق التقليدية التي نعرفها، كما أنه بعد الانتهاء من الرسم على الكمبيوتر نستطيع طباعة تلك الرسوم على أوراق ونكبرها بالحجم الذي نريده لتغدو شبيهة باللوحات التي ترسم بالطرق الأخرى». ولايزال الرسم على الكمبيوتر قليل الانتشار بين الرسامين في مجتمعاتنا العربية، يشير الظاهري إلى ذلك ويضيف: «يعتمد أغلبية الرسامين على الرسم بالطرق التقليدية الأخرى، على الرغم من أن تعلم الرسم على الكمبيوتر سهل ومرن وراق، ويحتاج فقط إلى التدريب والممارسة، هذا في حال كانت الموهبة موجودة من الأساس، لكن لو افترضنا أن هناك من يود تعلم هذا الأسلوب ولا توجد لديه الموهبة في الرسم فإنه سيتمكن من ذلك بإصراره وتدربه على يد رسام يمارس هذا الفن لأنه ليس حكرا على فئة بعينها». ثقافات أخرى سافر الظاهري إلى روما والبندقية وغيرهما من المدن الأوروبية التي مكنته من الاطلاع على ثقافات وفنون شعوب أخرى، يقول في ذلك: «زرت العديد من المتاحف والمعارض التي تخص رسامين مشهورين وحتى المغمورين، فاطلعت على أساليبهم في الرسم التي شدتني بدورها وأبهرتني، لما لمسته من جمال ودقة وروعة في التعبير، فقد شعرت بأن لوحاتهم كأنها صحافة مرسومة كونهم يعبرون في لوحاتهم عن همومهم وقضاياهم وتاريخهم». حالة انفعالية تستحوذ الهواية الجميلة على أوقات من يمارسها، فالظاهري يستغرق في الرسم يوميا لمدة لا تقل عن 5 ساعات، يقول: «إذا لم أرسم لساعات يوميا أشعر أنني غير طبيعي أو لست بخير، كما أن رسوماتي تتأثر بحالتي النفسية فعندما أكون فرحا أرسم شخصيات كوميدية، وعندما أكون حزينا أرسم شخصيات مأسوية». لكن يبدو أن الظاهري في حالة رضى دائمة، إذ يثني على الدور الكبير الذي تلعبه أسرته في تشجيعه على ممارسة الرسم وهذا موقف طبيعي من أسرة ذات ثقافة عالية وذوق راق تعشق الفن وتمارسه، يقول: «شجعني والدي كثيرا عبر متابعته لي باستمرار وكذلك والدتي التي منذ أن وعيت على الدنيا وحتى الآن أراها تمارس فن الرسم بالألوان الزيتية، وكذلك إخوتي الذين يمارسون فن الرسم على الكمبيوتر وفن التصوير». من هنا يحلم الظاهري أن يؤسس أكاديمية للفنون في الإمارات، تعلم جميع الفنون بمستويات متقدمة وراقية، إضافة إلى طموحه في عمل مسلسل كرتوني على نمط المسلسل المحلي الشهير «فريج»
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©