تتحدث الحرف اليدوية الفرنسية عن نفسها، تبوح بسرِّ من أسرار إبداعها، تعرض نفسها مزهوة بجمالها، ودقة صنعها بأنامل راعت كل التفاصيل الدقيقة فيها، أهدتها من وقتها حيزاً كبيراً.
إنه معرض الحرف اليدوية في أبوظبي الذي افتتحه في قصر الإمارات السفير الفرنسي لدى الدولة آلان أزواوو، وصلاح الشامسي، مدير غرفة أبوظبي للتجارة والصناعة، وهو معرض يعكس الولع الفرنسي بعرض قطع رائعة في مجال التصميم الداخلي. . وكان من بين المشاركين:
باسيطي: لوحات مزخرفة
وقفتْ بجانب مجموعة من المعروضات النحاسية، وهي مجموعة منحوتة بعناية فائقة، عبارة عن قطع نحاسية صغيرة وأخرى كبيرة تستعمل في الديكور الداخلي، وكذا في الحديقة، على شكل كتاب أو ألبوم صور تتفاوت مستويات دفاته ومحتوياته، وكتبت عليه بعض الأسماء، قالت عنه فرجين: إنَّه على شكل كتاب أو أجندة أو ألبوم يمكن أن يشتمل على بعض الصور، أو أن نكتب عليه بعض الذكريات، وهناك من يختار حفر بعض الأقوال عليه. وكل ذلك حسب رغبة الزبون، بحيث تكون كل قطعة استثنائية وخاصة وفريدة. وأوضحت باسيطي مشيرة إلى قطعة صغيرة بجانبين منسحبين للأسفل، أنَّ هذه القطعة نموذج لديكور داخلي أو خارجي.
ستينمنتز: من الطب الى قوارير العطر
لا يمكن لاثنين أن يختلفا على جودة العطر الفرنسي، وعلو صيته المنتشر في جميع أرجاء الدنيا، العطر في فرنسا ثقافة قبل أن يكون مادة للزينة، وهو كان موضع حفاوة لدى الفرنسيين منذ القرون الأولى، كما حفَّز همم المبدعين لخلق أنواع من القوارير الجميلة، تحتوي هذا الإرث الأنيق وتعبئه في داخلها، ومن العارضين ضمن معرض «الحرف اليدوية الفرنسية» ألان ستينمنتز الذي يتحدث بشغف عن مجموعاته من قوارير جميلة شفافة تدل على الفخامة والترف والرفاهية، عبر ألوان مختلفة بنماذج زخرفية غاية في التعقيد والروعة، ويقول: بدأت هذه الحرفة كهواية في بداية ثم تحولت إلى مهنة، وقد كنت طبيباً سابقاً مدة 25 سنة، وبدأت في هذا العمل الفني بعد ما تجاوز عمري الـ 50 سنة، استمتع بعملي كثيراً، وهو يتيح لي مجالاً واسعاً للإبداع وملاقاة الناس والتجوال حول العالم، وأسعد كثيراً عندما أدرك أن مجالي الإبداعي يحظى بمستوى راق وله شفافية الزجاج. وبكونه صنع خصيصاً لاحتضان مادة رائعة هي العطر، يقتنيها أناس لهم حس مرهف وذوق رفيع.
أمبلارد: لوحات القرن السابع عشر
علقت في كل ردهة لوحات تشد الزائرين للبحث عن سر جمالها الهادئ بألوان ناعمة، حتى يخالوا أنهم أمام منجزات من فنون القرن السابع عشر والثامن عشر، إنها لوحات مختلفة كان من بينها لوحات الفنان باسكال أمبلارد، الذي اختارت أن تتحدث عنه مديرته الفنية كاترين بولاشون حيث تقول: هو يستعمل اللون الكريمي، ولون الجبن الأبيض، وهي ألوان لأصباغ تقليدية جداً ترجع بنا إلى القرن السابع عشر والثامن عشر، وإبداعات باسكال أمبير هي إبداعات يدوية من أصباغ طبيعية 100% وهي مصنوعة من القماش، ونعمل تحت الطلب لتزيين القصور والصالات الكبيرة في الفنادق المصنفة، كما نعمل على تزيين الأسقف وقبب البنايات الضخمة والفلل، وكل ذلك حسب طلب ورغبة الزبون.
صابلي: الإماراتيون حسهم راقٍ
يقف أمام لوحة ضخمة بألوان جريئة، يقول صاحبها الفنان جون صابلي: بدأت الرسم في سن صغيرة، حيث لم يكن عمري يتجاوز 15 سنة، وكان ذلك على يد والدي الذي علمني هذه الحرفة، وبعد ذلك تعلمت على يد المعلم « فلامو» في بلجيكا، الذي يرجع إليه الفضل في إتقان هذه الحرفة، ولي اليوم ورشة في فيرساي بفرنسا، أعمل في إطار الصباغة الفنية المنزلية، سواء على القماش أو على الجدران حسب رغبة الزبون. وعن الإمارات، يقول: جئت إلى الإمارات 3 مرات،منها مرتان إلى دبي وذلك من أجل التعريف بمنتجي وعرضه في إطار الديكور الداخلي ومرة واحدة إلى أبوظبي، وأكنّ لهذا الشعب الكثير من التقدير والاحترام، الناس هنا يتمتعون بحس فني راق، وبذوق رفيع، وهم يقدرون الفن الراقي، ونحن هنا للتعريف بحرفنا، وقد أبدى الناس اهتماماً كبيراً بهذه الفنون.
باتريك أليرت: لمبات مضيئة من بيض النعام
بأشكال مختلفة جميلة وبألوان متنوعة يلمع الضوء من هذه اللمبة الصغيرة، التي توضع بعناية فائقة في إحدى الزاويا، ويفاجأ المتلقي عندما يعرف أن هذه اللمبات مصنوعة 100% من بيض النعام، أو بالأحرى هي بيض النعام نفسه، تفنن صانعها في تشكيل أشكال هندسية مذهلة عليها، ورسومات جميلة عن طريق الحفر في طبقات قشرتها. عن هذا العمل الفني الحرفي تقول أنوك أليرت ابنة صانع الأشكال الفنية، باتريك أليرت: تبلغ سماكة بيضة النعامة الـ 2 ملمتر تقريباً، وعلى هذه السماكة المتواضعة يقوم والدي بنحت وتشكيل أشكال مختلفة، دون أن يتدخل في تغيير شكل البيضة. أضاف باتريك: نحصل على بيض النعام من مربي للدواجن في فرنسا، وهناك نوع آخر ملون أصغر بقليل من البيض الأول الأبيض المائل للصفرة، وهو لنوع من النعامة الصغيرة التي تعيش في البراري الأسترالية. مائل للون الأخضر والأزرق، وفيه درجات من الألوان، وهو يتيح لنا تشكيل أنواع جميلة من اللمبات ذات الألوان الداكنة، والمعروضات هنا على شكل ضوء بأنوار الطاقة أو الألعاب النارية، وأخرى عليها رسومات مختلفة تتدرج حسب تدرج طبقات البيضة، فاللون العلوي أغمق من الذي يأتي بعده، وهكذا إلى أن نصل إلى اللون الشفاف الذي يعكس لون الضوء الموضوع داخلها.
كريستال بنيتو: زبوناتي أميرات
كريستال فنان ومبدع ينحت الكريستال، ويخلق منه أشكالاً جميلة تحمل قارورات العطر المختارة بعناية فائقة، وأشكالاً أخرى على شكل مزهريات وسكريات، وكلها مصنوعة يدوياً. يقول بنيتو عن أعماله: تعلمت النحت على الكريستال منذ كان عمري 18 سنة، واليوم صار لي 22 سنة أعمل في هذا المجال، والمشكلة في هذا العمل هي مشكلة العثور على الأفكار المميزة، أما تنفيذها فقد أصبح يسيراً مع الوقت بالنسبة إليَّ، مثلا هذه القطعة الموجودة أمامنا فقد أمضيت ثلاثة أشهر أعمل عليها بعد تبلور فكرتها في ذهني. أما زبائني فهم كل من يقدر ثمن هذه الإبداعات، وهم غالباً من الأميرات
عدد اليوم
