الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

..ولكنهم يمارسونه

20 فبراير 2015 23:00
في لقاء نشرته إحدى الصحف حول ما إذا كانت الفنون التشكيلية ضروة في حياة الأطفال، أكدت إحدى الأمهات العاملات في أحد متاحف الفنون، بعد تجربة على ابنتها البالغة عشرة أسابيع شاهدت أثناءها ردة الفعل التي تجسدت في تصرفاتها (ضحكت وسال لعابها فور مشاهدة الألوان الزاهية) أكدت أن الطفل يتعلم الفن منذ ولادته. هذه فرضية تجعلك تتساءل: لماذا لايتعلم أطفالنا الفن خارج إطار المدرسة وبدلا من أن «يشخبطوا» على الجدران في البيوت في مرحلة مبكرة من حياتهم، لماذا لا نعودهم على مشاهدة الفن عن كثب قبل دخولهم المدرسة حتى يتعلمونه؟ ما يحدث في حياتنا أن أحدنا يحزن عندما يجد أنهم حتى في المدرسة لا يعطون الفن حقه بسبب الامتحانات، ويدرجون الفنون للمناسبات! ونادراً ما يشاهد أطفال مع أسرهم يتجولون في معارض الفنون والمتاحف الفنية وما له علاقة بالفن، شيء يوحي بأن الفن ربما كان للكبار فقط، وفي الاعتقاد أن الفن كما يعرفه الكبار ممل ولايناسب تفكير هؤلاء الذين يفضلون اللعب والحركة والاستمتاع بأشياء أخرى تناسب أعمارهم. والواقع أن جزءاً مما يتطلبه التصدي لتحديات المستقبل هو الفن، الابتكار والحلول الخلاقة كتلك التي يمتلكها أصحاب الموهبة. هؤلاء موجودون في كل المجتمعات منذ الولادة وكل ما يحتاجونه هو أن تتوافر لهم الأساليب التي تساعدهم على التواصل والممارسة. ومثلما تؤمن بهذا بقية المجتمعات من حولنا فهم بحاجة إلى جزء من مبادراتنا نحو المستقبل. وقبل انتظار مرحلة الشخبطة على الجدران وحصة النشاط والورش الرسمية والمناسبات، تأتي أهمية التربية العائلية بالفن. صحيح أن صغارنا لن يستوعبوا الفن كما نستوعبه نحن الكبار، لكن عندما يشاهدون أعمال فنانينا الإماراتيين والخليجيين والعرب والعالميين، ستظل هذه الأعمال تراود ذاكرتهم وهم يكبرون شيئاً فشيئاً. الفن لايستوعبه الأطفال وإنما يمارسونه. لايستوعبون تاريخه ومبادئه التي قامت عليها الحداثة، ولكن يستمتعوا برؤية الصدق، الفرح، الحزن، الجمال، الفوضى وأي مشاعر يثيرها. حكمة يقولها فنان تشكيلي «إن عدم اقتراب الطفل من الفن في سن مبكرة، ربما دمر لديه الشعور بهذه الأشياء إلى الأبد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©