تراجع أسعار النفط رغم استمرار غليان الأسواق

تراجعت أسعار النفط دون مستوى 118 دولارا للبرميل أمس ولكن حالة الغليان استمرت في السوق بسبب تراجع الدولار وتعثر الامدادات من نيجيريا ومخاوف من أن يؤثر اضراب عمالي في مصفاة نفط اسكتلندية على الانتاج في بحر الشمال· وبحلول الساعة 10:55 بتوقيت جرينتش هبط سعر الخام الاميركي في عقود يونيو 48 سنتا الى 177,59 دولار للبرميل، وانتهى امس الأول التعامل في عقود مايو عند 119,37 دولار للبرميل بعد ان بلغ الخام لفترة قصيرة أعلى مستوى على الاطلاق عند 119,90 دولار للبرميل، وهبط سعر مزيج برنت 63 سنتا الى 115,32 دولار للبرميل بعد ان بلغ امس الأول مستوى قياسيا عند 116,75 دولار· وقالت منظمة ''أوبك'' أمس إن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 109,92 دولار للبرميل أمس الأول من 108,93 دولار يوم الاثنين الماضي· وارتفعت أسعار النفط في الاسابيع الاخيرة الى أكثر من خمسة امثالها منذ عام ،2002 واستمدت السوق دعما اضافيا من بيانات تظهر ارتفاع الطلب في الصين ثاني أكبر مستهلك في العالم ثمانية بالمئة على أساس سنوي في مارس، وهي أسرع وتيرة في 19 شهرا مع قيام شركات التكرير بتعزيز الواردات قبل دورة الألعاب الأولمبية· وقال جيم ريتربوش رئيس شركة ريتربوش اند اسوشييتس في جالينا بولاية الينوي: ''لا نرى أى دليل على تراجع الطلب حتى رغم استمرار ارتفاع الاسعار''، واضاف: ''اوبك لا تزال عازفة عن ضخ مزيد من النفط في السوق، ومما يفاقم الوضع عدم وجود أي زيادة ملموسة في الانتاج من خارج اوبك''· وكانت هجمات على خطوط أنابيب في نيجيريا عضو منظمة أوبك الأسبوع الماضي قد تسببت في توقف إنتاج 169 ألف برميل يوميا من خام بوني الخفيف مما اضطر رويال داتش شل إلى اعلان خفض صادراتها النفطية لأسباب قهرية، كما هاجم متمردون نيجيريون خطي أنابيب لشركة شل في دلتا النيجر يوم الاثنين الماضي· وتجري الادارة ومسؤولو اتحاد عمالي محادثات لتجنب اضراب مدته يومين في مصفاة جرانجماوث الاسكتلندية قد يتسبب في توقف بعض إنتاج النفط والغاز الطبيعي من بحر الشمال، وقال منتجو النفط المجتمعون في روما للمشاركة في منتدى الطاقة العالمي إنه ليس بامكانهم عمل شيء لوقف موجة صعود النفط وقد يكون على العالم أن يتعايش مع أسعار أعلى إذا كان يريد امدادات في المستقبل· إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الأول إنه قلق بشأن أسعار النفط والبنزين التي بلغت مستويات قياسية مرتفعة مضيفا أن على الولايات المتحدة أن تستغل محمية للحياة البرية في الاسكا لتعزيز المعروض، وقال بوش في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر والرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون: ''أنا قلق تماما بشأن مستهلكينا''· وبحسب أرقام حكومية، سجل متوسط أسعار البنزين الأميركية هذا الأسبوع مستوى قياسيا بلغ 3,51 دولار للجالون في محطات التعبئة مع تجاوز الأسعار في بعض مدن الساحل الغربي مثل سان فرانسيسكو أربعة دولارات· ولم يعلق بوش على سؤال أحد الصحفيين ما إذا كان كبار منتجي ''أوبك'' مثل السعودية يساعدون المستهلكين الأميركيين، لكنه أثنى على كندا والمكسيك وهما دائما من أكبر خمسة موردين إلى الولايات المتحدة، وقال بوش: ''لحسن الحظ أن كندا والمكسيك هما أكبر موردينا وهو ما نحن ممتنون له''· وقال علي النعيمي وزير النفط السعودي أمس الأول إن نقص الاستثمار في الطاقة الإنتاحية للنفط الخام والمشتقات وليس نقص الاحتياطيات هو ما يدفع الأسعار صعودا· وقالت نائبة وزير النفط والطاقة النرويجي أمس إن النرويج ''لن تأسف'' اذا انخفضت أسعار النفط قليلا، والنرويج ليست من اعضاء ''اوبك'' ولكنها خامس أكبر مصدر للنفط في العالم وثالث اكبر مصدر للغاز بعد روسيا وكندا· وقال ليف مونيكا ستوبهولت للصحفيين: ''إننا نشارك دول ''أوبك'' رأيها بأننا لن نأسف لوصول سعر النفط الى مستوى مستقر أقل قليلا من المستوى الحالي''· واضافت تقول ردا على سؤال عن السياسة الانتاجية لاوبك مع وصول أسعار النفط الى مستويات قياسية ''النرويج ليست في موقع يتيح لها انتقاد كيفية ادارة اوبك لشؤونها ولا تنوي أن تفعل ذلك''· ورحب وزراء الطاقة والنفط من نحو 60 دولة بتطوير مصادر الطاقة البديلة مثل الوقود الحيوي لكنهم القوا الضوء على بعض سلبياته، واعربوا عن قلقهم من ارتفاعات أسعار النفط· وأفاد البيان الختامي لمنتدى الطاقة العالمي في روما أمس الأول ان الوزراء أبدوا قلقهم من ارتفاع اسعار النفط وقالوا ان الأسعار يجب ان تكون عند مستويات مقبولة بخاصة بالنسبة للدول الفقيرة المستوردة للنفط، وضمت المحادثات التي استمرت ثلاثة أيام تحت مظلة منتدى الطاقة العالمي 60 وزيرا للطاقة و27 من قادة الصناعة، واضاف البيان ''الاعتماد المتبادل بين الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة'' سيزيد في المستقبل المنظور وقال ان الاجتماع التالي للمنتدى سيعقد بعد عامين في المكسيك·