السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خواطر الفخر

خواطر الفخر
11 مارس 2018 23:37
صوت بكاء ونحيب يقلق نومي، «ماذا الآن؟» قلت مبدية انزعاجي، حدقت في ساعتي القريبة من الحائط مستعلمة عن الوقت الذي نظنه يمضي بسرعة بينما نحن من نبتعد عنه مهرولين، «إنها الساعة الثانية صباحاً!» قلت بشيء من الحدة والغضب تفرست أكثر في تلك الأصوات، كم فزعت عندما سمعت صوت أمي متجانساً بتلاحم مع تلك الهمهمات الخافتة، نظرت بهلع إلى أختي الصغرى التي ترقد معي في الغرفة نفسها، ويا للعجب!! إنها نامت كما لو كانت في كوكب آخر... لا، بل في عالم آخر!!! اعتراني شعور مقلق بشأن الأفكار التي تشق طريقها إلى ذهني بالقوة، تداخلت الأسئلة مع بعضها بعضاً مخلفة وراءها رأسي الصغير الذي يكاد ينفجر! أغمضت عيني لفترة في محاولة فاشلة لتنظيم أفكاري، لكنني أعود إلى سؤال «ما الذي حدث؟» أشعر أنني أدور في متاهات لا حصر لها، حينها حسمت أمري واستجمعت قواي المتخاذلة، قمت من فراشي بجفون مغلقة ويدين متراخيتين، اتجهت إلى مصدر الصوت بخطى واثقة ومتزنة على الرغم من شعوري أنني أجرّ معي كومة من الأثقال، حريصة على ألاّ أوقظ أختي أو ألفت الانتباه، استرقت النظر عبر مساحة صغيرة بين الباب والحائط، رأيت ملامح الحزن على وجوههم... أم هي فرح؟؟ لم أعد أفهم! أزداد حيرة كلما توغلت في التدقيق، هممت بالعودة مجرجرة أذيال الخيبة لعدم قدرتي على تفسير ما يحصل، حينها ضبطتني عمتي، وهي في طريقها إلى المطبخ، لم أدر ماذا أفعل حينها، فسردت أسئلتي المكظومة، كما لو كانت محفوظة في قرص مدمج! أمطرت عمتي المسكينة أسئلة تندفع كطلقات نارية «ما الذي يحدث؟ لم أمي تبكي؟ هل هذا شيء مهم؟ وأين هو أبي؟؟» أجابت عمتي راسمة على وجهها ابتسامة خافتة تلفها الحسرة «أبوك في السماء يا مريم، حينها فهمت... حينها وضح كل شيء ليشكل لوحة مليئة بالأسرار والخفايا، أبي جندي باسل قدم روحه فداء لأرض إماراتنا! ما أروعك يا أبي! وما أجمل حبك وولاءك لهذا الوطن المترابط! عيشي يا دولة الإمارات آمنة مطمئنة، وثقي بأن ولاء شعبك سيدوم مع تبادل الأجيال، وليبق علمك شامخاً مرفرفاً يشهد على أبناء زايد المخلصين، وليدم ترابك طاهراً ذهبياً حاضناً لكل إنجازاتك، ولتحيا يا شعب الإمارات متصدراً المراكز العليا، روحي فداك يا وطني الغالي، والويل لمن يقف بينك وبين مستقبل باهر، ودام عزك يا إماراتي. ليال إيهاب اسحاق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©