الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجرحى في حمص يموتون بسبب نقص الدواء

الجرحى في حمص يموتون بسبب نقص الدواء
22 فبراير 2012
بيروت (رويترز) - قال شهود عيان إن كل أربع أو خمس عائلات في حي بابا عمرو بحمص يتكدسون في منزل واحد، حيث يعتمدون على مياه الأمطار التي يجمعونها في الصراع من أجل البقاء بعد أسبوعين من القصف المدمر من قبل القوات السورية، ويشاهدون الجرحى من الأصدقاء والأقارب يموتون بسبب نقص الأدوية. ويقول البعض إن الموت جوعاً خطر حقيقي ويتهمون العالم بالتخلي عنهم أمام قصف الجيش الذي يقولون إنه أسفر عن مقتل العشرات وإصابة 2000 آخرين بجراح في معقل المعارضة المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد. ومع انعدام فرص الفرار هجرت الكثير من الأسر منازلها في الضواحي وتقهقرت بشكل أكبر إلى قلب الحي المدمر بمدينة حمص في غرب الوسط السوري حيث يتجمع عشرات الأشخاص في منازل وشقق سكنية صغيرة. ويواجه من ينجون من القصف نقص الغذاء والمياه الذي يقولون انه يتفاقم بشكل متعمد بسبب إطلاق قناصة الحكومة النار على خزانات المياه. ويشعرون بالخوف من مغادرة المنازل والملاجئ. وقال أحد سكان بابا عمرو يدعى أبو بكر ويلوذ بمنزل يتألف من غرفتين مع 25 شخصا آخرين “نجمع مياه الأمطار في الجرار والأوعية”. وأضاف “ننام بالتناوب البعض خلال النهار وآخرون أثناء الليل بسبب عدم وجود مساحة كافية”. ومضى قائلا إن النساء اللائي وضعن حديثاً غير قادرات على إرضاع أطفالهن بعد أن جفت أثداؤهن من الصدمة، موضحا “بعض النساء تطوعن لإرضاع هؤلاء الأطفال لكن إلى متى؟ حياتهم في خطر”. ويقول نشطاء إن القصف دمر العديد من المنازل في الحي الفقير الذي يقطنه 80 ألف نسمة وتحولت المستشفيات الميدانية القليلة التي أقيمت منذ أشهر إلى أطلال. وأضافوا أن طبيبين على الأقل وممرضتين قتلوا في القصف ولم يبق في بابا عمرو سوى طبيبين أو ثلاثة. وتحولت بعض المنازل إلى مستشفيات مؤقتة، لكن نقص الإمدادات الطبية والعاملين يعني أنه ليست هناك مساعدة تذكر يمكن تقديمها للجرحى. وقال ساكن آخر في حي بابا عمرو رفض نشر اسمه “نرقب الجرحى وهم يموتون. كل ما نفعله هو استخدام قطعة من الملابس لتغطية جراحهم ثم مشاهدتهم وهم يموتون”. وأضاف “لقد فقدنا الكثير من الناس وكل يوم يموت أصدقاء وأقارب أمام أعيننا.. ليس بإمكاننا فعل أي شيء”. وفي بعض المناطق بحمص أقام مسلحو الجيش السوري الحر حواجز التفتيش في محاولة لمنع دخول الجنود والشبيحة الموالين للأسد. وفي بابا عمرو يعمل العديد من السكان كمزارعين وتجار ومن شأن احتشاد الجنود على ضواحي الحي ان يمنع المزارعين من حصاد محاصيلهم. وقال ناشط استخدم اسم ماركس “إذا لم يمت الناس من القصف فسوف يموتون من الجوع قريبا”. وأغلقت الأسواق بعد نفاد الإمدادات ويعيش السكان على الباذنجان المخلل والزيتون والخبز الجاف. ويقول سكان ان الخضراوات واللحوم أصبحت ضربا من الترف. وقطعت خطوط الهاتف والإنترنت. وعندما قتل ما لا يقل عن 217 شخصا في قصف حي الخالدية في حمص في وقت سابق من هذا الشهر قال الناشطون في حي بابا عمرو القريب إن الدور على حيهم واتخذوا تدابير لضمان تمكين العالم الخارجي من المشاهدة. ويبث النشطاء لقطات حية ويحملون مئات من أشرطة الفيديو على موقع يوتيوب تظهر كثافة القصف والدمار والموت والجرحى. لكنهم لا يزالون يشعرون بأنهم فشلوا في اجتذاب اهتمام العالم. ويقولون ان القوى الخارجية لم تتخذ بعد إجراءات لوقف القتل أو حتى السماح بممرات آمنة لإجلاء النساء والأطفال والمصابين بجروح خطيرة. وقال أحمد “تخلى العالم عنا ونحن وحيدون، لا أحد يهتم بما يحدث لنا”. ويتزايد الغضب أيضاً من المعارضة السورية التي يقول السكان إنها تقف موقف المتفرج من المذبحة. وأضاف ماركس “نشعر بأن المعارضة خذلتنا، الجميع يخدعوننا ويستغلوننا لمصالحهم الخاصة ونحن الذين ندفع الثمن”. وأرسل خالد أبو صلاح الناشط في بابا عمرو استغاثة إلى جماعة المعارضة الرئيسية المجلس الوطني السوري. وقال في شريط فيديو على موقع يوتيوب وهو واقف أمام منزل تعرض للقصف ان الجميع يتعرضون للقصف ويموتون. ويضيف انهم يعيشون في الثمانينات بجميع سيناريوهاتها وحتى الآن لم يفعل أحد شيئا. وأضاف “نحن نحملكم المسؤولية الكاملة. الشعب قال إن المجلس الوطني السوري يمثلنا والشعب سينزع عنكم الشرعية إذا لم تفعلوا شيئاً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©