الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجري من دون حذاء يحمي القدم ويقويي العضلات

الجري من دون حذاء يحمي القدم ويقويي العضلات
2 ابريل 2010 20:05
في سبعينات القرن الماضي كان الحذاء الرياضي الخفيف المصنوع من قماش القنب (الذي تصنع منه الخيام والأشرعة) ذو النعل المطاطي، شائع الاستخدام من قبل معظم العدائين وممارسي رياضة الركض، ثم توالت بعد ذلك تغييرات كبرى على صناعة الحذاء الرياضي منها ارتفاع الكعب المبطن وإدخال جيوب محتوية على الهواء أو الجل وفرشة النعل الداخلي المصنوعة من مادة الفوم وأداة توازن تشكل جميعها بعض خصائص الحذاء الرياضي اليوم، الأمر الذي رفع سعره إلى أرقام خيالية مقارنة مع أسعار الحذاء الرياضي فيما مضى ربما يفوق زيادة أي سلع أخرى، وفي نشاط حجمه مليارات الدولارات، راح صناع الأحذية يبررون هذه التقنيات المستحدثة وما نتج عنها من طفرة مبالغ فيها في الأسعار بحجة واحدة وهي تقليل مخاطر الإصابة. ويبدو أن المستهلكين صدقوا أن البطانة الداخلية الزائدة واتزان القدم يعملان على الحماية من الإصابة وبالتالي استسلموا لأسعار الأحذية الرياضية المتزايدة، وراحت كبرى شركات المستلزمات الرياضية تتنافس في تصنيع وإنتاج وتوزيع أحذية رياضية تزعم أنها الأكثر أماناً، غير أن خبراء البحوث أبدوا شكوكاً مؤخراً عن جدوى تلك التقنية باهظة الثمن. وهناك دراسة نشرت عام 2009 في مجلة الطب الرياضي البريطانية عنوانها: “هل مواصفات الحذاء الرياضي مبنية على أسس مثبتة”، بقلم كريج ريتشاردز الذي يقول: “من الواضح أن هناك اعتراضات علمية على ما يستخدم حالياً في صناعة الحذاء الرياضي من نظم التحكم في وضعية القدم وكعوب مبطنة مرتفعة، فهناك عدة دراسات تشير إلى أن تلك الخصائص لم تحقق الهدف المرجو منها بل قد تنطوي على احتمالات التسبب في الإصابة”. من الجدير بالذكر أن الكثير من العدائين انضموا عن غير قصد إلى هذا التشكك الذي أبداه الباحثون، بل تزايد عدد العدائين الذين استغنوا تماماً عن الأحذية وبدأوا يركضون حفاة الأقدام، وأفاد بعضهم أن لمس القدم للأرض مباشرة له فوائده فبدون البطانة الزائدة تتفاعل القدم من خلال آليات تحريك عضلاتها بشكل طبيعي وتكيف خطوتها على نحو يقلل الصدمة تلقائياً، كما أن الركض حافياً يجبر القدم على بذل الجهد المفيد وهو ما يجعلها أقوى من قدم “مدللة” محاطة ببطانة زائدة وتوازن اصطناعي. ويبدو أن مصنعي الأحذية الرياضية بدأوا إدراك ذلك، لذا توصلوا إلى حل وسط، حيث نجد أن أحدث أحذية رياضية طرحت في السوق تجمع ما بين شبه الحفيان وتدليل القدم، فهي تتميز بنعل خارجي أنحف وكعب أقل ارتفاعاً وجانب داخلي أقل تقوساً، والحذاء أكثر ليونة وأخف وزناً وتؤمن الحماية في نفس الوقت من مخاطر منتثرات الطريق. والسؤال الآن هو: هل آن الأوان لتتخلص من الأحذية الرياضية المعتادة وتجرب شيئاً جديداً؟ أم أن تصميم الحذاء الرياضي يفرضه تجار الأحذية أكثر من مرتدي الأحذية؟ في ذلك يقول ديفيد بيرسول أستاذ مساعد قسم التربية البدنية في جامعة ماكجيل والخبير المتخصص في ميكانيكا حركة جسم الإنسان أن التوجه إلى نمط الحذاء الأخف الأقرب من الأرض ليس بالضرورة شيئاً سيئاً ولكنه قد لا يناسب جميع العدائين، ويتساءل بيرسول أيضاً: “ما هو الفيصل بين الإفراط والتفريط في حشوات الحذاء وبطانته؟” فيرد هو قائلاً: “من السذاجة الاعتقاد بأن أحذية الركض يمكن أن تمنع الإصابات.. فمعظم إصابات الركض تحدث نتيجة مجموعة من العوامل لا يمثل الحذاء منها سوى عنصر واحد فقط”. ويقول ريتشاردز وفريق بحثه إنه يتعين على العدائين والعداءات إدراك أنه لا يوجد طراز نموذجي من الأحذية ولذا عليهم ألا يصدقوا كل ما يقدم من إعلانات مغرية، ويوصي أيضاً بأنك إن ظللت بعيداً عن الإصابات خلال استخدامك لحذاء رياضي معين فلا تغيره لمجرد الرغبة في التغيير أو الجري وراء الموضة، وهو ما يعني أيضاً أنك إذا كنت تعاني أو تعانين من إصابة مزمنة فربما يكون من مصلحتك تغيير الحذاء بآخر ذي خصائص جديدة. “لا تتوقعوا المعجزات من أحذيتكم” حسب بيرسول، فأي حذاء لن يحميك من إصابات راجعة إلى سوء التدريب، كما أن الحذاء البالي المتهالك لن يوفر الحماية التي يكفلها الحذاء الجديد. والدرس المستفاد هنا هو يجب أن تفكروا جيداً قبل شراء أحدث موضة لمجرد أنها “الموضة”، ولا أحد يعرفك قدميك أكثر منك ولذلك فإن أفضل حذاء رياضي بالنسبة لك هو الحذاء المجرب في مختبرك الشخصي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©