إيران توافق على شرح مسائل مُريبة في برنامجها النووي

أعلن الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تفاؤله إزاء المحادثات مع إيران باتفاق الجانبين على توضيح مسائل مثيرة للجدل في البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً مزاعم أجهزة استخبارات غربية بأنه لا يزال يستهدف صنع قنبلة نووية· وقال البرادعي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس البوسنة والهرسك حارث سيلاجيتش في سراييفو، حيث تسلم جائزة للسلام أمس: ''لقد وافقت إيران على مناقشة هذا الموضوع، الوحيد المتبقي لنا للتحقق من نشاطات إيران النووية في الماضي والحاضر، وفهمت أن ثمة أملاً في أن نحصل بحلول مايو المقبل على توضيح وشرح من إيران حول الدراسات الخاصة بالأسلحة النووية المزعومة''، وأضاف: ''هذه من وجهة نظري خطوة إيجابية، وآمل أن نتمكن من الحصول على توضيح حول هذا الموضوع المهم في غضون الأسابيع القليلة المقبلة''· وقد أجرى أولي هاينونن، نائب البرادعي، محادثات مع مسؤولين إيرانيين في طهران يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين بشأن ''دراسات'' حصلت عليها الوكالة من استخبارات دول غربية بشأن أنشطة نووية عسكرية سرية أجرتها إيران بعد عام 2003 لإقامة منشآت تجارب نووية تحت الأرض واحتمال تحويل صاروخ ''شهاب-''3 إلى صاروخ نووي· وقالت المتحدثة باسم الوكالة في فيينا ميليسا فليمينج في بيان رسمي: ''تم التوصل خلال اجتماعات طهران الى اتفاق حول عملية ستحاول توضيح مسألة الدراسات المزعومة خلال شهر مايو''· في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن جولة جديدة من محادثات الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا حول البرنامج النووي الإيراني قد تعقد في لندن الشهرالمقبل· وأعلن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد استعداد بلاده لمناقشة القضية النووية، دون التفريط في حقوقها، وقال لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً في همدان شمال-غربي إيران: ''يجب أن يكون الحوار مبنياً على أساس احترام حقوق الشعوب، ولا يهم ان يكون مع أي طرف، وسوف نضرب أفواه من يريدون أن تتخلي إيران عن حقها''، وأضاف ''لا يمكن لأي دولة في العالم أن تنتهك سيادة إيران وتحرمها من حقوقها الشرعية، فطالما أن الأمة الايرانية تبدي مقاومة حاسمة، لا يمكن لأي قوة عالمية أن تفعل شيئاً لكسرها''، وتابع: ''إن قطار النصر الايراني قد وصل الى محطاته الأخيرة، واذا ما تمكن من عبورها، فسيصل الى قمة العزة الوطنية''· على صعيد آخر، تدخل المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي لتهدئة الخلافات المتصاعدة بين نجاد وعدد من كبار المسؤولين والسياسيين في ايران، وقال لدى مخاطبته جمعاً من العمال المتميزين في طهران أمس: ''يجب ان تكون حركتنا في اتجاه الوحدة ولا نسمح لأجواء الاختلاف المنازعات والجدالات والاتهامات ان تجري في العمل السياسي والحكومي في أوساطنا''، وتابع: ''إن الوظيفة الأصلية للحكومة ولمنتسبيها هي العمل والإنتاج''· وقد تواصلت الحملات بين نجاد خصومه· ودافع نجاد عن قراره بعزل الوزراء، وأصدر مرسوماً عيّن بموجبه محمد رضا رحيمي وزيراً للداخلية بالوكالة بدلاً من الشيخ مصطفى بورمحمدي، وانتقد في كلمته وزير الاقتصاد المقال قائلاً: ''إن من يقف أمام قرار الحكومة بتخفيض نسب الفائدة في المصارف، فعليه الرحيل من الحكومة وترك المكان لأناس يعملون لوجه الله وليس لجيوبهم الخاصة''· وقال رئيس البرلمان غلام علي حداد عادل في رسالة جديدة إلى نجاد: ''إن مشكلة الناس الأساسية هي ارتفاع الأسعار، وذلك ما ندركه تماماً''· وجدد وزير المالية الإيراني السابق داود دانش جعفري انتقاد ميزانية الحكومة وسياسات الحكومة الاقتصادية والنقدية وميزانيتها الجديدة، وقال في كلمة بمناسبة تسليم مهامه لخلفه حسين صمصامي أمس الأول: إن ميزانية 2008-2009 ستزيد التضخم عبر مطالبة المصرف المركزي فعلياً بتحويل 60 مليار دولار من إيرادات النفط إلى الريال الإيراني، وأكد أن خطط المصرف المركزي لمكافحة التضخم ستعرقل جهود الحكومة لتوفير فرص عمل وتدفع السيولة باتجاه التجارة وليس الإنتاج·