الاونروا تدق ناقوس الخطر و إسرائيل تستأنف إمداد محطة الكهرباء بالوقود جزئياً

حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وبرنامج الاغذية العالمي أمس من أنهما سيوقفان كافة عملياتهما الإغاثية وتوزيع المساعدات الغذائية على مليون لاجئ فلسطيني في قطاع غزة اعتباراً من اليوم الخميس بسبب نفاد الوقود· في وقت عاودت إسرائيل جزئياً أمس إمداد محطة توليد الكهرباء في مدينة غزة بالفيول بعدما كانت علقت هذه العملية لأسبوع· وقال مدير العمليات في ''الأونروا'' جون جينج في مؤتمر صحفي إنه يتعين على إسرائيل القيام فوراً بتزويد القطاع بالوقود، لأن مخزون الوكالة سينفد مساء اليوم، مما يهدد قرابة مليون فلسطيني يتلقون مساعدات، وأضاف الاونروا ستكون مجبرة على وقف توزيع الغذاء ولن تتمكن هي او برنامج الاغذية العالمي من استئناف عمليات توزيع الاغذية قبل الحصول على الديزل للشاحنات التي تنقل المساعدات، واضاف أن حجم الموت والخراب واليأس في قطاع غزة مدمر ومخجل، مشيراً إلى أن أكثر من 53 طفلاً قتلوا وأصيب 177 آخرون بجروح منذ يناير الماضي فقط· واضاف ''سينفد وقود المطاحن وتتوقف عن العمل نهاية الأسبوع، والصيادون لا يجدون وقوداً لقواربهم، والمزارعون لا يجدون وقوداً لري زراعتهـــــم، إضافة الى شلل الصناعات ونظام الحياة اليومي''· وبين أن الأطباء والمرضى يضطرون إلى السير على أقدامهم للوصـــــول إلى المستشــــفيات، وأن 20 %من سيارات الاسعاف توقفت تماماً، وستتوقف 60 بالمئة خلال نهاية الاسبوع· وقال جينج إن العيادة المركزية نفد وقودها المخصص لحفظ الادوية، فيما الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والتي تعالج 12000 مريض وصل إلى اقل من 25 %، واضاف أن النفايات تتجمع في شوارع غزة حيث توقفت 50 بالمئة من بلديات القطاع عن جمعه، فيما يعتمد نظام التعليم على قدرة التلاميذ ومدرسيهم على الوصول إلى مدارسهم سيراً على الأقدام، وناشد المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لاستعادة الكرامة والشرعية والانسانية لسكان القطاع، مطالباً الجميع بتحمل مسؤولياتهم تجاه مأساة غزة· واعتبر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام روبرت سيري بدوره أن الوضع الإنساني في قطاع غزة غير مقبول، مؤكداً دعم المنظمة الدولية للجهود المصرية الرامية للتوصل إلى اتفاق للتهدئة بين إسرائيل وحركة ''حماس''، وقال في المؤتمر الصحفي مع جينج: ''إن قتل المدنيين، بمن فيهم العديد من الأطفال في غزة، وأيضاً مصور صحفي، وتدمير الاقتصاد، ونقص الحاجيات اليومية وعدم الدخول والخروج من غزة، وفصل المؤسسات عن تلك في السلطة الفلسطينية، وخطر تصعيد المواجهة، مع معاناة أكبر للفلسطينيين، والتداعيات الخطيرة أيضاً على مصر وإسرائيل، يضعنا على مفترق طرق''· وأكد سيري ضرورة أن تتخذ كل الأطراف المعنية خيارات جدية للابتعاد عن الهاوية، وشدد على أن الأمم المتحدة ملتزمة تماماً لتجنب مزيد من تدهور الوضع، وانتقد الهجمات التي تشنها ''حماس'' والفصائل الفلسطينية المسلحة ضد معابر قطاع غزة، قائلاً إن الهجمات الأخيرة ضد المعابر مقلقة جداً، ودعا ''حماس'' بالاسم لوقف الهجمات ضد المعابر فوراً لأنها تعرض المدنيين للخطر ولا تخدم الجهود لتسهيل رفع الحصار على غزة، بل بالعكس تعزز وتطيل الحصار· وعاودت إسرائيل جزئياً أمس أمداد محطة توليد الكهرباء في مدينة غزة بالفيول بعدما كانت علقت هذه العملية لاسبوع· وقالت متحدثة عسكرية إنه تم نقل مليون ليتر من الفيول مخصصة لمحطة توليد الكهرباء عبر معبر ناحال عوز الذي كان أغلق بعد الهجوم الفلسطيني في التاسع من ابريل· وقال رئيس هيئة البترول الفلسطينية مجاهد سلامة إن شاحنات الصهاريج التي تنقل السولار بدأت بالفعل في الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر ناحال العوز شرقي قطاع غزة، واضاف أن محطة الكهرباء ستعود الى العمل بوضعها الطبيعي، وأوضح كنعان عبيد نائب رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية أن السلطات الإسرائيلية بدأت بإدخال كمية تتراوح بين 800 ألف إلى مليون لتر من الوقود اللازم لتشغيل المحطة لكن لثلاثة أيام فقط، واضاف أن إسرائيل ما زالت تمنع دخول غاز الطبخ والبنزين، ولم تسمح بإدخال وقود السيارات منذ أكثر من شهرين· الى ذلك، دشنت جماعة موالية لحركة ''حماس'' أمس مقبرة رمزية أمام بوابة معبر رفح على الجانب الفلسطيني من الحدود بين قطاع غزة ومصر، وذلك للمرضى المتوفين جراء الحصار، وضمت المقبرة عشرات القبور للمتوفين الذين بلغ عددهم أكثر من 130 كتبت عليها أسماؤهم· في وقت ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن معبري صوفا التجاري وايريز جنوب وشمال قطاع غزة سيبقيان مفتوحين لليوم الثاني على التوالي للسماح بدخول مساعدات إنسانية لغزة وخروج حالات مرضية للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية·