تغلبت مايكروسوفت على معظم المنافسين لها فيما يتعلق ببرامج التطبيقات مثل “أوفيس”، لكن النسخة الجديدة من البرنامج المعروف، ستواجه منافسة حادة من جوجل.
وقامت مايكروسوفت بإضافة مميزات جديدة لأوفيس 2010 الذي سيتم طرحه في الأسواق في شهر مايو المقبل.
ويسمح أوفيس الجديد لمستخدميه المرور على برنامج وورد وإكسيل عبر الإنترنت بالإضافة لتطبيقات أخرى، من خلال متصفح الويب. وكذلك تحرير المستندات في نفس الوقت الذي يمكن أن يحرر فيه شخص آخر.
وتعتبر هذه الخطوات من أكثر الجهود الجادة التي تقوم بها مايكروسوفت لتحديث أكثر مصادرها ربحية في حقبة ما يسمى “بعالم الحوسبة السحابية”.
وهو ذلك الاتجاه الذي تدعمه جوجل والذي يمكن الولوج إليه وإجراء التطبيقات من خلال مراكز معلوماتية بعيدة. كما يسمح بتحديث البرامج وقدرات النظام من دون أن يشعر المستخدم بذلك، إذ تقوم الشركة بتطويرها وطرحها مباشرة.
وقامت تطبيقات جوجل على الإنترنت والتي تقوم بأعمال شبيهة لأوفيس في السنوات الأخيرة، بتخفيض التكاليف وتخفيف الضغوط الإدارية، كما تخوض جوجل منافسة خفية في سلسلة أوفيس لتشغيل أنظمة رسائل البريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية للشركات والتي تسمى “إكسشينج آند شير بوينت”.
وبطرحها للنسخة المجانية من أوفيس 2010، تراهن مايكروسوفت أن العملاء سيدفعون لتلك النسخة التي تستطيع حذف الإعلانات وتجعل الأعمال التجارية قادرة على زيادة تحكمها في المستندات وهو العامل الأساسي الذي يتطابق مع نظم الخصوصية والسلامة. وليس في مقدور مايكروسوفت السماح بانخفاض معدل مبيعات أوفيس في الوقت الذي تحاول فيه استرداد عافيتها من جراء تراجع الانفاق على الإلكترونيات.
ويمثل القسم التجاري والذي يحصل على أكثر من 90% من مبيعاته من منتجات أوفيس، نحو 60% من الدخل التشغيلي للشركة، وذلك خلال السنة المالية المنتهية في 30 يونيو الماضي.
ويبدو الآن أن مايكروسوفت أصبحت تشكل تهديداً لجوجل، خاصة فيما يتعلق بعملاء العمليات التجارية الكبيرة. وبسيرها في الطريق الصحيح للمبيعات التي حققتها في ويندوز 7، فإن مايكروسوفت وبالنسخة الجديدة من نظام التشغيل التي باعت منها أكثر من 90 مليون نسخة منذ أكتوبر الماضي، تكون قد تغلبت على جوجل في الاتفاقيات التجارية المرتبطة بأوفيس والتي أبرمت مع جنرال موتورز، وشركة إستار بكس للمقاهي.
ويقول استيفن الوب مدير قسم البرامج الذي يضم أوفيس “عندما ندخل أي منافسة، فإننا نكسبها”. وساعد استيفن في إقناع جنرال موتورز لتستخدم برنامج شير بوينت لتشغيل مواقعها الداخلية. وتخطط جنرال موتورز لاستخدام أوفيس 2010 أيضاً والذي تصفه بالبرنامج الغني، بالإضافة للويب الجديد الذي يحتويه.
ذكرت جوجل أنها ليست جادة في الحصول على اتفاقيات جنرال موتورز التجارية. وتقول جوجل إن عدد مستخدمي تطبيقاتها يقدر بنحو 25 مليون شخص. لكن عدد العملاء الذين يدفعون لجوجل بنحو مليون فقط، بحسب مؤسسة جارتنر للابحاث.
وحققت جوجل معظم نجاحاتها في استخدام الأعمال التجارية لخدمة جي ميل التي تستضيف من خلالها نظم البريد الإلكترونية الأخرى. فمثلاً قامت شركة سانمينا لصناعة الإلكترونيات، بتحويل 16 الف من موظفيها من نظام مايكروسوفت اكسشينج، إلى الجي ميل وبدئها في اختبار تطبيقات جوجل الأخرى لاستخداماتها المكتبية والتي تستخدم أوفيس الآن. ومن السمات الجاذبة في تطبيقات جوجل قلة أسعارها وسهولة استخداماتها، حيث يبلغ السعر 50 دولاراً للمستخدم الواحد في السنة، كما أنه ليس من الضروري أن يقوم العملاء بتركيب تطبيقات جوجل، حيث تقوم جوجل بتشغيلها من خلال مراكز المعلومات. وفي المقابل يتم بيع النسخ التجارية لأوفيس بآلاف الدولارات، في الوقت الذي تباع نسخ المستهلك العادي بنحو 119 دولارا. ولم تفصح مايكروسوفت حتى الآن عن سعر نسخة أوفيس التجارية 2010.
وبدأت مايكروسوفت وقبل عام فقط، تكييف برنامج أوفيس لمجابهة حماس جوجل، وذلك عندما بدأت بطرح نسخ من اكسيشينج وشير بوينت والتي تقوم مايكروسوفت بتشغيلها من مراكز المعلومات، نيابة عن عملائها.
وتقول مايكروسوفت إن عدد مستخدمي هذه البرامج والخدمات المرتبطة بالأعمال التجارية على الإنترنت، يقارب 40 مليون من المستخدمين الذين يدفعون، كما أن إضافة المزايا الجديدة لأوفيس 2010، ستساعد الشركة على جذب المزيد من العملاء الذين لا يستخدمون البرنامج بصورة مباشرة، مثل عُمال المصانع ومحلات البيع بالتجزئة.
عن «وول إستريت جورنال»
عدد اليوم
