«الهلال الأحمر» تكمل المرحلة الثانية لإغاثة نازحي وادي سوات

تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس هيئة الهلال الأحمر أكملت الهيئة أمس المرحلة الثانية من توزيع المساعدات الإنسانية على النازحين من وادي سوات والمناطق المجاورة في باكستان. وتضمنت المساعدات المواد الغذائية الاساسية التي شملت الارز والطحين والزيوت والمعلبات الى جانب الخيام والبطانيات ومواد الإيواء الأخرى. وأنجزت هيئة الهلال الأحمر أمس المرحلة الثانية من برنامجها الانساني لتقديم العون الإغاثي العاجل لنازحي وادي سوات الذين توزعوا على ستة مخيمات بعد الأحداث التي شهدتها مناطقهم. ووزعت الهيئة في هذه المرحلة حمولة ست شاحنات من المواد الغذائية والاغطية والخيام والمستلزمات المعيشية الاخرى على نازحي مخيم بينظير بوتو في بلدة رسالبور البعيدة عن اسلام اباد مسافة 160 كيلومترا. ومنذ الصباح الباكر توجه وفد هيئة الهلال الاحمر برئاسة خميس محمد السويدي مدير فرع الهلال بالشارقة وعضوية عمر احمد بن فيصل الشحي برفقة شاحنات الهلال التي تحمل المواد الانسانية الى مخيم بينظير بوتو في رسالبور. وقد وفرت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في اسلام اباد احتياطات أمنية للوفد في الذهاب والاياب واثناء عملية التوزيع بسبب الظروف الامنية التي تشهدها باكستان. وكان علي سيف سلطان العواني سفير الدولة لدى باكستان على اتصال دائم برئيس وفد الهلال للاطمئنان على اداء مهمته بيسر وسهولة. واستقبل مسؤولون من جمعية الهلال الاحمر الباكستاني برئاسة المقدم جوهر جاويد وفد الهلال الاحمر والشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية كما اصطفت أعداد غفيرة من النازحين تنتظر المساعدات الإماراتية العاجلة.وقدم رئيس فرع جمعية الهلال الاحمر الباكستانية شرحا لوفد الهلال الاحمر عن عدد سكان المخيم البالغ 460 اسرة، كما تحدث عن الخدمات التي تقدمها الجمعية لهم والظروف الانسانية القاسية التي يعيشها النازحون مما يضطرهم الى طلب العون من المنظمات الانسانية العربية والاسلامية والدولية. وقال ان هيئة الهلال الاحمر في دولة الامارات العربية المتحدة قدمت مشكورة مساعدات انسانية قيمة لن ينساها الشعب الباكستاني. بعد ذلك بدأ رئيس وفد الهلال الاحمر بالتنسيق مع مسؤولي جمعية الهلال الاحمر الباكستانية بتنفيذ عملية توزيع المساعدات التي افرغتها الشاحنات حيث قدم لكل رب اسرة مجموعة من المساعدات تكفيها لمدة أسبوع، وتتكون هذه المساعدة من زيوت الطبخ والمعلبات وبراد لحفظ المياه، إضافة إلى وسائل إيواء أخرى. ثم قام وفد الهلال بزيارة أسر النازحين في خيامها والتقى معهم واطلع على اوضاعهم الانسانية وصعوبتها نظرا لضيق حالهم وافتقارهم الى ادنى مقومات الحياة والخدمات والمواد المعيشية. واستمع من ارباب الاسر الى شرح عن احوالهم والصعوبات التي يعانون منها واهمها نقص الغذاء ومياه الشرب وشدة الحرارة في المخيم حيث لم تكن هناك وسائل تهوية ضرورية للنازحين في خيامهم التي بنيت على عجل وتعاني من الحرارة الشديدة . وزار الوفد ايضا العيادة الصحية في المخيم واطلع على نوعية الامراض التي تصيب النازحين واحتياجاتهم الملحة من المواد الطبية. وفي مقابلة مع بعثة وكالة أنباء الإمارات قال رئيس وفد الهلال خميس محمد السويدي انه تأثر كثيرا لما شاهده من معاناة حقيقية داخل مخيم النازحين من وادي سوات الى بلدة رسالبور الباكستانية حيث تفتقر هذه المخيمات الى وسائل الحياة الأساسية الضرورية، مشيراً إلى أن المساعدة الإماراتية الإنسانية التي وزعت على أبناء هذا المخيم ستخفف كثيرا من مأساتهم. من جانبه قال المقدم جوهر جاويد ممثل جمعية الهلال الاحمر الباكستانية والمشرف على تسيير اعمال المخيم ان جمعيته الوطنية تواجه تحديات كبيرة في توفير سبل الحياة الكريمة والخدمات الضرورية للنازحين خاصة وان اعدادهم في تزايد مستمر بسبب تدفق المزيد من النازحين من مناطق الاحداث الى بلدة رسالبور. وأكد ان مساعدات هيئة الهلال الاحمر جاءت في وقتها لتساهم في تعزيز الجهود المبذولة للحد من وطأة المعاناة الانسانية للذين تدفقوا على البلدات والمدن الباكستانية من وادي سوات الحدودي وان اعدادهم وصلت الى مليونين و400 الف نازح في حين من المتوقع ان تزداد أعدادهم في الايام القادمة. وقال ان وجود وفد من هيئة الهلال الأحمر في الميدان الآن يؤكد مدى حرص المسؤولين في الهلال الأحمر الإماراتي وعلى راسهم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على تقديم العون والمساعدة للحد من معاناة النازحين وصون كرامتهم الإنسانية. والتقى وفد الهلال الأحمر في لفتة انسانية اثناء جولته في المخيم مع عريس باكستاني من النازحين تزوج قبل يومين حيث بارك له في زواجه، متمنياً له السعادة، وعبر العريس والعديد من النازحين الذين تجمهروا يحيطون بوفد الهلال الأحمر عن شكرهم وتقديرهم لهذه اللفتة الإماراتية الكريمة التي تعبر عن المودة والاحترام. وقال العريس انه سعيد بهذه الزيارة ويرى فيها تعبير عن خلق إماراتي رفيع يتحلى به شعب الإمارات. وقال مسؤولو الهلال الأحمر الباكستاني الذين رافقوا وفد الهلال في الجولة انهم يقدمون الشكر والتقدير لوفد الإمارات وللقيادة الإماراتية ولهيئة الهلال الأحمر الذين لم يتوانوا عن تلبية نداء الاستغاثة الذي وجهته القيادة الباكستانية لمساعدتها في تقديم العون لأكثر من مليونين و400 ألف شخص نزحوا عن ديارهم حتى الآن. ثم قام وفد الهلال الأحمر بزيارة للمدرسة التي أقيمت لتعليم أطفال المخيم، حيث استمع إلى أنشودة قصيرة تحيي دولة الإمارات و هيئة الهلال الأحمر التي تقدم المساعدات لمخيمهم