الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرف ومهن

حرف ومهن
24 ابريل 2008 02:43
السدو: مهنة بدوية تستخدم فيها آلة تسمى محليا (السداه) ومن يعمل بها يوصف بأنه يسادي، وهي حرفة نسائية في الأصل، تصنع من خلالها كثير من مقتنيات البيت البدوي، كما أن الحضر أيضا استخدموا تلك المقتنيات، وهي كذلك من أهم ما يجهز من عتاد الناقة في الترحال والظعن· مثل شعبي: كل من دق طبله··· قال أنا قبله يضرب هذا المثل فيمن يحب التقليد المطلق، بل ويحرص على مسابقة الناس بتقليدهم في كل شيء، ويشبه المثل المقلد بذلك الذي يكون حاضرا مع ضاربي الطبول والدفوف وهو ليس منهم، لكنه يقلدهم في أدائهم· كلمات دخيلة موتر: تعني سيارة، وأصل اللفظ انجليزي ويلفظ موتور Motor· حكاية شعبية نصيب الحطّاب كان يعيش في إحدى القرى البعيدة حطاب وزوجته في كوخ صغير، وكان الحطاب يذهب كل يوم إلى البر يحتطب ثم يعود إلى السوق فيبيع الحطب، فيشتري طعاما بقدر المال الذي باع فيه، ويذهب إلى البيت ليأكل هو وزوجته، وكانا راضيين بتلك العيشة، وفي يوم من الأيام حمل الحطاب الخصّين والحبل كالمعتاد وذهب إلى البر للاحتطاب، وبينما هو في طريقه إلى بعض الأشجار التي يعرفها في تلك النواحي، إذا به يرى رجلا عجوزا أشيب يعانق بعض الحشائش الطويلة ، في هذه الناحية، ثم في تلك الناحية وهكذا· فسأله الحطاب باستغراب: ما هذا الذي تفعله يا رجل· رد الرجل: ما الغريب فيما أفعل، إني أعانق نصيبي· الحطاب: نصيبك! الرجل: نعم نصيبي، ولكل إنسان نصيب· الحطاب: وأنا هل لي نصيب؟ الرجل: نعم أيها الحطاب· الحطاب: وما هو نصيبي· أطرق الرجل العجوز قليلا ثم رد: نصيبك أيها الحطاب هو أن تذهب إلى المدينة التي يعيش فيها السلطان وسترى في هذه المدينة فور دخولك عرسا كبيرا، نصيبك سوف يكون في ذلك العرس· قال الحطاب: أنا حطاب مسكين كيف سأذهب إلى مدينة السلطان ومن أين لي المال لأتحمل نفقات السفر، انه أمر صعب جدا· رد العجوز: ليس هناك ما هو صعب، فنصيب الإنسان لابد وأن يتحقق ويأتي أينما كان وفى أي زمان· رفع الحطاب رأسه يحدق في السماء وهو يفكر بعمق في حديث هذا العجوز، ولما التفت الحطاب مرة أخرى إلى الرجل ليستزيد وجده قد اختفى! استل الحطاب الخصّين من حزامه هامّاً بقطع الأشجار، فالتفت إلى الجهة الأخرى مرة ثانية، فإذا به يجد شجرة ''غاف'' كبيرة، لم يتذكر من هول ما جرى أكانت هذه الشجرة موجودة في هذا المكان من قبل أم لا، فتقدم ناحية الشجرة ليقطع منها، فصدم مرة أخرى لأنه وجد بعيرا باركا تحت ''الغافة'' ولم يكن هذا البعير في هذا المكان أيضا· وقف يفكر قليلا فتوصل إلى رأي ظنه الصواب، هو اليوم لن يقطع الأخشاب بل سيمتطي هذا البعير ويأخذه إلى السوق ويبيعه بأي ثمن، وبقيمته سيشتري ما يحتاجه من طعام وكساء ويقفل عائدا إلى البيت· تقدم ناحية البعير والبعير ساكن هادئ، تحسس الحطاب سنام البعير ثم ركب على ظهره ولطمه برجله حتى يقوم، قام البعير ومشى بضع خطوات ثم ما لبث أن انطلق بسرعة لا يتصورها أحد وكأنه حصان مقاتل في ساحة معركة· حاول الحطاب عبثا أن يهدئ من سرعة البعير لكن دون جدوى· البعير يسير بسرعة البرق إلى خارج القرية، ثم يقطع الصحارى· البعير يركض ويركض دون هوادة أو راحة، وبعد مضي الوقت ظهرت من بعيد ملامح المدينة ''مدينة السلطان''، فدخل البعير المدينة وهناك اتجه إلى منطقة كل مبانيها قصور وبين تلك القصور قد علقت الزينات وأضيئت القناديل، وكأنه عرس· توقف البعير وسط حشود الناس الذين قدموا للاحتفال الكبير وبرك هناك، فنزل الحطاب وسأل أحد الحاضرين عما يجري في المدينة، فقال له إن ابن الوزير سوف يتزوج ابنة السلطان وهذا الاحتفال من أجلهما· لقد كانت ابنة السلطان تكره ابن الوزير ولا تستلطفه وترى بأنها أفضل منه، لكن والدها السلطان كان يصر على هذا الزواج، وهي لا تستطيع عصيان أمر والدها، وكان ابن الوزير يحس بهذا الشعور من جانب ابنة السلطان، ويتمنى أن يغيره بأي شكل من الأشكال· بينما كان ابن الوزير واقفا على منصة العرس فإذا به يلمح الحطاب وجمله في مكان قصيّ من ساحة الاحتفالات، فنادى على أحد الخدم وأمره بأن يأخذ بعض الطعام إلى الحطاب، أخذ الحطاب صينية الأكل وكانت مليئة بالأرز واللحم ومغطاة بالزبيب والفستق والزعفران، أخذ يلتهم الأكل بنهم، فهو جائع وتعب من هذا السفر الطويل، بعد أن انتهى الحطاب من الأكل أرسل له ابن الوزير بعض الحلوى وعصيرا طازجا، فشبع الحطاب وارتوى· استند الحطاب إلى الجدار الذي خلفه واتكأ على صخرة كانت هناك ومنظره يوحي بالشبع والخمول، عندها فوجئ برجل ملثم يقترب منه، أشار له الملثم بأن يقوم ويقترب منه، فنهض متثاقلا واقترب من الرجل الملثم، كشف الرجل عن وجهه فإذا به ابن الوزير! قال له ابن الوزير بأنه يريد منه أن يتبادلا ثيابهما وأن يتظاهر الحطاب بأنه هو ابن الوزير ويزف على ابنة السلطان، مقابل أن يعطيه كيسين مملوءين بالدراهم الذهبية، ومقابل أن يعده بألا يمس ابنة السلطان وألا يكلمها· زُفّ الحطاب على بنت السلطان على أنه ابن الوزير، ولما دخل عليها بهرت به وأخذت تحدق في وجهه فقد كان الحطاب وسيما، قالت ابنة السلطان في نفسها: يقولون إن ابن الوزير قبيح دميم، لكن هذا الذي أرى وسيم به من الملاحة ما يرضي القلب ويشرح النفس· جلس ابن الحطاب في إحدى زوايا الحجرة دون حراك لا يتكلم ولا يهمس، وكذلك ابنة السلطان صامتة هادئة فليس من المعقول أن تبادر هي بالحديث أو التقرب وهي عروس في ليلتها الأولى· ظل الحال كما هو حتى أذان الفجر، فتكلم الحطاب قائلا لابنة السلطان بأنه يريد إبريقا من الماء ليذهب إلى الخارج ليقضي حاجته ويتوضأ، لبت له الأمر وجاءته بالإبريق فحمله وتوجه إلى الخارج، هناك تلقفه ابن الوزير وسأله عن العهد الذي بينهما فطمأنه وتبادلا الملابس، فحمل ابن الوزير الإبريق وطلب من الحطاب أن يغادر المدينة فورا وألا يعود إليها مرة أخرى وإلا لقي ما يكره، ثم دخل على ابنة السلطان، صدمت لما رأته، الملابس نفسها لكن هذا الوجه القبيح لم يكن هو الوجه الذي رأته بالأمس، وحتى لو كان الظلام حالكا· سحبت سيفا كان معلقا على جدار الغرفة وسلّت النّصْل من الغمد وهددت ابن الوزير بأنه لو اقترب منها فإنها سوف تقتله، أنكر ابن الوزير هذه الفعلة لكنه لم يستطع فعل شيء· هرعت ابنة السلطان إلى والدها وأخبرته بأنها في حيرة من أمرها، فالذي زف عليها في الليل رجل والذي دخل عليها وقت الفجر كان رجلا آخر فمن هو زوجها ومن هو ابن الوزير في الأصل· قال لها والدها السلطان إن ابن الوزير هو الرجل الثاني الذي وصفته له ودخل عليها في الصباح، فقالت لوالدها لكنها لا تريد ابن الوزير ذلك الدميم الذي سمح لرجل آخر أن يدخل على زوجته في يومها الأول، بل هي تريد ذلك الرجل الوسيم الذي دخل عليها في مراسم زواجها وبقي معها إلى الصباح، وطلبت من والدها مهلة شهر حتى تبحث عنه وتأتي به· وافق السلطان على طلب ابنته وأعد لها مركبا وخدما وبحارة وجنود، لكنها رفضت أن تأخذ هؤلاء وطلبت من والدها أن يرسل معها عشرة غلمان أعمارهم في الثالثة عشرة وعشر فتيات أعمارهن في السادسة عشرة وعشرة رجال أعمارهم في الثلاثين من العمر، وافق السلطان وجلب لها ما تريد، ولبست هي لباس رجل وانطلقوا معها في رحلة البحث عن الحطاب· في الجانب الآخر كان الحطاب يدور على ذلك البعير من بلد إلى بلد باحثا عن نصيبه كما قال له ذلك العجوز، وبينما هو كذلك مر بمدينة ساحلية فرآه حاكم تلك المدينة وأعجب ببعيره فعرض عليه أن يشتريه بألف درهم، فوافق الحطاب وباع البعير، سأله الحاكم عن عمله فقال له بأنه لا يعمل ويتمنى أن يحصل على عمل، فقال له الحاكم بأنه يمكنه العمل في مدينته بمهنة مراقب في الميناء، وافق الحطاب وعمل مراقبا في الميناء· ابنة السلطان كانت تطوف الموانئ الواحد تلو الآخر بحثا عن الحطاب حتى وصلت إلى الميناء الذي يعمل فيه، وكان هو في مواجهتها في ذلك الميناء، فلما تثبتت من شخصيته أمرت بإلقاء المراسي في البحر· دخل الحطاب إلى سفينة ابنة السلطان وهو لا يعرف شخصيتها وطلب منها أن يفتش السفينة فوافقت، ولما انتهى استأذن في النزول من السفينة، لكنها أبت وقالت له بأنها يجب أن تقدم له واجب الضيافة، فاعتذر فقالت له إذا يجب أن يوافيهم بعد انتهاء عمله على العشاء فيتعشى معهم ويتجاذبا أطراف الحديث، فوافق الحطاب· أمرت ابنة السلطان كل من معها من فتيات وفتيان ورجال أن يستعدوا في المساء لتدوين كل ما يقوله الحطاب كلمة كلمة وحرفا حرفا، جاء الحطاب على الموعد وتناولوا جميعا طعام العشاء، وبعد العشاء أخذوا يتجاذبون أطراف الحديث· سألت ابنة السلطان الحطاب: ألا تحفظ قصصا أو تعرف مواقف طريفة حدثت لك أو لأصدقائك؟ قال الحطاب: إن لي حكاية شخصية عجيبة سأحدثكم بها، واسترسل في الحديث عن رحلته منذ لقائه بالرجل العجوز حتى وصل إلى هذا الميناء، والجميع يدونون ما يقول· انتهى من قصته وانتهى الجميع من تدوينها دون أن يحس هو بالطبع، ثم قالت له ابنة السلطان: هل تتقاضى راتبا جيدا· فرد الحطاب: لا انه راتب زهيد· فعرضت عليه أن يعمل لديها في السفينة بمبلغ شهري كبير ووجبات فاخرة كالتي تناولها فوافق وترك عمله وانطلق معهم في سفينتهم إلى حيث لا يعلم· بعد أيام وصلت السفينة إلى ميناء مدينة السلطان والحطاب لا يعلم أين هو، هبط الجميع وذهبت ابنة السلطان إلى أبيها وأخبرته بالقصة، ثم نادت الفتيان وقالت لهم قصوا على السلطان ما دونتموه، ثم الفتيات، وبعدهم الرجال وقص الجميع قصة واحدة لا تختلف أحداثها البتة· بعد أن سمع السلطان القصة أمر بأن يعدم ابن الوزير، وزف الحطاب بحفل بهيج إلى ابنة السلطان· وكان هذا نصيب الحطاب الذي أفلت منه مرارا لكنه عاد إليه··· Aziz094@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©