السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنصف السويسي: المسرح ممثل ولا قيمة للديكور والابهار

المنصف السويسي: المسرح ممثل ولا قيمة للديكور والابهار
24 ابريل 2008 02:47
أزمة صحية جعلت المخرج المسرحي التونسي المنصف السويسي يعيد النظر في ابداعه ويخطط للشكل الجديد الذي يجب أن يعود به· فلم يعد مؤمنا إلا بالممثل ويرى أن الإبهار والتقنيات أبعدت المسرح عن جوهره ويحلم بتقديم عروضه القادمة في الهواء الطلق وفي وضح النهار وفي أى مكان· حول هموم المسرح التونسي والعربي كان الحوار مع المنصف خلال زيارته للقاهرة ؟ المنصف السويسي ليس الآن في قمة توهجه فما السبب؟ ؟؟ سقطت من الإعياء في مهرجان مسرحي بالأردن ومنعني الأطباء من التدخين وكنت أدخن 80 سيجارة يوميا وكان لابد أن أستريح ولم أقدم مسرحا لمدة ثلاث سنوات· ؟ منعت نفسك أم منعك الأطباء؟ ؟؟ لولا رأي الأطباء ما توقفت عن المسرح كإنتاج لكني لم أتوقف عن الفعل المسرحي وقضيت السنوات الثلاث في تأمل وكان ذلك ضروريا لأني لم اتوقف عن المسرح منذ عام 1966 وبدأت ابحث عن نظرة جديدة للأعمال التي سوف أقدمها في الفترة القادمة وبحثت في الثابت الذي يجب أن يبقى في تجربتي وما يجب أن يتحول· ؟ ما نتيجة بحثك؟ ؟؟ يجب ان اتوغل اكثر في عالم الممثل لأن قناعتي أن المسرح ممثل أولا واخيرا والسينوغرافيا والموسيقى مكملات يمكن ان تصبح زوائد تهمش الممثل وتخطف توهجه وتبعدنا عن جوهر العمل المسرحي· وأسعى إلى أن أعمل على الممثل والمضمون بلا ديكور أو اكسسوار وملابس فكلما استخدم المسرح للتقنيات ابتعد عن جوهره وذاته فهو في الأصل لقاء حميمي بين المرسل والمستقبل والثاني شريك وليس سلبيا· وأرى أن اللقاء لايحتاج الا للفضاء المناسب ليحدث الفعل المسرحي بين الطرفين· وهكذا كان المسرح اليوناني القديم الذي لم يات أعظم منه فهو عندي كالمتنبي في الشعر العربي· والمسرح الذى أتحدث عنه يقدم في الهواء الطلق وفي وضح النهار وفي أى مكان· ؟ هل ترجمت اتجاهك لعمل مسرحي؟ ؟؟ حاولت في أحدث عروضي ''أنا ولا أحد'' الذي عرضته في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة وفي عدة مهرجانات تونسية وفيه أعتمد على الممثل والحكاية فالمسرح حكاية تصاغ شعرا ويقدمها ممثل ؟ هل يقلص هذا امكانيات التجريب في المسرح؟ ؟؟ التجريب لا يتوقف وهو في عدة اتجاهات فالرومانسية كانت تجريبا على الكلاسيكية الأولى والطبيعية تجريب على التعبيرية والواقعية تجريب على الطبيعية، والسريالية ومسرح اللا معقول ومسرح الكلمة والمسرح الوجودي والملحمي تجريب ولايمكن أن يتوقف التجريب الذي ارتبط بالمسرح منذ بدايته· ؟ هل تعتقد أن الوطن العربي طارد للمسرح؟ ؟؟ لا يكفي أن يكون لديك شكسبير أو سوفوكليس أو بريشت أو أي عبقرية مسرحية ليكون لها تأثير ولابد أن يتوفر مناخ كامل · فالمسرح مؤسسة لا تقف عند وجود المبدع وحده فهي تحتاج للمجتمع المدني والسلطة السياسية والمثقفين والإنسان الفرد· فلا مسرح في ظل غياب تقاليد مسرحية وعدم وجود حاجة للمسرح وغياب التنشئة على حب هذا الفن والمسرح لايحتل مكانه عندنا بسبب التخلف وتخلي معظم الأطراف عن مسؤولياتها أحيانا بشكل عمدي· وفي بعض الأحيان نجد من يحارب المسرح لأنه يحرج الرجعية والديكتاتورية ويصيبها بالقلق وهو يبحث عن الحقيقة ويقدمها· وما يساعد الأنظمة على طرد المسرح هو غياب الوعي الجماهيري وتخلي الإنسان العربي عن مسؤولياته كما انه لايدرك أن مشاكل الخبز والعمل والسكن يمكن أن تجد حلولا اذا وعي حقيقه امره ويمكن ان يحدث ذلك عن طريق المسرح· ومكسيم جوركي يقول ان الإنسان أسمى من معدته واذا دفعنا كل الضريبة اللازمة لتحقيق انسانيتنا كعرب فسوف يصبح للمسرح مكانه الطبيعي· ؟ وكيف لايكون المناخ العربى طاردا للمسرح ؟ ؟؟ لن يكون طاردا اذا الح بعض الناس مثلي من الذين أصابهم طاعون المسرح وهؤلاء يحاربون ليبقى المسرح وهم مثل جيوب المقاومة· ؟ ما احدث صور المقاومة عندك؟ ؟؟ أن تذهب بالمسرح للمدن والقرى وان تعطي فرصة للشباب ليتكون في المسرح ومن خلال مؤسستي الخاصة ''سويسي فنون'' نعطي الشباب فرصة ليتعلم أصول المسرح ويجرب طاقته الإبداعية· ؟ ماذا عن عملك المسرحي القادم؟ ؟؟ أستعد لتقديم عمل أجرب فيه دور الموسيقى في توصيل المعاني من جانب الممثل وسيكون موضوعي هو المقاومة وكيف قاوم الإنسان الاستعمار في العالم من خلال تجربة مقاومة تونس للاستعمار الفرنسي· ؟ وجود المستعمر قد يكون محفزا للابداع؟ ؟؟ بطبيعة الحال فالدراما تعتمد على الصراع· وإذا انتهت مشاكل الإنسان وتخلص من تخلفه سوف نبحث عن أشكال جديدة للمسرح لا تخلو من صراع· ؟ ما الذي تأخذه الحكومة في تونس مقابل دعم'' سويسي فنون'' وغيرها من الفرق المسرحية الخاصة؟ ؟؟ هذه المساعدة غير مشروطة وهناك لجنة تدرس المشروع المسرحي من خلال الملف الذى يقدمه طالب الدعم وغالبا ماتكون أسباب رفض المشروع مهنية وفنية ولا علاقة لها بالسياسة· ولي أعمال تحمل مضامين سياسية حصلت على دعم حكومى ولزملائي أيضا أعمال تم دعمها بما تحمله من موضوعات جريئة منها عرض ''الرهائن'' لعز الدين قنون الذي عرض في القاهرة فالنظام التونسي يدعم المسرح كما لايدعمه نظام عربي أو أفريقي وأحيانا تشتري الدولة العروض من أصحابها· ؟ هل انقطعت علاقتك بمسرح الدولة في تونس لتتفرغ لمشروعك الخاص؟ ؟؟ التواصل مستمر مع زملائي المسؤولين عن المسارح التابعة للدولة حتى بعد أن انتهت علاقتي كمسؤول في القطاع العام والعام والخاص واحد لأنهما مدعومان من الحكومة وهي التي تراقب الإنتاج وتموله ودائما تتم دعوتي لتقديم أعمال في القطاع العام وعندما أدرت المسرح الوطنى التونسي أخرجت 3 عروض من 22 قدمها المسرح في 4 سنوات لأعطي فرصة لغيري· ؟ ساهمت في تأسيس مهرجان قرطاج المسرحي وترأسته لمدة عشر سنوات فكيف تراه الآن؟ ؟؟ أسسنا هذا المهرجان عام 1983 واستطاع أن يفرض نفسه كواحد من أهم الانشطة المسرحية في المنطقة· لكني فوجئت مؤخرا بإلغاء أنشطة مهمة من المهرجان مثل الندوة الفكرية وندوات مناقشة العروض ووصل الأمر الى الغاء المسابقة، والمسرح اليوناني العظيم قام على المنافسة فالمسابقة تجذب الإنتباه للحدث الثقافي وتخلق جوا احتفاليا وتشجع الجمهور على الذهاب للمسارح· فجماهيرية كرة القدم تعتمد بالأساس على المنافسة· تخيل أن هذه المباريات بلا منافسة فكيف سيكون الحال ؟! وانا انبه لضرورة أن يكون لمهرجان قرطاج المسرحي نظام لايخضع لتغيير شخص مدير المهرجان· واتساءل: لمصلحة من تقليص الوجود العربي في المهرجان؟ ماذا نخسر من وجود أكبر عدد من الفرق العربية بجانب الفرق الأخرى· انظر لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي فهو يعطي فرصة مهمة لمشاهدة مسارح العالم في عشرة أيام وهذا يجذب المبدعين وعشاق المسرح كما أن له مردودا سياحيا وإقتصاديا كبيرا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©