الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كيف خطفت 4 صحفيات الجائزة الكبرى؟

كيف خطفت 4 صحفيات الجائزة الكبرى؟
5 مايو 2016 02:01
كان الصحفيون في وكالة الأسوشيتيد برس يعرفون أن انتهاكات قوانين العمل وحقوق الإنسان التي تحدث في شركات المأكولات البحرية في تايلاند هي سر مروع لكنه معروف بشكل أو بآخر. وأرادوا أن يحكوا قصة الصناعة التي تعج بالإتجار في البشر وسوء المعاملة والعبودية والقتل. وأرادوا أن يشدوا أنظار العالم لذلك. تقول «مارثا ميندوزا» المراسلة في الأسوشيتيد برس والحاصلة على جائزة بوليتزر، إن «أفضل وسيلة للقيام بذلك هو العثور على هؤلاء الأسرى ومتابعة الأسماك التي قاموا باصطيادها في رحلتها إلى الموائد الأميركية. في شهر مارس الماضي، نشرت الأسوشيتيد برس مقالاً بعنوان «ربما يكون العبيد هم الذين اصطادوا الأسماك التي قمتم بشرائها»، وشارك في إعداده ميندوزا وروبين ماكدويل ومارجي ماسون. وقد تابعوا قصة مئات العبيد الذين تم إنقاذهم بعد التحقيق (ألفي شخص)، وكيف ينتهي الحال بالأسماك التي يتم صيدها في تايلاند على الموائد الأميركية، وكيف تم لم شمل الرجال الذين انفصلوا عن أسرهم، والمزيد من عمليات الإنقاذ، ومزيد من الاعترافات من شركات دولية ودعوات للولايات المتحدة لمقاطعة الروبيان الذي يقشره العبيد. وقد فازت هذه السلسلة من التحقيقات بالكثير من الجوائز أيضاً، أحدثها جائزة بوليتزر في الأسبوع الماضي. وفي إطار سلسلة تلقي الضوء على كواليس الموضوعات الصحفية المتميزة، تحدث موقع «بوينتر» مع صحفيين حول العمل الجديد الذي يكشف عن ظلم فادح تعرض له صيادون. وعبر البريد الإلكتروني، جرى الحوار التالي بين ميندوزا وموقع بوينتر حول إعداد التقارير حول قصص صناعة صيد الأسماك. كيف بدأت وفريق العمل سلسلة التحقيقات المميزة هذه؟! - ميندوزا: الأمر استغرق عاماً من البحث، ووجدنا أنفسنا على متن عبارة خشبية تتجه نحو قرية في جزيرة بينجينا النائية في إندونيسيا، والتي لا يمكن الوصول إليها في بعض فصول العام بسبب البحر الهائج. لم تكن هناك طرق والكهرباء شحيحة، والوسيلة الوحيدة لتوصيل رسالة إلى العالم الخارجي هي أن تتسلق التل وتصلي من أجل إيجاد إشارة صغيرة للهاتف. ورغم ذلك، كانت هناك شركة واحدة كبيرة للأسماك، وكانت هناك ست سفن صيد راسية في المرفأ عندما وصلنا، وأكثر من 80 سفينة أخرى لا تزال في البحر. وبعد أيام قليلة، تمكنا من التحدث مع العشرات من الصيادين، معظمهم من ميانمار. كان مستوى اليأس مذهلاً، فبعضهم كان محبوساً في قفص لأنهم طلبوا العودة إلى بلادهم، وكانت هناك مقبرة للشركة مغطاة بالأشجار تضم جثث أكثر من 60 صياداً، معظمهم تم دفنه تحت أسماء وهمية. وفي المساء، كان هناك رجال يهرولون خلفنا في الطرق المتربة ويملؤون أيدينا بقطع من الأوراق تحمل أسماء وعناوين أسرهم في الوطن ويتوسلون قائلين: «رجاء، أخبروهم أننا ما زلنا على قيد الحياة». ما الهدف الذي دفعكن لإعداد هذه التحقيقات؟! وهل كان المطلوب تحقيق خبطة صحفية كبيرة بعد رؤية الناس في الأقفاص؟! ميندوزا: تملك روبين ماكدويل الغضب بسبب ما رأت وما سمعت على جزيرة بينجينا. لقد تسلقت تلاً خلف شركة الصيد، المكان الوحيد الذي كانت فيه الإشارة قوية لإرسال رسالة عبر الهاتف إلى مارجي ماسون في جاكرتا جاء فيها: «إنك لن تصدقي هذا!». وأضافت ميندوزا: «إننا لم نمض وقتاً طويلاً في التفكير في حجم القصة التي نقوم بإعدادها. كنا فقط نركز على المسؤولية التي نحملها الآن تجاه هؤلاء الرجال، والحاجة إلى إعداد قصة يكون لها تأثير حقيقي. وهذا كان يعني أننا كنا بحاجة إلى إثبات أين ينتهي الحال بالأسماك في نهاية المطاف. كان هذا وقتاً عصيباً. كنا نتساءل بين الحين والآخر ما إذا كان شخص آخر سيهتم، لكننا كنا مدفوعين بالمهمة». هل تحكي لنا أكثر عما قام به فريق العمل لإعداد هذا التحقيق الصحفي؟ ميندوزا: على مدار عام كنا نتواصل مع رئيسة التحرير «ماري راجكومار»، ونطلع بعضنا البعض على آخر التطورات ونفكر في الخطوات المقبلة، ونحث بعضنا البعض على بذل المزيد من الجهد ونتفاوض بشأن تركيبات الجمل. كان فريقنا يتكون من أربع سيدات من صحفيي الأسوشيتيد برس نهتم ببعضنا البعض وبقصصنا: لقد أمضت روبين ماكدويل عقدين من الزمان في تغطية آسيا. وأبرزت التحقيقات التي أعدتها من كمبوديا إلى ميانمار الصعوبات التي تواجهها التجارب الديمقراطية الصغيرة عقب الخروج من الحكم العسكري، والصراع المدني والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان. أما مارجي ماسون، فقد كانت متخصصة في إعداد التقارير الطبية، بما في ذلك تغطية أوبئة مثل سارس وفيروس أنفلوانزا الطيور. وجذبت قصص مارجي الانتباه إلى الفقر المدقع وانتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء المنطقة. أما إيستر هوتوسان، فهي تتعقب قصص انتهاكات حقوق الإنسان في ميانمار بعد نصف قرن من الديكتاتورية. وكانت تهتم على وجه الخصوص بمسلمي الروهيجنا. ما هو الإنجاز الحقيقي لكم في هذا التحقيقات ميندوزا: فريق العمل تمكن، بمساعدة إدارة الأسوشيتيد برس، من طلب مساعدة المنظمة الدولية للهجرة، التي تعاونت مع الشرطة البحرية الأندونيسية لإطلاق سراح المحتجزين وحل مشكلة استعباد الصيادين من أقلية الروهينجا المسلمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©