بالنسبة للعديد من مؤسسات الأخبار، لا سيما تلك التي تضم عدداً قليلاً من العاملين، فإن صناعة الفيديو أونلاين بشكل جيد تعد مشكلة مزعجة للغاية.
أولاً، هناك تكلفة شراء المعدات، الأمر الذي لا تستطيع المؤسسات التي تعاني ضائقة مالية تحمله. وهناك أيضاً تحدٍ فني يتمثل في إعداد وتصوير وتحرير فيديو مقنع وسط هذه الفوضى اليومية في غرف الأخبار. وبالنسبة لمنافذ الأخبار المطبوعة، وتلك التي تبث عبر شبكة الإنترنت، التي لم يعتد الصحفيون فيها بث الأخبار، هناك غالباً عائق ثقافي في الوقوف أمام الكاميرا والقراءة من نص مكتوب. ومن بين الحلول الممكنة لهذه العقبات، أن تفعل ذلك من خلال عرض حي.
ومنذ أن أصبح تطبيق «فيسبوك لايف» متاحاً في وقت مبكر من هذا العام، تقوم مؤسسات الأخبار بتجريب أداة البث الحي لموقع التواصل الاجتماعي هذا لاستقطاب الجماهير لمشاهدة مقاطع بث مرتجلة مرتبطة بصفحات الـ«فيسبوك» الخاصة بهم.
ويتم التركيز في تغذية الأخبار عبر «فيسبوك» بشكل أكبر على البث المباشر، لاستقطاب جمهور أوسع - ما يعد حافزاً آخر للناشرين الذين يسعون لتحقيق أقصى قدر من الوصول للجماهير. أما الجانب السلبي، فهو أن «فيسبوك» لا يسمح حالياً للناشرين باستثمار مقاطع الفيديو هذه. ومع ذلك، فإنه ليس من الصعب معرفة الأسباب التي تجعل الـ«فيسبوك» مغرياً. فالأداة الوحيدة المطلوبة أن يكون لديك هاتف ذكي عليه تطبيق الـ«فيسبوك». وليس هناك تحرير أو المرحلة الضرورية من التعديل ما بعد الإنتاج، الأمر الذي يختصر الوقت اللازم لإنتاج الفيديو. وقد أصبح معظم الصحفيين، سواء في وسائل البث أو الطباعة أو على الإنترنت - يشعرون براحة متزايدة مع استعمال مقاطع فيديو تلقائية من خلال تطبيقات مثل «سكايب» و«فيس تايم» و«سناب تشات».
ولا يزال تطبيق «فيسبوك لايف» في مراحله الأولى، التي لم تشهد استخدام البث المباشر سوى لشهرين. وقد سألنا بعض مؤسسات الأخبار - مثل «إن بي أر» و«ذا فيرج» و«بازفيد» و«كي إكس إل واي 4 نيوز»، وهي محطة تليفزيونية جديدة بواشنطن - لتفسير الكيفية التي يستخدم بها «فيسبوك لايف» لإشراك جماهيرها، وتوسيع نطاقها الاجتماعي.
موقع «بازفيد»
حتى الآن، قام موقع «بازفيد» ببث 70 مقطع فيديو مباشراً عبر صفحاته المختلفة على «فيسبوك – تيستي»، و«بازفيد فود»، و«بازفيد نيوز»، و«باز فيد فيديو»، و«بازفيد دي اي واي». وقد أثارت أهم مقاطع الفيديو الملايين من المشاهدات والآلاف من التعليقات. تقول «كاتي رايفورد»، المتحدثة باسم الموقع، إن «بازفيد» لا يزال مهتماً بالبث الحي في محاولاته المستمرة للتواصل مع جمهور الشركة بطرق جديدة ومختلفة. وأضافت: «إننا شركة تجرب دائماً الأنواع والأشكال الجديدة من وسائل الإعلام، ونحن فعلاً متحمسون لتعلم المزيد عن البث الحي – ما نوع المحتوى الذي يستمتع به جمهورنا، وكيف يمكننا استخدام البث الحي بوسائل جديدة ومختلفة، وكيف يمكننا التفاعل مع جمهورنا من خلال خلق محتوى حي. لقد أحرزنا نجاحا عبر عدد قليل من صفحاتنا المختلفة مثل (بازفيد) و(بازفيد نيوز) و(بازفيد فيديو) و(تيستي) و(بازفيد فود) وغيرها، ونتطلع لإحراز مزيد من النجاح».
موقع ذا فيرج
تقول هيلين هافلاك، مسؤولة المشاركة في موقع «ذا فيرج»، وهو المسؤول عن تغطية الأخبار التكنولوجية والثقافية في شركة «فوكس ميديا»، إن الموقع يستضيف نوعين رئيسين من الموجات: التقارير المباشرة عن الأحداث الرئيسة مثل إطلاق بعض المنتجات وجلسات الأسئلة والأجوبة داخل المكاتب لشرح المنتجات ومناقشة القضايا المهمة.
وأضافت: «لقد شاركنا الفيديو الأول لأكبر الهواتف الذكية لهذا العام (جالاكسي إس 7 و آيفون إس إي)، التي كانت على الساحة خلال مظاهرات (أوبر)، وساعدت الناس على فهم المخاطر الأمنية لمناطق (الواي فاي) الساخنة الجديدة في مدينة نيويورك، وكشفت عن أحدث الطائرات من دون طيار، وأوضحت موجات الجاذبية الأرضية، حتى إنها اختبرت نكهات أوريو الجديدة».
وتقول هافلاك، إنه حتى الآن، هناك عدد قليل من المميزات لاستخدام تطبيق «فيسبوك لايف» لكنه سمح لـ «ذا فيرج» بتغطية الأنباء العاجلة في لحظتها، وتقديم عروض عفوية ومسلية.وقد جذبت هذه العروض ما بين 100 ألف و 200 ألف مشاهدة.
تليفزيون «كي إكس إل واي»
يعد تليفزيون «كي إكس إل واي» أحد فروع شبكة «إيه بي سي في سبوكان»، بواشنطن، وهو يقوم بتجريب تطبيق «فيسبوك لايف» منذ نهاية شهر يناير بالنسبة لمجموعة متنوعة من الحالات: نظرة من وراء الكواليس على البث الإخباري، جلسة أسئلة وأجوبة حية مع مدير القسم الرياضي ومؤتمر صحفي عاجل.
تقول «ميليسا لاك» المنتج والمدير التنفيذي لإدارة الاستراتيجية الاجتماعية بالمحطة، إن المشاركة على صفحة «كي إكس إل واي» على الـ«فيسبوك» كانت مرتفعة جداً في ليلة المؤتمر الصحفي.
وأضافت: «لقد قدم لنا الناس من جميع أنحاء المنطقة الشكر لتقديم هذه التغطية لهم، حيث كان المؤتمر الصحفي يتعلق برجل أطلق النار على قس في الحي الذي نقيم به. لقد كانت المشاركة رائعة واستطاع مشاهدينا طرح أسئلة على المراسل الذي كان يجيب في الحال».
من السهل جذب المشاهدين إلى «فيسبوك لايف»، فالناس يحبون مشاهدة الأشياء وقت حدوثها، بحسب ما أوضحت ميليسا. وقالت: «قد لا يكون الأمر مثيراً مثل رؤية النسر وهو يفقس، لكن الطبيعة العفوية للقطات الفيديو الحية لها جاذبيتها. كما أنها تعطي المشاهدين الفرصة للتفاعل مباشرة مع مراسلينا ومذيعينا، وهي ذات فائدة للجانبين».
هناك على الأقل تأثير سلبي واحد لاستخدام تطبيق «فيسبوك لايف»، باعتباره أداة لتقديم التقارير: قد تكون المصادر لا تزال متقلبة بشأن بثها فجأة أمام العالم. وقد زارت ميليسا مؤخراً بعض ضباط شرطة المعلومات العامة الذين كانوا يشعرون بالقلق بشأن احتمال تدفق المعلومات على الهواء مباشرة.
تقول ميليسا: «حاولت أن أؤكد لهم أننا نلتزم بقواعد البث نفسها التي نتبعها في التلفزيون».
عدد اليوم
