الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالسلام المسدي: اللغة العربية تعيش توتراً وتواجه تحديات

عبدالسلام المسدي: اللغة العربية تعيش توتراً وتواجه تحديات
23 فبراير 2011 23:37
استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الباحث التونسي الدكتور عبدالسلام المسدي أمس الأول في المسرح الوطني بأبوظبي حيث قدم محاضرة بعنوان “الفكر العربي بين لغة السياسة وسياسة اللغة”. وفي تقديمه للباحث المسدي قال الباحث الفلسطيني الدكتور صائل شديد الأستاذ في كلية التقنيات العليا للبنين في أبوظبي “إن المسدي عالِم من علماء اللغة والدرس اللساني العربي، أسهم وبشكل فاعل في تأصيل طرائق التفكير باللغة وشارك عبر جهوده اللغوية في دراسة اللسان وكيفية تركيب اللغة وسياقاتها”. واستعرض شديد منجزات المسدي على المستوى المعرفي ومساهماته في المجامع اللغوية العربية ومنها العراقية والتونسية والجوائز التي نالها خلال مسيرته العلمية وبخاصة جائزة سلطان العويس للآداب وجائزة الدولة في تونس. كما استعرض أهم كتبه وهي “الأسلوب والأسلوبية” و”النقد والحداثة” و”قاموس اللسانيات” و”اللسانيات من خلال النصوص” و”مراجع اللسانيات” و”ما وراء اللغة” و”في آليات النقد الأدبي” و”بين النص وصاحبه” وغيرها الكثير. واستهل الدكتور عبدالسلام المسدي محاضرته بمحاولة - بحسب قوله - تفكيك عنوانها إلى ثلاثة مفاصل وهي أولاً اللغة وثانياً الفكر وثالثاً السياسة. وقال “عند بداية الوعي بوزن اللغة في صناعة العقل السياسي، ينتابك سؤال ثم يغازلك بتقلباته كأنه ألوان من الطيف تتموج على صفيحة من المعدن المصقول والشمس بازغة عليه” ويضيف متسائلا “أيهما أشد إغراء وأكثر إمتاعاً، أن نبحث في السياسة من خلال اللغة، أم أن نبحث في اللغة من خلال السياسة؟”. وأشار إلى أن الولوج إلى هذه العناصر الثلاثة يعد أمراً معقداً، وأن الإنسان يمثل إنصهاراً بين مكونين متباينين متناقضين، بين مفهوم مادي محسوس هو اللغة ومفهوم معنوي مجرد روحاني هو الفكر، أو بين مكون مادي هو ما نصوت به ومكون ذهني رمزي وهو ما نتلقى به دلالة الكلام، وتساءل المسدي ما حال السياسة العنصر الثالث؟ وقال “السياسة ضرب من التحكيم في الواقع المعيش بعد أن ندرك قوانين هذا الواقع، والسياسة ليست إلا الاحتلال لأزمة الواقع بعد إدراك القوانين “. واعتمد مجموعة من المقولات منها “لا سياسة بلا لغة” واعتبر أن الفرد لا يمكن أن يكون سياسياً خاصة من كان عيياً في الكلام. وقال “قبل استكشاف سلطة اللغة لابد أن نعرف أن هذه اللغة لفرط ارتباطها بنا ولشدة التحامها بنا تكاد تخفي عنا على اعتبار أن شدة ارتباط حياتنا بالشيء تحجب عنه ذلك الشيء”، وهنا بدأ المسدي يطرح مجموعة من التساؤلات عن مفهوم الدلالة في اللغة وإدراك ما هو مجرد فيها لتوليد عنصر الدلالة. واعتبر المسدي اللغة انها يمكن أن تؤدي مجموعة من الوظائف المتباينة وهي أن تكون أداة تعبير من جهة المتكلم وأداة أخبار من جهة المتلقي وأداة تواصل من جهة الطرفين المتحاورين. وأكد أن اللغة قد تصبح أداة إقناع واستدراك وأداة غزو وامتلاك دلالي للآخر وأداة استيلاء وهنا -بحسب قوله- على وجه الدقة والتحديد يظهر الوجه الآخر من علاقة اللغة بالسياسة. وقال “قديماً ارتبطت اللغة بالسياسة عن طريق الخطابة والبيان، أما اليوم فإن سلطة السياسة ارتبطت بسلطة الإعلام وسلطة اللغة وبرزت وظيفة جديدة للغة”. وأضاف “اللغة لا نقول بها الأشياء وإنما نوحي بها للسامع كي يقول هو، كي يعتقد هو ما نريد له أن يعتقد. وما نريد له أن يفهم”. وحاول المسدي نقل جميع هذه الطروحات النظرية عن اللغة والفكر والسياسة إلى المعاصر من الأحداث في عالم السياسة والخطاب اللغوي الذي صاحب التحولات السياسية في تونس ومصر اللتين شهدتا تحولات ثورية خلال الشهر الماضي وقال “على مدى الأيام المتعاقبة الماضية انطلقت ثورة، ومع أحداث هذه الثورة لاحظنا موقفاً أميركياً يؤكد على “الانتقال السلمي للسلطة” وهو كعبارة تشتغل على وظيفة حيادية لا هي تعبيرية ولا إخبارية ولا تواصلية بل يمكن القول إنها وظيفة جديدة تعني أن تصل أنت “المتلقي” إلى ما نريد لك أن تصل إليه”. واستعرض المسدي عدداً من تلك العبارات وناقش مداليلها وغاياتها، ثم تحدث عن تأليف الخبر الحيادي والمنحاز والمشحون بالحكم القيمي وتحدث عن اللفظ والقصد والكذب والحقيقة والشفرة والدلالة في الكلام وحاول لأكثر من مرة توصيف لغتنا العربية على أساس التحديات التي تواجهها واعتبر أن لغتنا العربية تعيش توتراً وأنها في الإطار الإعلامي والتربوي المعاصر قد تذوب أمام اللغات الأخرى.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©