الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محاربو كرواتيا الزائفون يستنزفون المليارات من ميزانية بلادهم

محاربو كرواتيا الزائفون يستنزفون المليارات من ميزانية بلادهم
25 ابريل 2008 00:05
يتطلب الانضمام إلى المجهود الحربي شجاعة كبيرة ورغبة في التضحية، ولكن الانضمام إلى قائمة ''قدامى المحاربين'' له فوائد كبيرة، وفي كرواتيا له فوائد اقتصادية مثل معاشات دائمة، إعفاء جمركي على استيراد السيارات، وحصة أكبر في الشركات التي تمت خصخصتها، وهذه بعض من المزايا الحكومية· وإبان حقبة الرئيس الراحل فرانيو تودجمان، تردد أن 337 ألف شخص كانوا جزءا من المجهود الحربي، 137 ألفا منهم في وحدات قتالية، وهو عدد كبير بالفعل إذا كان هناك 5ر4 مليون شخص يعيشون في كرواتيا آنذاك· والآن زادت القائمة لتضم نصف مليون شخص، وهو ما يشير إلى أن عشرات الآلاف تسللوا إلى القائمة للحصول على مزايا حكومية مقدمة لمحاربين اشتركوا في الحرب (1991 -1995)· ويستشيط كثير من الكروات الذين حاربوا طوال أربع سنوات من أجل الاستقلال غضبا عندما يرون العديد من المحاربين الزائفين يحصدون ثمارا يشعرون أنهم هم الذين دفعوا ثمنها من دمائهم· وقالت رئيسة جمعية قدامى المحاربين المتطوعين سلافيتشا هروسكار :''نعلم أن رقم النصف مليون كذبة كبيرة''، وأضافت لصحيفة ''سلوبودنا دالماسيا'' اليومية أنه ''ليس هناك أكثر من 330 ألفا''· ومع انتهاء الحرب وتحولها إلى مجرد تاريخ ، فإن الأثر الاقتصادي لمزايا قدامى المحاربين يمثل عبئا على مستقبل كرواتيا، حيث يحصل قدامى المحاربين ومعظمهم ينتمون لفئة عمرية لا تسمح لهم بتقاضي معاش التقاعد، على أربعة مليارات كونا (880 مليون دولار) من إجمالي 1ر33 مليار كونا تدفعها كرواتيا للمعاشات سنويا· وتزيد هذه الحصة بصورة كبيرة بمرور الوقت، حيـــــث إن متوسط المعاش الذي يحصل عليه المحارب 3000 كــــونا، وهو ما يزيد عن المعــــدل الوطني بنسبة 50%· وتدفع ثلاثة مليارات كونا سنويا عن طريق صناديق رعاية المعاقين والرفاهية، ولكن بالنسبة لكثير من المحاربين الذين أدرجوا حديثا فإن أكبر حافز يحاولون الحصول عليه هو نسبة 7% من رأس مال الدولة الناتج عن الخصخصة الذي خصصته كرواتيا لقدامى المحاربين· وأشارت هروسكار إلى أن العدد الحقيقي للمقاتلين الذين حاربوا من أجل الاستقلال عن يوغوسلافيا، انضم إليه محاربون زائفون ممن قاموا بـ''اتصالات'' أو قدموا رشاوى للحصول على مزايا ، وهو سلوك كان شائعا في دول البلقان منذ تسعينيات القرن الماضي بصورة كبيرة مثلما كان الحال بعد عامي 1918 و·1945 ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى سياسيين متساهلين ، يتوقعون أن يرد ''محاربيهم'' القدامى هذه الخدمات لهم في مراكز الاقتراع· وقال الجنرال المتقاعد انتي بركاشين لوكالة الأنباء الألمانية (د·ب·أ) :''لو كان لدينا هذا العدد الكبير من الأشخاص ، لكنا سرنا مباشرة إلى بلجراد في ثلاثة أشهر''· ويشعر المقاتلون الذين خاضوا المعارك فعلا باستياء ومذلة عندما يرون تبديد الثروة التي خصصت في الأصل لهم، ولكن لا يمكنهم فعل أي شيء في ظل احتفاظ الدولة بسرية القوائم، ويمنع الاقتراب من سجلات المحاربين حتى بالنسبة لعملاء الوكالة الوطنية لمكافحة الفساد، حيث يبدو أن السلطات تخشى من رد فعل معاد نتيجة إدراج محاربين زائفين· وأصاب اليأس كثيرا من المحاربين السابقين الذين كانوا يعانون بالفعل من صدمات نفسية جراء الصراع الوحشي، وارتفعت نسبة الانتحار بينهم بصورة كبيرة، حيث أقدم 1500 شخص حتى الآن على الانتحار· وفي مناسبات عدة، وجهت دعوات لصحفيين لتغطية أعمال تضحية بالنفس أو انتحار بواسطة متفجرات في محاولة لإحداث صدمة في البلاد التي يشعرون بأنها خذلتهم لصالح الانتهازيين·
المصدر: زغرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©