قطاع الفنادق يجذب استثمارات شركات التأمين

مصطفى عبدالعظيم (دبي) جذب قطاع الفنادق المزدهر في دولة الإمارات أنظار المستثمرين والصناديق الاستثمارية المحلية والدولية لسنوات طويلة، مستفيداً من الانتعاش المتواصل في الحركة السياحية والبنية التحتية الجاذبة للأعمال، الأمر الذي دفع قطاعات أخرى لتوجيه بوصلة استثماراتها إلى هذا القطاع الواعد وفي مقدمتها قطاع التأمين. وعلى الرغم من دخول العديد من الفنادق الجديدة إلى سوق الضيافة في الدولة سنوياً والذي قاد إلى تراجع العائد على الغرف، إلا أن الثقة في مستقبل الاستثمار الفندقي في الإمارات، دفعت شركة العين الأهلية للتأمين لاقتحام هذا القطاع والإعلان عن باكورة استثماراتها في قطاع الفنادق بافتتاح فندقي البندر روتانا والبندر أرجان من روتانا في دبي، الأمر الذي يشكل توجهاً جديداً لاستثمارات شركات التأمين التي تركزت خلال السنوات الماضية على قطاعي العقارات والأسهم. وكشف محمد بن جوعان البادي، رئيس مجلس إدارة «العين الأهلية للتأمين» أن الشركة تتمتع بملاءة مالية قوية تؤهلها لمواصلة الاستثمار في قطاع الفنادق وقطاعات أخرى، مستبعداً أن يحدث ذلك في الوقت الحالي خاصة في ظل التقيد بتعليمات هيئة التأمين التي تضع حدوداً قصوى لاستثمار شركات التأمين في الأصول بواقع 30% للعقارات، مشيراً إلى أهمية إعطاء الفرصة لشركات التأمين التي تتمتع بملاءة مالية عالية للاستثمار في مجالات مختلفة مثل الصحة والتعليم. وأكد البادي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس للإعلان الرسمي عن افتتاح فندقي البندر روتانا والبندر أرجان من روتانا، بحضور ناصر النويس رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا للفنادق، أن الاستثمار في فندقي البندر روتانا والبندر أرجان يعتبر باكورة الاستثمار الفندقي للشركة، التي تعتبر من القلائل التي دخلت القطاع الفندقي، متوقعاً أن يسهم نجاح هذا الاستثمار المدروس في جذب الأنظار لمزيد من الاستثمارات. وأشار البادي، إلى وجود منافسة قوية في قطاع التأمين، بالنظر إلى العدد الكبير من الشركات، لافتاً على أهمية الاندماج بين الشركات لتأسيس شركات قوية ذات رأس مال كبير، بما يمكنها من تعزيز استثماراتها في القطاعات المختلفة. ونوه رئيس مجلس إدارة «العين الأهلية للتأمين، بتعاون الشركة مع مجموعة روتانا التي استطاعت بفضل نمو أعمالها المتواصل ومحفظتها الفندقية المميزة أن ترسخ اسمها كشركةٍ رائدة في قطاع الضيافة على مستوى المنطقة، مؤكداً أن هذا التعاون يمثل إنجازاً كبيراً في رحلة نمونا وإضافة استثمارية ترفد موارد الشركة بمزيدٍ من الدخل ليصب في مصلحة المساهمين والاقتصاد المحلي بشكلٍ عام وتعزز من مركز الشركة في السوق المحلي والدولي». ويرى خبراء في قطاع الضيافة أن معدلات النمو في الاستثمارات الفندقية بالإمارات تسير بوتيرة متسارعة يعكسها الوجود القوي لكل الفنادق العالمية المشهورة، لافتين إلى أن جاذبية الإمارات للسياحة العالمية لا تقتصر على المنتجات السياحية الفريدة والمتميزة التي تقدمها للسياح، سواء لسياحة الترفية والتسوق أو سياحة الأعمال والمؤتمرات، بل تمتد أيضاً إلى ما تتمتع به الدولة من أمن وأمان واستقرار سياسي وازدهار اقتصادي، وتوفر المناخ الجاذب للمستثمرين ورجال الأعمال من كل أنحاء العالم، مؤكدين أن جميع هذه العوامل تصب في مصلحة القطاع الفندقي وتدعم قدرته على مواصلة النمو والحفاظ على معدلات إشغال مرتفعة على مدار العام، مستبعدين في الوقت ذاته تأثير تراجع العائد على الغرف خلال الأشهر الماضية على الجاذبية الاستثمارية للقطاع. من جهته كشف ناصر النويس، عن اعتزام المجموعة توسيع حضورها في الأسواق الأفريقية لما تحمله من فرص واعدة مشيراً إلى تخطيط المجموعة دخول عدد من الأسواق الأفريقية ومنها أنجولا وساحل العاج وغينيا، وتنزانيا التي ستشهد افتتاح فندق للمجموعة قريباً. وأوضح النويس، أن فندقي البندر روتانا وأرجان روتانا، يمثلان إضافةً مميزة على محفظة روتانا الفندقية في دبي بعد أن أضافا 280 غرفة جديدة إلى مجموع غرف المجموعة في دبي البالغ 3142 في نحو 11 فندقاً، مشيراً إلى أن المجموعة تخطط لتعزيز محفظتها في دبي بإضافة ما يقارب 3000 غرفة فندقية حتى 2020/‏‏2021، موضحاً أن المجموعة عاصرت التطور الذي شهدته دبي منذ البداية في قطاع السياحة، مشيداً بجهود حكومة دبي ودائرة السياحة في إطار حرصها على استقطاب وتشجيع السياحة. وأشار النويس، إلى أن مجموعة روتانا بدأت في أبوظبي وانتشرت في السوق المحلي والمنطقة والعالم، ولديها خطط توسعية في المستقبل تطال أسواقا جديدة مثل أفريقيا، لتصل إلى 100 فندق قيد التشغيل في محفظتها. وأكد النويس ثقته بالقطاع السياحي في دبي ودولة الإمارات في إطار استقطاب الإمارة للمزيد من الزوار، مشيراً إلى أن مستويات الإشغال جيدة والأسعار مشجعة، على الرغم من دخول وحدات فندقية جديدة. من جانبه، قال غاي هاتشينسون، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة روتانا: «بفضل اقتصادها المزدهر وتطورها الكبير في قطاع السياحة، لطالما كانت دبي السوق المفضل بلا منازع لنمو قطاع الضيافة وتحقيقه النمو المرجو، وما تزال تَعد هذا القطاع بمستقبل مشرقٍ مع توقعات بوصول عدد الغرف المشغولة إلى 3.5 مليون غرفة سنوياً.