معتز الشامي (سيدني)
أعلن المهندس مهدي علي مدرب منتخبنا الوطني، استقالته رسمياً من تدريب المنتخب، في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المواجهة التي جمعت «الأبيض» أمام «الكنجارو» الأسترالي مساء أمس، وانتهت بخسارة منتخبنا بهدفين نظيفين، قلصت آماله في التأهل لمونديال موسكو.
وقال مهدي: «لم أعد قادراً على الاستمرار أو العطاء لأكثر من ذلك، وأرى أنه جاءت اللحظة التي يجب أن أترك فيها المنتخب لمن يأتي بعدي لعله يقدم جديدا، أو يقوم بالتغييرات اللازمة والمطلوبة، لذلك حان وقت الرحيل».
وقاد مهدي منتخبنا الوطني منذ أغسطس 2012، وخاض معه 65 مباراة على مدى 4 سنوات و6 أشهر و22 يوما، وعن المباراة قال «كنا متفائلين جداً للحصول على نقطة واحدة على الأقل، ولكن بعد هذه المباراة سيكون الموقف صعباً جداً بالنسبة لنا، وقد تكون الفرصة قد ضاعت بالفعل، كنا نحلم بهذا لفترة طويلة، لكننا عانينا أمس أمام أستراليا، وفقدنا تلك المباراة. فمن الصعب جداً بالنسبة لنا التأهل، ولكنك لا تعرف أبدا يمكن أن يحدث شيء آخر في المستقبل فلا زالت هناك 3 مباريات».
وأضاف «خلال الأسبوعين الماضيين عانينا الكثير، واليوم فإن أستراليا هي التي لعبت بشكل أفضل، فنحن لم ندخل أي تجمع منذ فترة طويلة، أنا لا أريد البحث عن الأعذار، لكن حاولنا قصارى جهدنا مع الظروف التي مررنا بها ولم نوفق في النهاية، ويكفي أننا تدربنا في أول التجمع قبل مباراة اليوم بـ9 لاعبين فقط، حيث كان لدينا 14 لاعباً ما بين إرهاق وإصابة، لم نتدرب حتى يوم واحد قبل مباراة اليابان بفريق مكتمل، وعند وصولنا لسيدني، غاب بعض اللاعبين للإصابات وعدم الجاهزية أو التعرض لوعكة صحية، لقد تدربنا هنا مرتين فقط كفريق مكتمل، وهذا ما أثر على الأداء، فبعض اللاعبين كانوا مرضى، والبعض لم يلعب لفترة طويلة».
وتابع «بالنسبة للظروف التي عانينا منها، لم نتمكن من القيام بعمل أفضل من ذلك، كان من الصعب إعداد الفريق لمثل هذه المباراة القوية ضد أستراليا، لقد فقدنا العديد من اللاعبين للإصابة منذ بدء هذا الفريق منذ وقت طويل، فقدنا العديد من اللاعبين، هذا ليس الفريق نفسه الذي بقى معي لفترة طويلة. نحن في الإمارات ليس لدينا عدد كبير من اللاعبين الذين يمكنهم اللعب على المستوى الدولي».
وواصل حديثه عن ظروف دورينا قائلاً: «يعتمد اختيارنا على حوالي 87 لاعباً، لدينا 14 فريقاً في دوري المحترفين. الفرق الأربعة عشر لديها أربعة أجانب لكل فريق، ما يعني أن لدينا فرصة للاختيار من 98 لاعباً مواطن فقط من الدوري، لذلك فمن الصعب جدا إذا كنت تخسر لاعبا مميزا في التشكيلة الأساسية، أن تجد بديله في الدوري المحلي، أعتقد، أن الاكتفاء بالدوري فقط لإعداد لاعبين دوليين هو أمر صعب للغاية، خصوصاً في هذه المباريات الكبيرة». وأضاف «حاولت قصارى جهدي. لم أشك لفترة طويلة عن أي شيء حدث، ولم أنتقد أو أتحدث عن تفاصيل كثيرة تحدث في الكواليس، ولكن أعتقد أن الوقت قد حان بالنسبة لي لكي أترك المنتخب، في الواقع سبق واستقلت قبل المباراة العراقية، لكن الاتحاد أصر على استمراري. لذلك بقيت في موقعي، ثم فزنا في مباراة العراق وكان لدينا فرصة أفضل (للتأهل)، وأعتقد، بعد خمس سنوات مع المنتخب الأول و10 سنوات مع المنتخبات الوطنية بشكل عام، فقد بذلت قصارى جهدي. وحققنا العديد من الإنجازات، وحصلنا على كأس الخليج وتأهلنا إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم، وحصلنا على برونزية كأس آسيا، ولم يعد بإمكاني استكمال المشوار أكثر من ذلك». وأكمل «نظراً للظروف التي مررنا بها، لا أعتقد أننا كان يمكن أن نحقق أفضل من ذلك، إنها لحظة سيئة جداً بالنسبة لي، فكنت أتمنى أن أترك الفريق الوطني في حالة أفضل، ولكن هذه هي الحياة، وعلينا أن نقبل ذلك، طالما أننا لم نقصر في عملنا».
وقال مهدي «بالنسبة لي، فمن الصعب جداً أن نعمل ونقدم الأداء المأمول في ظروف مثل هذه، ولكني حاولت قصارى جهدي مع جميع الأدوات المتاحة، أعتقد أن المدرب هو جزء واحد فقط من الفريق، لكن هناك الكثير من الأجزاء الأخرى التي تساعد المدرب، وتمكنه من النجاح، وهذه الأجزاء الأخرى لم تتفاعل معنا بالشكل المنتظر».
وختم قائلاً: «أعتذر لجميع المشجعين الإماراتيين، وللمسؤولين واللاعبين، وجميع أفراد الجهازين الفني والإداري، وأشكرهم جميعا، لكن هذا هو الوقت المناسب لي لمغادرة المنتخب، لقد عانيت كثيرا، من خلال أشياء كثيرة. كنت أحافظ على هدوئي للحفاظ على الفريق ككل، أعتقد أنه الآن يجب أن يكمل شخص آخر مع المنتخب، يمكنه أن يأتي بأفضل مما يمكنني القيام به الآن، وربما نحن بحاجة للاعبين جدد في الفريق، في النهاية، هو قرار الاتحاد ولكن بالنسبة لي، فأنا اكتفيت بما قدمته مع الفريق، وقرار الاستقالة لا رجعة فيه».
عدد اليوم
