الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجفاف والوقود الحيوي والتغير المناخي تهدد العالم بمجاعة دائمة

الجفاف والوقود الحيوي والتغير المناخي تهدد العالم بمجاعة دائمة
25 ابريل 2008 01:31
أدت مواسم متعاقبة من الجفاف في أستراليا خلال السنوات الأخيرة إلى تدمير محاصيل زراعية أساسية كان العالم يعتمد عليها لسدّ حاجاته الغذائية وخاصة منها القمح والأرز وفول الصويا· ويقول تقرير نشرته صحيفة ''إنترناشونال هيرالد تريبيون'' إن تراجع إنتاج الأرز الأسترالي يعدّ واحداً من أهم أسباب الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعاره في الأسواق العالمية؛ كما أصبح يضاف إلى المؤشرات الكثيرة الدالّة على تفاقم ظاهرة الاحترار التي يعاني منها جو الأرض· وينقل التقرير عن رجل يدعى ليندسي رينويك رئيس بلدية مدينة دينيليكوين الواقعة جنوب أستراليا، حكاية طاحونة لتجفيف وتقشير الأرز هي الأضخم في العالم، ويقول رينويك إن سكان المدينة كانوا يضبطون نبضات قلوبهم على وقع جعجتها قبل أن تتوقف تماماً عن الدوران بعد أن شحّت مصادر الأرز بسبب تراجع المحصول· وكانت طاحونة دينيليكوين تعالج من الأرز ما يكفي لإطعام 20 مليوناً من البشر كل يوم إلا أن 6 سنوات متعاقبة من انحباس الأمطار خفّضت إنتاج أستراليا من الأرز بمعدل 98 بالمئة· وعلى بعد يزيد عن 16 ألف كيلومتر عن هذه المدينة الأسترالية (المنكوبة)، يعاني سكان جزيرة هايتي من هذا التدهور في محصول الأرز الاسترالي وبما يوحي بأن الأزمة الغذائية المتفاقمة التي يعاني منها سكان العالم الآن، بدأت توحدهم· ولا يمثل تراجع محصول الأرز الأسترالي إلا سبباً مهماً واحداً من جملة أسباب أخرى أدت إلى تضاعف أسعاره خلال الأشهر الثلاثة الماضية· الحظر على الصادرات وهو التراجع الذي دفع أكبر المنتجين العالميين إلى فرض الحظر الصارم على تصديره تحسباً من احتمال اندلاع اضطرابات سياسية محلية بسبب نقص المعروض منه أو ارتفاع أسعاره إلى مستويات خطيرة· ولقد بدأ العالم بالفعل يشهد مثل هذه الاضطرابات مثلما حدث في هايتي ومصر وساحل العاج والكاميرون وموريتانيا وإثيوبيا وأوزبكستان واليمن وتايلاند وإندونيسيا وإيطاليا· وكان لمواسم الجفاف غير المسبوقة التي شهدتها أستراليا مؤخراً أن تصيب كافة قطاعات النشاطات الصناعية المبنية على الإنتاج الزراعي بأضرار جسيمة· وأصيب قطاع تربية المواشي الذي تشتهر به أستراليا، بأضرار كبرى بعد أن تحولت مساحات شاسعة من المراعي الخضراء إلى أراضٍ جافة تذروها الرياح· ولم ينجُ من هذا القحط محصول العنب الذي كان يتهم بأنه ينمو بسرعة كبيرة على حساب الأراضي المزروعة بالأرز· وقال بن فارجير المدير التنفيذي للفدرالية الأسترالية لأصحاب المزارع في معرض تعليقه على هذه الظروف القاسية التي يجتازها القطاع الزراعي:أثبتت المعطيات والبيانات الراهنة أن التغير المناخي كان يحمل في طياته أكبر الأضرار على الزراعة في أستراليا· إلا أن فارجير يؤكد أيضاً أن الضرر الذي لحق بمحصول الأرز الأسترالي كان له تأثيره القوي على بقية دول العالم من دون استثناء؛ فهو الذي يقف وراء الارتفاع السريع في الأسعار· ويعتقد العديد من العلماء أن هذه الظاهرة التي تعاني منها أستراليا تشكل مؤشراً واضحاً على أن ظاهرة التغير المناخي بدأت بالتأثير على الإنتاج العالمي من الغذاء· وفيما لم يتمكن أحد من العلماء حتى الآن من إقامة علاقة الترابط بين التغيرات المناخية الطارئة والدائمة، إلا أنهم يؤكدون أن موجة الجفاف القاسية وغير العادية التي شهدتها أستراليا سوف تكون مشكلة كثيرة التكرر في المستقبل· وكان لهذه الكارثة أن تترك أثراً غير قابل للزوال على القطاع الزراعي الأسترالي· ودليل ذلك أن بعض كبار المستثمرين في هذا القطاع قرروا التخلي تماماً عن زراعة الأرز لأن زراعته تتطلب استهلاك مقادير ضخمة من المياه· ولا يكاد الأمر يختلف كثيراً عند الحديث عن زراعة القمح التي أصبحت تتطلب توفير مصادر الري الصناعي لملايين الهكتارات المنتجة في القطاع الجنوبي الشرقي من البلاد· وعمد بعض أصحاب مزارع الأرز لبيع أراضيهم إلى لمنتجي العنب لأن زراعته تتطلب مقادير أقل بكثير من المياه· أزمة سياسية ويتخوف العلماء الآن من تحول الأزمة الغذائية الراهنة إلى أزمة سياسية مما يضع الولايات المتحدة والدول المتطورة الأخرى في مواجهة التهم من أنها فضلت البحث عن طرق جديدة لإنتاج الوقود الحيوي على حساب حاجة الدول الفقيرة إلى الغذاء· ومن أهم الأسباب الأخرى لمشكلة ارتفاع أسعار السلع الغذائية أن الصين اصبحت تمتص كميات ضخمة من السلع الأساسية المعروضة في الأسواق العالمية؛ ما أدى إلى انخفاض خطير في المخزون العالمي منها· وأشارت مصادر وزارة الزراعة الأميركية إلى أن المخزون الأميركي من القمح سوف يهبط عام 2009 إلى أدنى مستوياته منذ 60 عاماً· وسوف يصل إجمالي المخزون منه إلى 280 مليون جوال في نهاية موسم عام 2007-·2008 والولايات المتحدة هي المصدر الأول للقمح في العالم، وهي الممون الأساسي لمعظم الدول المستوردة له وخاصة بعد أن عمدت دول منتجة أخرى وعلى رأسها الصين إلى إيقاف تصديره لتتحول إلى دول مستوردة· وأدى الطقس البارد في الأرجنتين خلال الشتاء الماضي إلى إتلاف المحصول فيما ينتظر أن يكون موسم القمح لهذا العام في أستراليا هو الأسوأ في تاريخها بسبب الجفاف· وكان لتدهور إنتاج القمح في أوروبا سبب آخر يتعلق بالفيضانات المتكررة التي شهدتها مناطق الإنتاج· ويقول الخبير مايكل ليويس من (دويتشه بنك) في لندن قوله: ''لا شك أن الهبوط الكبير في المخزون العالمي من القمح، والإمداد الضعيف من الدول المصدرة وخاصة في آسيا، سوف يؤديان إلى تزايد كبير في الأسعار''· وما ينطبق على القمح يبقى صحيحاً بالنسبة للذرة الصفراء وفول الصويا حيث هبط المخزون العالمي منهما إلى أدنى مستوياته بسبب الطلب عليهما من الدول ذات الاقتصادات الناشئة كالصين والهند· وقال المحلل جريج فاجنير من مركز (هورايزن إي جي ستراتيجيز) في شيكاجو إن انخفاض الإمداد من القمح والذرة وصل إلى مستوى يدعو إلى القلق· وكان سعر جوال القمح تسليم شهر مارس 2008 في سوق شيكاغو للسلع والمواد الأولية ارتفع إلى 9,29 دولار· وسجل ارتفاع مماثل على سعر الذرة تسليم شهر مارس أيضاً حيث وصل إلى 4,19 دولار للجوال وهو أعلى سعر تبلغه منذ ستة أشهر فيما سجل سعر فول الصويا تسليم شهر يناير قفزة كبيرة حتى بلغ 11,32 دولار للجوال· وأشار جافين ماكوير من مكتب الحبوب بولاية آيوا الأميركية إلى أن تراجع المخزون العالمي من الحبوب يؤيّد الطرح القائل بأن الطلب العالمي أصبح يفوق المعروض في الأسواق· ''تأثير الدومينو'' وكان محللو أسواق المحاصيل الزراعية حذروا من أن ارتفاع أسعار الذرة والقمح وفول الصويا سوف يؤدي إلى ارتفاع مواز في أسعار الأعلاف الحيوانية بشكل عام، مما سيؤدي أيضاً إلى حدوث ما يعرف بـ (تأثير الدومينو) الذي سيؤدي إلى تزايد أسعار اللحوم الحمراء والدواجن والحليب· ويحذّر التقرير من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يمكن أن يقوّي أسباب حدوث التضخم الذي يأتي في غير موعده خاصة وأن البنوك المركزية في الاقتصادات العالمية الكبرى تحاول الآن تخفيض معدلات الفائدة لتحمي نفسها من تداعيات أزمة الرهن العقاري التي تبدو حتى الآن وكأنها تحولت إلى أزمة مستعصية· نقلاً عن ''إنترناشونال هيرالد تريبيون'' فاو: قرارات سيئة أوجدت أزمة الغذاء واشنطن، باريس (رويترز) - حثت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ''فاو'' المزارعين والحكومات أمس على ضمان محصول جيد في عام 2008 من أجل تخفيف أزمة الغذاء المتصاعدة وذلك في وقت ارتفعت فيه أسعار الأرز بالولايات المتحدة إلى مستوى قياسي جديد· ويلقى باللوم على عوامل مثل تنامي الطلب على الغذاء من اقتصادات نامية مثل الصين واستخدام محاصيل زراعية في إنتاج الوقود الحيوي وتراجع مخزونات الغذاء العالمية إلى أدنى مستوياتها في 25 عاماً والمضاربات بالسوق في رفع أسعار مواد غذائية أساسية مثل القمح والذرة والأرز لمستويات قياسية· وأدى ذلك إلى إثارة أعمال شغب في عدد من الدول الأفريقية واندونيسيا وهايتي وحذرت الفاو من أن 37 دولة تواجه أزمة غذاء لكن مديرها العام جاك ضيوف قال إن الحلول متاحة· وقال في مؤتمر صحافي ''ليست هذه مأساة إغريقية حيث تقرر الآلهة المصير ولا يسع البشر فعل شيء· لا·· لدينا القدرة على التأثير على مستقبلنا·'' وأضاف ''أمر جيد أن المنظمات الدولية·· تساعد الفقراء على الوصول إلى الغذاء لكننا من جانبنا نحتاج لخوض أهم معركة اليوم وهي ضمان إنجاح محصول عام ·''2008 وفي طوكيو قال بيتر ماندلسون مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي إن منظمة التجارة العالمية يجب أن تدفع الدول المنتجة للغذاء إلى الحفاظ على الصادرات لمنع تفاقم أزمة الغذاء العالمية· وحظرت بعض الدول تصدير مواد غذائية أساسية في محاولة لتجنب حدوث نقص لديها· وقال مندلسون في مقابلة ''إذا ما قيدنا التجارة فسوف نضيف ببساطة ندرة الغذاء إلى مشاكل نقص الغذاء الكبيرة بالفعل الموجودة في العديد من الدول''· وأضاف ''منظمة التجارة العالمية تدافع عن التجارة الحرة· وهي بحاجة إلى ممارسة ضغوطها ونفوذها لتقليص الرسوم ومن ثم تشجيع التجارة· يتعين عليها أيضاً أن تقف في مواجهة قيود التصدير وضرائب التصدير والتي ستعوق التدفق الحر للتجارة في المواد الغذائية والمنتجات الزراعية''· وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية في معظم آسيا 68 بالمئة منذ بداية عام ·2008 وفي شيكاجو صعدت عقود الأرز غير المقشور تسليم يوليو 2,3 بالمئة أمس الأول إلى مستوى قياسي بلغ 24,85 دولار لكل مئة رطل· دعوة الأمم المتحدة إلى التحرك نيويورك (د ب أ)- دعت إندونيسيا أمس الأول الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لمواجهة ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وذلك للحيلولة دون حدوث أزمة واسعة النطاق في العالم· وقال سفير إندونيسيا لدى المنظمة الدولية مارتي ناتاليجاوا إن هناك رد فعل تدريجياً حيال ارتفاع أسعار الغذاء العالمية، لكن ليس هناك بعد خطط قصيرة أو طويلة المدى للتعامل مع هذه المسألة· وأضاف: ''إننا بحاجة لتوجه شامل يتضمن الأمم المتحدة، وأيضاً نحن كحكومات يجب أن نأتي بحلول''· يذكر أن إندونيسيا أحد أعضاء مجلس الأمن حاليا· وأشار إلى أنه اقترح على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقد قمة رفيعة المستوى تتعلق بأزمة الغذاء، مضيفاً أنه تلقى تأكيداً على أن الاقتراح سيطرح على أعضاء المنظمة الدولية· غير أن السفير الإندونيسي أقر بأن هناك صعوبة لتحديد موعد هذه القمة نظراً لازدحام جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة· واقترح ناتاليجاوا عقد هذه القمة عقب انتهاء اجتماعات الجمعية العامة التي تشارك فيها 192دولة في مطلع سبتمبر المقبل· الدمج بين الهندسة الوراثية والزراعة العضوية هونج كونج (رويترز) - قالت خبيرة أميركية في مجال زراعة الأرز إن المزج بين الهندسة الوراثية والزراعة العضوية قد يكون أفضل السبل لزراعة المواد الغذائية مع تزايد عدد السكان في الوقت الذي يواجه العالم فيه تغيرات مناخية وتدهوراً بيئياً· وقالت باميلا رونالد الأستاذة بجامعة كاليفورنيا في ديفيز في تصريحات لرويترز أمس إن العالم بحاجة للاستعانة بكل التقنيات المتاحة لضمان توافر الإمدادات الغذائية لسكان العالم المتوقع أن يبلغ عددهم 9,2 مليار نسمة بحلول عام 2050 مقارنة مع 6,7 مليار حالياً· وأضافت رونالد في حديثها عبر الهاتف أنه في حين أن الهندسة الوراثية يمكن أن توفر منتجات جديدة كالذرة المقاومة للآفات فإن الزراعة العضوية يمكن أن تساعد في تحقيق محاصيل أكبر دون الإضرار بالبيئة إذ أنها لا تستخدم مبيدات أو أسمدة صناعية· وتابعت ''الهندسة الوراثية وسيلة لإنتاج البذور·· والمزارعون يعتمدون على البذور للحصول على محاصيل جيدة· لكن البذور لا يمكن أن تحل كل شيء·'' ومضت قائلة: ''نحن بحاجة لوسيلة لإضافة الأسمدة والسيطرة على الآفات· والزراعة العضوية يمكن أن تساهم بالكثير في هذا المجال·'' ورونالد خبيرة في أمراض النباتات ساهمت في تطوير أرز معدل وراثياً مقاوم للأمراض يعد من أبرز الأنواع التي تبحث الصين الموافقة عليها كأول أرز معدل وراثياً يزرع على نطاق واسع في العالم· كما أن رونالد وراء أرز يمكنه تحمل الفيضانات يجري اختباره حاليا في بنجلاديش· وفي كتابها ''مائدة الغد'' الذي كتبته في الآونة الأخيرة مع زوجها راؤول أدامتشاك المتخصص في الزراعة العضوية تصف رونالد كيف يمكن أن يساعد المزج بين الهندسة الوراثية والزراعة العضوية على الحصول على محاصيل أكبر من خلال بذور أجود وإدارة المزارع بشكل أفضل بعد مرحلة جني المحاصيل دون اللجوء للمواد الكيماوية المكلفة والمضرة بالبيئة· ارتفاع نسبة المواد الكيماوية السامة في المحاصيل الزراعية بالبرازيل ريو دي جانيرو (د ب أ) - حذرت دراسة برازيلية أمس من أن سدس المنتجات الزراعية التي يستهلكها البرازيليون تحتوي على مواد كيماوية سامة تتجاوز المعدلات المسموح بها· وذكرت الدراسة التي أجرتها الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية في البرازيل أن 28ر17 % من إجمالي 1198 عينة خضراوات تم تحليلها العام الماضي كشفت عن وجود بقايا كيماوية سامة محظور استخدامها في البلاد أو تتجاوز الحد المسموح به· وكانت أكثر هذه الخضراوات التي تحتوي على مواد سامة الطماطم حيث بلغت نسبة المواد السامة بها (72ر44 %) تلتها الفراولة (62ر43 %) والخس (40 %)· وأشارت الدراسة إلى أن السبب وراء ارتفاع المواد الزراعية السامة داخل الطماطم والفراولة والخس خلال عام 2007 يرجع إلى الارتفاع المتزايد في استيراد المواد الكيماوية السامة لدول أميركا الجنوبية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©