الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلي والمجوهرات التراثية.. من قلائد الجبين إلى رنين الخلخال

الحلي والمجوهرات التراثية.. من قلائد الجبين إلى رنين الخلخال
1 يونيو 2009 01:25
منذ سنوات بدأت العديد من النسوة العمانيات التخطيط لإقامة معارض للمجوهرات بعد نجاح البعض منهن في تجميع مختلف أنواع الحلي والمجوهرات العمانية، وقد دفعهن إلى ذلك عزوف بعضهن عن المجوهرات العمانية التقليدية بسبب منافسة المجوهرات الحديثة. وخوفا من اندثار التراث العماني بسبب تذويب هذه المجوهرات التقليدية في السوق، بدأن يفكرن في كيفية تشجيع أنفسهن للرجوع إلى هذا التراث العريق، واقتناء المجوهرات العمانية في حلتها الجديدة. وكانت أيضا للرجال كلمة في إقامة محلات للمجوهرات تتمركز في الأسواق الشعبية والشهيرة كأسواق نزوى ومطرح وغيرهما، حيث تعرض مختلف هذه الموروثات، ويتزايد الإقبال عليها من السائحات الأجنبيات اللواتي يقتنينها نسبة لجمالها ورونقها، ومنها الأساور والخناجر والأقراط والسلاسل والخواتم والقلائد وغيرها. حلي شهيرة عرفت سلطنة عمان الصناعات المعدنية منذ آلاف الأعوام، وذلك تلبية لاحتياجات الإنسان ورغبته في الزينة والأناقة. فقد ذكرت كتب التاريخ أن صفقات النحاس التجارية التي كانت تتم ما بين بلاد الرافدين والبلاد التي كانت تعرف باسم «مجان» قديما و»عمان» حاليا، تمت باعتبارها إحدى الأقطار الهامة لتصدير هذه المادة. كان للعماني الدور الرئيسي في الاكتشاف والإبداع، حيث جادت سواعد القدماء بالعديد من الحرف التقليدية التي ما زالت ماثلة في عقول ووجدان الأحفاد، مستخدمين ما توفر لديهم من خيرات عمان الوفيرة والتي كانت بلا شك مصدر عون لسعادته في هذا الجزء الغالي من أرض الجزيرة العربية. فيما كانت نساء عمان يزين أنفسهن بالمجوهرات الفضية المحلية المتقنة. وكان لمهارة صائغ الفضة العماني دور كبير في عمل التصميمات الرائعة ابتداء من الأشكال البسيطة إلى تزيين المجوهرات. وتشتمل التقنية الرئيسة لتزيين الفضة العمانية على الترصيع بالنقوش البارزة مع استعمال بعض الأحجار الكريمة في المجوهرات الفضية العمانية. وأهم المجوهرات العمانية القديمة: الخواتم والأقراط وأقراط الأنف وقطع لزينة الرأس والأساور والخلاخل والقلائد والسلاسل والتمائم والمكاحل. رنة الخلخال من الحلي الشهيرة في عمان «الخلخال» الذي يحدث رنينا في قدم المرأة حين تحركها، ويكون له وقع موسيقي جميل (يقال أن القصد منه في الماضي كان أن يبقى الرجل على علم بحركات زوجته دون أن يراها). وللخلاخيل العمانية أطراف معقوفة، ويوجد نوع سميك يسمى «النطل» وتختص مدينة نزوى بصنعه كما يسمونه «جلجل». ويرتدي كثير من الأطفال في المنطقة الداخلية من عمان نوعا مفلطحا صغيرا من الخلخال، يسميه البعض «حواجيل» وله سلسلة تتدلى منه. ومن أنواع الخلاخيل الكثيرة الاستعمال في عمان «الويل» شكله دقيق يثبت بمسمار في الوسط. كما يوجد في منطقة الباطنة الساحلية في عمان نوع من الخلاخيل السميكة التي تشبه حدوة الحصان في الشكل تعلوها نقوش بارزة. أما الخلاخيل الظفارية فهي عادة تتألف من أشرطة معقدة من السلاسل تتدلى منها أجراس. أساور العروس تتألق «الأساور» التي تعد الأكثر استخداما لدى العمانيات؛ كحلية مميزة، فغالبية الأساور مطعمة بالأحجار الكريمة والفصوص، خاصة أساور العروس. ولعل الذي يميز الأساور المصنوعة في عمان عن مثيلاتها في البلدان الأخرى تلك الزخارف البارزة وبمختلف أشكالها وأنواعها، وهذه النقوش تتألف من خطوط بارزة أو حبيبات فاخرة تفصل بين كل منها أربع كرات أو ثلاث بارزة طبقا لما يسمح به عرض السوار. وهناك أنواع من الأساور لا تزال مستعملة بين أهل عمان تتكون من أسلاك من الفضة وتتم طريقة صنعها بحياكتها على غرار الطريقة التي تحاك بها الجوارب، وهي من أحجام مختلفة ويمكن استعمالها كأقراط أيضا. أما الخواتم التي تلمع في أصابع اليدين والقدمين، فهناك العديد منها. مثل الخواتم المنقوشة وفقا لكل إصبع تلبس فيه، وتتكون عادة من خاتمين، واحد منها في كل كف، فالخواتم التي تسمى «الشواهد» تختص بالإصبع الأول، وتحتوي على زخارف ونقوش في الواجهة تدق عند الأطراف. أما خاتم الإصبع الثاني فيسمى خاتم «بو فصوص» ويتكون عادة من قطعة مستديرة منقوشة. فيما يسمى خاتم الإصبع الثالث «أبوست» وعليه زخارف مربعة الشكل. أما خاتم الأصبع الرابع فيسمى «حيسة» وقد يزين بفص أو حجر ملون أو زجاج، وشكله يشبه شكل ورقة التوت المصنوعة من الخرز الفضي. أما إصبع الإبهام فمزين بحجر صغير في وسطه. وعلى الرغم من أن أكثر الخواتم تصنع لأهداف تتصل بالفن والزخرفة وأعمال النقش، غير أن الخواتم المرصعة بالقرون والعظام كانت لها أهمية خاصة بين أهل عمان حين كان الاعتقاد أنها تطرد العين الشريرة وتبعد الحسد عن صاحبها! أما الأحجار الكريمة فقلما تستعمل في الخواتم العمانية، ربما لأنها غير متوفرة، غير أنه توجد بعض الخواتم المرصعة بالفيروز أو غيره من الأحجار النفيسة. فيما تستعمل الخواتم في عمان غالبا في المناسبات الدينية والاجتماعية والحفلات الرسمية. وشوشة الأقراط تعتبر الأقراط إحدى الحلي التي عرفت بها العمانيات، ومن المألوف أن تلبس الفتاة عددا من الأقراط في آن واحد من خلال ثقوب متراصة في الأذن، إلا أن بعضهن يجعلنها تنسدل على الجبين في مقدمة الرأس. ومن أنواع الأقراط الغريبة الشكل تلك الأقراط الكبيرة التي تكون مجوفة عادة، وتحيط بها نقوش جميلة لتنتهي داخل مثلث من الخرز على شكل هرم مقلوب، ومثبتة في مساحة تسمح بتعليقها في الأذن، وإن كانت في معظم الأحوال تتدلى من خلال سلاسل خاصة بها. كما أن أكثر أنواع الأقراط التي تزين بها آذان النساء العمانيات في المنطقة الشمالية من عمان هو النوع المدور المسمى «الشغاب» ويكون أحد أجزاء هذه الحلية أملس بينما أجزاؤه الأخرى مضلعة ويضم القرط عادة قلادة أو قلادتين تتدليان منه، ويتم تصميم هذه القلادة في عمان على شكل ورقة التوت. قلائد وفرائد تنتشر القلائد الجميلة المرصعة بشكل واسع في عمان كجزء هام من الحلي النسائية، بعضها عليها نقوش ومزخرفة برسوم أوراق الشجر والأزهار. ومن أنواع الحلي المنتشر استعمالها في المناطق الداخلية من عمان قلائد الخرز والتي يطلق عليها اسم «المنثورة» ويعتبر استعمال الخرز المصنوع من الفضة عادة قديمة ترجع إلى خمسة آلاف عام تشكل نماذجا من قلائد فرائد، منها النوع المفلطح العريض الذي يلبس حول العنق ويغلق بمشبك، أو ضمن سلسلة تتدلى من خلف العنق. وهذا النوع يضم أحيانا عددا من الحلقات المتدلية. كما توجد في عمان أنواع أخرى من قلائد تعتبر أكثر تطورا وتعقيدا، تعلوها نقوش ورسوم ذهبية بارزة. وترمز بعض هذه النقوش لأشخاص معينين مما يوحي بأن الذهب المستعمل منقول من عملات نقدية وقد يضاف إلى الزخرفة بعض خرز المرجان، وهناك نوع آخر من القلائد تعلوه نقوش كثيفة موصول بسلاسل
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©