«صقور الإمارات» في تقنية أبوظبي للطلاب يصنعون سيارة «الباجي»

خاض فريق طلابي من كليات التقنية العليا في أبوظبي أطلق عليه اسم «صقور الإمارات» منافسات دولية في سباق سيارات «الباجي» الذي تنظمه مؤسسة تجمع مهندسي السيارات الدولي «أس أي إي»، وذلك في مركز المعارض في بورتلاند بالولايات المتحدة الأميركية، وضم الفريق الطلاب: شاهين آل بشر، بطي المزروعي، عادل آل علي، صلاح العولقي، وعادل الكندي، وجميعهم من قسم الهندسة الميكانيكية في كليات التقنية العليا في أبوظبي، حيث تولى الفريق تصنيع السيارة التي شارك بها في السباق. حكاية تميز وقد ثمَّن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس كليات التقنية العليا، جهود الفريق من طلاب كليات التقنية العليا، مشيراً إلى أنَّ نجاح هؤلاء الطلاب في تصميم وتصنيع تلك السيارة يترجم تميز البيئة الدراسية التي يعملون فيها، كما يعكس سعة أفق أعضاء الفريق وحرصهم على مواكبة التطور العلمي العالمي، بالإضافة إلى روح التحدي والعزيمة التي تميز كلاً منهم، والتي دعتهم للمشاركة فى هذه المسابقة العالمية، مع نظرائهم من مختلف دول العالم. وأكد الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية على أنَّ هذه «المبادرة» من جانب طلاب الكليات، تضاف إلى سجلهم المشرف هم وزملاؤهم الذين يشاركون فى مسابقات عالمية ويسجلون نجاحات مشرفة، مشيراً إلى أنَّ الإبداع العلمي والفكري هو أحد المحاور القوية التي ترتكز عليها استراتيجية العمل فى كليات التقنية العليا. كما أشاد الدكتور سايمون جونز، مدير كليات التقنية للطلاب في أبوظبي، بجهود الطلاب الخمسة والهيئة الإدارية في الكلية للمشاركة في هذا النشاط الدولي، الذي يعبر عن عالمية آفاق وطموحات طلاب كلية التقنية، وعن كفاءة الطلاب بشكل خاص، وتطبيق المادة الأكاديمية في مجال الهندسة لعمل ملموس ينافس الجامعات والكليات في أكثر من 97 دولة في العالم. معايير المسابقة من جهته أكد كريس إتزل، مدير لجنة سباق تجمع مهندسين سيارات الباجي، أنَّ من أهداف هذا السباق إبراز قدرة المشاركين على تصميم وتصنيع مركبة الباجي الصحراوية، مع التركيز على تشجيع وتحفيز الطلاب من كافة الجامعات والمؤسسات التعليمية في العالم على القيام بمشاريع تقنية وميكانيكية تلخص مدة تلقيهم للعلوم الهندسية في جامعاتهم. وحول معايير المشاركة فى المسابقة قال كريس إتزل: تقوم لجنة الحكم بالكشف على سيارات الباجي المشاركة وفحص المواصفات ومقارنتها بمركبة الباجي المصنعة، وإعطاء النقاط حسب دقة التصميم وكفاءة التصنيع والتكلفة والسلامة، حيث تنافس فريق «صقور الإمارات» مع فرق من كوريا والمكسيك وكندا وأستراليا واليابان والولايات المتحدة. كما تضمنت المنافسات سباق القدرة، وجرى تكليف المتبارين المئة بخوض سباق على الهضاب والمنحدرات، وقام المتسابقون بإبراز قدرة المركبة وكفاءة السائقين وبناء على هذا الأداء تحتسب النقاط للفريق، أما اليوم الثالث فقد خصص لإعلان أسماء الفائزين، وإقامة حفلة التكريم على شرف المشاركين في السباق. إبداع طلابي عقب عودتهم من المشاركة فى الولايات المتحدة الأميركية، التقت «دنيا الاتحاد» الطلاب المشاركين، حيث أكد كابتن الفريق الطالب شاهين آل بشر أنَّ تلك المشاركة «تعتبر الأولى لفريق من دولة عربية» منذ العام 1976، وأنَّ فريق «صقور الإمارات» قام بتصنيع الباجي الصحراوية حسب المواصفات الدولية المطلوبة للمشاركة في هذا السباق العالمي. وأضاف شاهين: بدأ المشروع كفكرة فريدة من نوعها، جرى تعزيزها عبر مراسلة عدد من الهيئات العالمية في أستراليا وأميركا، حيث وقع الاختيار على مؤسسة مجتمع المهندسين للسيارات الدولي في الولايات المتحدة. وبدأ العمل لمدة ستة أشهر، قامت كلية التقنية للطلاب في أبوظبي خلالها بدعم الطلاب عبر تقديم المختبرات وورش العمل إضافة إلى الإرشاد التقني والفني، كما تولت شركة أدكو رعاية المشروع بصورة رسمية، ويوضح محدثنا أنَّ التعديلات الميكانيكية والتقنية التي قام الفريق بتعديلها كانت من أكبر التحديات التي واجهته. وتوجه بالشكر لشركة أدكو ولهيئة أبوظبي للسياحة على تقديمها المواد الإعلامية للتعريف بأبوظبي. مشروع تخرج بمواصفات عالمية من جهته أوضح الطالب بطي المزروعي: يعد هذا الإنجاز في تصنيع الباجي مشروع التخرج لأعضاء الفريق وهم من طلبة قسم الهندسة الميكانيكية، وتتمتع السيارة التي تم تصنيعها بمواصفات عالمية خولتها للدخول في مثل هذا السباق الدولي، كما قام أعضاء الفريق بزيادة بعض التعديلات الكهربائية والميكانيكية ضمن الشروط المعتمدة من قبل لجنة التحكيم الدولية في الولايات المتحدة، وذلك لإعطاء الباجي مميزات تنافسية عالية. وأشار عادل الكندى إلى أنَّ مؤسسة تجمع مهندسي السيارات الدولي مؤسسة عالمية تضم أكثر من 121,000 عضو من مهندسين ومديرين تنفيذين ورجال أعمال ومستثمرين من أكثر من97 دولة، يتبادلون الخبرات التقنية في مجالات متعددة من صناعة السيارات، والقوارب السريعة، إضافة إلى صناعة المركبات الفضائية. كما أشاد الطلاب بالهيئة التعليمية التي قامت بتشجيعهم والمثابرة على العمل ومواكبة النشاط يوم بعد يوم من كلية التقنية لاسيما في الساعات الأولى من بداية النشاط، حيث تولى الطلاب استلام سيارة الباجي التي تم شحنها من أبوظبي والتأكد من عدم وجود أي عيب تقني فيها جراء الشحن، وفي اليوم التالي قام الطلاب بالمشاركة في العرض الذي أقيم في مدينة بورتلاند الذي شارك فيه مئة سيارة باجي وتم استقصاء أربعين مركبة لعدم توفر شروط المشاركة فيها، أما إختبار القدرة فلقد أقيم في مدينة واشوغال في ولاية واشنطن، حيث استمر لمدة أربعة ساعات متواصلة، تمت خلالها قيادة الباجى في الأماكن الوعرة والجبلية وعبر الأودية وعلى سفوح الجبال، إذ قدم فريق «التقنية» عرضاً إنشدت تجاهه أبصار الجمهور الذي قام بتشجيع «فريق أبوظبي»، كما أطلق الشعب الأميركي اللقب على طلاب «التقنية». وفي نهاية الفعالية قام مدير مؤسسة تجمع المهندسين للسيارات العالمي بمنح طلاب كلية التقنية للطلاب في أبوظبي لوحة تذكارية عن الفعالية كما قدم طلاب الكلية هدية تذكارية لكل من السيد كريس إتزل، مدير لجنة سباق تجمع مهندسين سيارات الباجي والسيد سام باريل، منسق الفعالية.