السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متر البناء

متر البناء
1 يونيو 2009 01:34
«متر البناء».. أرهق الناس وأفرحهم خلال الاثني عشر شهراً الماضية.. فقد تأرجح بين صعود وهبوط، وتسبب في مصائب للكثيرين، قبل أن يحل بنسماته الباردة على آخرين.. ويجعلهم من المحظوظين، ولا أحد يعلم ماذا سيفعل في الاثني عشر شهرا القادمة. «هل نبني الآن أم ننتظر؟».. سؤال محير وكأنَّ أحداً لا يعرف له جواباً حتى الآن.. فقد تراجع سعر «متر البناء» منذ منتصف العام الماضي حتى الآن، في ما يشبه «الانهيار».. ولا أنسى ذلك التهافت على البناء حين بلغت الأسعار ذروتها، خوفاً من مزيد من الارتفاع، أمَّا اليوم فقد انعكس الحال، وأصبحت الأسعار معقولة إلى حد بعيد.. بعد أن انتهت حقبة «جنون الأسعار» التي أتمنى ألا تعود ثانية.. استقرار الأسعار يجعلنا نعيش في ما يمكن أن نسميه «الحقيقة».. فلا «فقاعات» ولا «بالونات» سعرية، وإن كانت الأسعار مرتفعة أو منخفضة قليلاً، فهي ضمن ما يتقبله عقل الإنسان، وهذه بحد ذاتها نعمة نأمل دوامها ولو إلى حين. لقد صمتت الألسن التي كانت تشكو من ارتفاع «متر البناء»، وهدأ من أصيب برعشة العام الماضي، واليوم أصبح السكوت سيد الموقف، ولكن.. على الرغم من انخفاض الأسعار، فإنَّ فرص الاستثمار قلت أيضاً.. وتلك مفارقة أخرى، ففي وضع كالذي نحن فيه، يظل مالك المال أو «الكاش» هو سيد الموقف، أمَّا من لا يملكه فقد أصبح حصوله على متر البناء أكثر صعوبة، فالحصول على المال من البنوك لم يعد سهلاً.. الغريب أنَّ شهية الاستثمار لم تتفتح إلا حين ارتفع متر البناء إلى مستويات قياسية، أمَّا اليوم فنفسيات المستثمرين لا تحبذ دخول السوق، لقد أصبح الخوف هو الأساس، ويبدو أنَّ التاريخ سيعيد نفسه، فمع كل انهيار أو هبوط في أي قطاع استثماري، تكون هناك فرص للاستثمار، ويظهر عندها المستثمر الحقيقي الذي يعرف متى وكيف يدخل السوق، كما يظهر «المستثمر المزيف» الذي ليس له علاقة بالاستثمار إلا السير مع جموع الناس. هذه ليست دعوة للاستثمار أو عدمه، ولكنها محاولة لاستخلاص دروس الماضي، وما دام «متر البناء» حراً طليقاً، فلا أحد يعرف ما الذي سيفعله في المستقبل. وهل سيسبب مزيداً من الأوجاع أم سيقع فريسة سهلة لـ «المستثمرين الحقيقيين»؟ . hussain.alhamadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©