الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قصر الحصن» يودع 100 ألف زائر بلوحة تراثـية جمعــــــت الأصالة والمعاصرة

«قصر الحصن» يودع 100 ألف زائر بلوحة تراثـية جمعــــــت الأصالة والمعاصرة
22 فبراير 2015 00:19
أشرف جمعة (أبوظبي) شكلت مشاهد ختام الدورة الثالثة من مهرجان قصر الحصن، التي بدأت 11 فبراير الجاري وانتهت فعالياتها أمس، لوحة مفعمة بنبض الماضي، وهي على غناها كانت مثار تأمل أكثر من 100 ألف زائر، حسبما ذكر بطي المهيري عضو اللجنة المنظمة للمهرجان، تقاطروا خلال 11 يوماً لملء وجدانهم بدرر الموروث، الذي يحتفظ بنكهته الخاصة وثرائه الذي يغوص في الزمان والمكان، وأغنى قصر الحصن بوهجه الساطع حياة هؤلاء الزوار، إذ وضعهم على بساط تاريخ إمارة أبوظبي ومنحهم القدرة على تلمس ظلال الماضي عبر معروضات السوق الشعبي بمنتوجاته التراثية، وتناغم بيئة الصحراء والواحة والبيئة البحرية وجزيرة أبوظبي في احتفالية جمعت شعوب العالم في لحظة الختام المبهرة، حيث ارتشاف القهوة العربية بمذاقها المتجدد والأطعمة الشعبية التي تحتفظ بنكهتها التاريخية، ورائحة الدخون في أجواء تراثية تَعَانَقَ فيها الماضي مع جوهر الحاضر. القهوة العربية في إحدى دور الضيافة بمهرجان قصر الحصن كانت ملاك تاجي تتحدث إلى آن كورك البريطانية الأصل عن تقاليد القهوة العربية وآدابها، وأهميتها في الحياة الإماراتية قديماً وحديثاً، وهي ممسكة بدلّة قديمة، واللافت أن كورك أعربت عن سعادتها لوجودها في قصر الحصن، إذ إنها تعيش في الإمارات منذ 36 عاماً، وقررت زيارة المهرجان للتعرف إلى طبيعة الفعاليات المقامة في البيئات التراثية المختلفة، فضلاً عن أنها أرادت أن تشاهد «قصر الحصن» من الداخل لكونه أقدم بناء في إمارة أبوظبي، فضلاً عن أنه يؤرخ لمرحلة مهمة في أبوظبي، وتلفت إلى أن المهرجان قدم عبر أيامه الماضية دفقات من الموروث الشعبي المحلي وهو ما أضفى على المكان جمالاً آخر، مبينة أن المهرجان من بدايته حتى نهايتة وهو يجسد الروح الإماراتية الأصيلة في كل مناحي الحياة. ملابس تراثية بين بيئة الواحات كانت الطالبة مها المحيربي التي تدرس الإعلام في جامعة زايد تتجول بين أشجار النخيل، إذ إن النخلة التي تمثل أهمية كبيرة في حياة الإماراتيين استطاعت المحيربي أن تستلهم منها معاني الماضي ونكهة الحاضر المتجدد، لكن محبتها جعلتها ترتدي ثوباً تراثياً أصيلاً وهو «النفنوف» ومن ثم الوقوف في حضرة إحدى النخلات بالمهرجان، وتقول: عشقي للتراث جعلني أحضر هذه الاحتفالية الكبرى بهذه الملابس لكي أعيش لحظات ممتعة في ساحة قصر الحصن، وفي بيئة الواحات التي تميزت بأشجارها وتمورها ومجالسها التي كان لها حضور كبير في الماضي، حيث أجد نفسي أعيش في جو من الصفاء النفسي حيث تذكر الأجداد في كل ما كان يحيط بهم في حياتهم، لافتة إلى أن المهرجان يجدد الذكريات فهو احتفالية كبيرة أظهرت الثقافة التراثية للدولة في أبهى حُلّة، أمام الزوار الذين جاؤوا من معظم دول العالم، وملأوا جنبات قصر الحصن. كاترينا والحابول في لقطة معبرة كانت الفنّانة اليونانية كاترينا جفيني تحاول تقليد مشهد إماراتي قديم يتمثل في الحابول، حيث كان يلتف حول جسدها حبل مربوط في إحدى النخلات وتحاول أن تصعد بقدميها بشد الحبل إلى أعلى، والحابول كان له بعض الفوائد والتي تشمل تشذيب النخيل والصعود إلى أعلى لجني الرطب والاستفادة من السعف وقطع الزوائد. وتشير كاترينا إلى أنها من أشد المعجبين بالتراث الإماراتي الأصيل، وتعد هذه الرحلة التي قامت بها داخل القصر من أجمل ذكريات العمر حيث التعرف إلى ثقافة جديدة، وتراث عريق يُحتفى به على أكمل وجه. معرض تمور وفي أحد الدكاكين المخصصة لبيع التمور كانت البريطانية ترول لويس تحاول أن تتخير بعض أنواع التمور وفي أثناء ذلك كان يبين لها زايد السهيلي أفضل ما لديه، وكانت الزائرة تستمع إليه بشغف حتى تمكنت من اختيار ما يناسبها من التمور، لافتة إلى أنها جاءت بصحبة صديقتها موزان ألابد لكي تأخذ جولة في أنحاء مهرجان قصر الحصن الذي سمعت عنه كثيراً، وهو ما جعل شهرة المهرجان تصل إلى كل أوروبا وأنحاء العالم، لذا فقد أضحى مقصداً للعديد من السياح الأجانب الذين يأتون إلى أبوظبي للاستمتاع بمشاهدة تاريخ الإمارات العريق، مؤكدة أن دورة هذا العام عبرت بصدق عن طبيعة الشعب الإماراتي في الماضي والحاضر، فهو بكل المقاييس شعب مضياف وصاحب تاريخ موغل في القدم. طير الحبارى حول إحدى الورش المخصصة لطيور الحبارى تجمع عدد من المواطنين لمشاهدة بعض الطيور، إذ وقف سعيد الغافري، وسلطان الغافري أمام قفص كبير ومعهما ضيفاهما العمانيان حمود السيفي، وسعيد السيفي، ويؤكد سلطان أنه أراد أن يصطحب ضيوفه إلى المهرجان لكونه يسلط الضوء على الثقافة الإماراتية والتراث العريق للدولة، الذي تتجمع كل مفرداته في مكان واحد، خصوصاً وأن الضيوف أبدوا إعجاباً كبيراً بالسوق الشعبي والبيئات التراثية في ساحة الحدث الكبير، وشعروا بسعادة غامرة عندما دخلوا القصر وشاهدوا بناءه الشامخ من الداخل. ماء الطوى عند الطوى الموجود في جزيرة أبوظبي أرادت الطالبة سالي زخور التي تدرس الهندسة المعمارية في جامعة زايد، التعرف إلى الطوى وكيفية جلب الماء من داخله، إذ عبرت عن اندهاشها من طبيعية هذه البئر، والطرق التقليدية التي كان الناس قديماً يجلبون من داخلها الماء، لافتة إلى أن مشاهد الماضي لها نكهة خاصة. وترى أن المهرجان استطاع أن يأسر القلوب، من خلال الفعاليات التي غطت جوانب كثيرة من حياة الناس قديماً، ما أتاح لها التعرف إلى الموروث الشعبي الإماراتي بصورة مبسطة. «كنادير للأطفال» وأمام أحد البيوت القديمة المصنوعة من سعف النخيل وقف مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاماً، وهم يرتدون الملابس التراثية بأشكالها الزاهية وألوانها الصافية، حيث دار بينهم حديث ممتع يعبر عن سنوات طفولتهم وسعادتهم البالغة لوجودهم بين تراث الأولين. ويشير سعيد المنصوري إلى أنه جاء بصحبة عائلته التي حرصت على ارتداء الملابس التراثية بطابعها القديم، فارتدى هو وشقيقتاه فاطمة، وعائشة أزياء من الماضي، ويؤكد أنه أحس بأهمية هذا المهرجان الذي اهتم بالأطفال، وقدم لهم ورشاً في مختلف الحرف التراثية، حلقت بهم إلى آفاق الماضي البعيد عبر تقنيات بسيطة. ركن الهجن وفي ركن الهجن بالبيئة الصحراوية كانت الأوغندية روبيك بان ينجي تحاول الاقتراب من أحد الجمال وتستمع لشرح المشرف على الورشة الخاصة بهذه البيئة التي شكلت لحظة فارقة في حياة سكانها، وتشير روبيك إلى أنها كانت تشعر بالرهبة من الجمال، لكنها عندما رأت زوار المهرجان يقتربون من هذه الجمال، أرادت أن تجرب الاقتراب من سفينة الصحراء الذي كان له حضور كبير في البيئة قديماً. كلاب السلوقي وحرص جوزيب موسكاتيللو الإيطالي الجنسية الذي يعمل بالشارقة منذ 7 سنوات على حضور ختام فعاليات مهرجان قصر الحصن. ويلفت إلى أن هذه هي الزيارة الأولى له إذ لم يفاجأ بالحضور الكثيف والإقبال الكبير على كل أنشطة المهرجان الذي يحتفي بأقدم مبنى في إمارة أبوظبي، مؤكداً أنه جاء مع عائلته للاستمتاع بأجواء تراثية متميزة ومن ثم قضاء بعض الوقت في هذه الاحتفالية الكبرى التي تعرف من خلالها على الكثير من مفردات الموروث الشعبي الإمارات العريق، ومن بينها، سلالات الكلاب السلوقي العربية الأصيلة والتي تنظم لها سباقات سنوية في مهرجانات عدة في الإمارات. صيد اللؤلؤ أراد فهد الجابري التجول في البيئة البحرية والمشاركة في ورشة صناعة الشباك القديمة، فجلس إلى أحد الحرفيين والمدربين التراثيين جمعة الرميثي الذي أعطى للجابري موجزاً سريعاً حول كيفية صناعة شباك الصيد القديمة، فضلاً عن أنه روى له العديد من القصص الخاصة بالنواخذة وحياة البحر والصيد عن اللؤلؤ، ويلفت الجابري إلى أنه عندما كان صغيراً كان مرتبطاً كثيراً بالبحر لكونه يمثل مرحلة مهمة في حياة الإماراتيين إذ إنه كان مصدراً أصيلاً للرزق فهو على حد قوله هبة من الله ويذكر الجابري إلى أن الاحتفاء الذي يلمسه من جميع زوار قصر الحصن يجعله يفخر بالتراث الوطني الذي أبهر الجميع. خوص النخلة أصرت السائحة النرويجية هالدز كلان البالغة من العمر 18 عاماً على الجلوس إلى جانب إحدى الحرفيات المتمرسات في صناعة منتوجات الخوص وإلى جانبها كانت تجلس أختها هيدفينج كلان 14 عاماً تحاول أن تتعلم طريقة عمل أدوات المائدة من الخوص، وتوضح هالدز أنها شاهدت منتوجات من الخوص لها رونق خاص وغير معهود إذ إن كل قطعة تروي حكاية وتلفت إلى أنها شعرت باندهاش شديد من المهارة الفائقة للحرفيات وحرصت على أن تتعرف على طريقة صناعة أدوات الخوص وهو ما جعل إحدى السيدات تهدي إلى أختها إطاراً تذكارياً من الخوص يوضع في اليد على هيئة «إسورة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©