الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أمازون» تستحوذ على «سوق.كوم» في أكبر صفقة بقطاع التكنولوجيا عربياً

«أمازون» تستحوذ على «سوق.كوم» في أكبر صفقة بقطاع التكنولوجيا عربياً
29 مارس 2017 12:21
فهد الأميري (دبي) توصلت شركة «أمازون» أمس إلى اتفاق للاستحواذ على «سوق.كوم»، أكبر منصة للتسوق الإلكتروني وتجارة التجزئة في الشرق الأوسط. ولم يتم الكشف عن قيمة وشروط الصفقة التي قدم الاستشارات الخاصة بها بنك «جولدمان ساكس» ووصفها بأنها «أكبر صفقة دمج واستحواذ على الإطلاق في قطاع التكنولوجيا بالعالم العربي»، إلا أن مصادر مطلعة قالت إن «أمازون» ستدفع 800 مليون دولار ما يجعل قيمة الشركة دون المليار دولار التي سجلتها في تقييم أُجري خلال جولة تمويل لسوق.كوم العام الماضي. ومن المتوقع إتمام عملية الاستحواذ خلال العام الجاري بعد الاتفاق بين الطرفين على الشروط النهائية، حسب ما ذكر بيان مشترك للشركتين أمس. من جانبه، قال راس جراندينيتي، نائب الرئيس الأول للمستهلكين الدوليين في شركة «أمازون» «تتشارك شركتا أمازون وسوق.كوم القيم والتوجه نفسه من حيث الخدمات المقدمة للعملاء والابتكار والتخطيط الطويل الأمد». وأضاف «يعدّ سوق.كوم رائداً وعملاقا للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، ويقدم لعملائه في المنطقة تجربة تسوّق رائعة. لذلك فنحن نتطلع إلى اكتساب المعرفة بالأسواق المحلية منهم وإلى تقديم الدعم لهم مع تقنيات شركة أمازون المتطورة والمتميزة إلى جانب مواردها العالمية. يداً بيد، سنعمل على توفير أفضل خدمة ممكنة إلى ملايين العملاء في الشرق الأوسط». وعلق الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لدى «سوق.كوم»، رونالدو مشحور «اليوم يوم عظيم في تاريخ الشركة، بدأنا هذه الرحلة قبل 10 سنوات، واليوم شراكة مع أمازون، هذه قصة نجاح عظيمة ومدهشة للمنطقة، وبانضمامنا إلى أسرة أمازون، ستُتاح لنا الفرصة للتوسع والارتقاء بعمليات التوصيل مع سرعة أعلى وإتاحة خيارات أكثر للعملاء، فضلاً عن سجل شركة أمازون المتواصل في تمكين البائعين وضمان رضا المستهلكين، ومعاً، ستكون أمازون وسوق.كوم مثل درع واحد في التجارة الإلكترونية العالمية، وستشكّل صفقة الاستحواذ هذه خطوة رئيسة في مسيرة تعزيز مكانتنا ونمو حضورنا لتقديم خدمات أفضل وأشمل لعملائنا في المنطقة». وأضاف مشحور الذي سيواصل العمل مع الشركة أن «جزءا على الأقل من عائد بيع الشركة لأمازون.كوم سيعاد استثماره في أنشطة الشركة، لتعزز بعد الاتفاق قوتها العاملة التي تتجاوز 3 آلاف موظف». وتشمل قائمة مساهمي سوق.كوم حاليا ناسبرز وتايجر جلوبال مانجمنت. وقال خبراء اقتصاديون لـ «الاتحاد» تعليقا على هذه الصفقة الأكبر بالمنطقة في قطاع التكنولوجيا إن استحواذ الشركات الكبرى على شركات أخرى هي سياسة جديدة بدأت الكيانات الاقتصادية الكبيرة انتهاجها مؤخرا لسببين، الأول هو الصعوبات والتحديات الموجودة في الأسواق نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي، والثاني هو أن الاستحواذ على شركة لديها قاعدة عملاء وأنظمة ثابتة سواء تتعلق بالدفع أو التسويق أفضل من إنشاء شركة جديدة، ما يوفر الوقت والمال. وقال الخبير الاقتصادي عرفان الحسني إن «هناك فوائد مشتركة للطرفين، لأن استحواذ أمازون على حصة وأصول سوق.كوم هو شراء لشركة ناجحة وذات سمعة معروفة على مستوى المنطقة ككل بهدف التوسع، في الوقت نفسه، ستتيح عملية الاستحواذ مزيدا من فرص النمو والتوسع وعرض عدد أكبر من المنتجات بالنسبة لشركة سوق.كوم، في النهاية سيستفيد كل طرف من المزايا الموجودة لدى الطرف الآخر». وأشار عرفان الحسني إلى أن «ظاهرة الاستحواذ بدأت تنتشر مؤخرا خصوصا مع الصعوبات والتحديات الموجودة في السوق العالمية، فحتى الآن يوجد تباطؤ في الاقتصاد العالمي، وتشهد كثير من مناطق العالم ركودا كما هو الحال في أوروبا واليابان، وهناك أيضا تراجع عالمي في النمو انعكس على الشركات الكبرى، من حيث الطلب، وصرنا نسمع عن أسماء شركات كبرى تعرض نفسها للاستحواذ، وفي الغالب تتم عمليات الاستحواذ بين شركات متشابهة مثل بنك مع بنك، ولكن هناك أيضا شركات تقتنص الفرص وهي موجودة في معظم دول الخليج، وهذه الشركات تبحث عن شركات ناجحة وتعمل على شرائها والاستحواذ عليها». من جانبه، قال بهاء الفار المؤسس والشريك لـ «إي بي إف» للاستشارات «لاحظنا في الآونة الأخيرة اهتماما كبيرا بالشركات التكنولوجية، آخرها شركة «سناب شات» التي تم تقييمها بـ 12 مليار دولار، وإذا قارنا قائمة 5 أكبر شركات من حيث القيمة السوقية خلال الفترة من 2001 إلى 2017، سنلاحظ أن مايكروسوفت كانت شركة التقنية الوحيدة بين أكبر 5 شركات عام 2001 أما في العام الجاري فإن 4 شركات من بين الـ 5 الكبار شركات تقنية، وهذا يدل على تحول واضح بالتجارة الإلكترونية وكذلك شركات التقنية، مع وجود اهتمام واضح من الحكومات بالاستثمار في هذه القطاعات، التي كانت سابقا بعيدة عن الاهتمام والاستثمارات». وأضاف أنه «مع تطور التقنيات أصبح هناك اهتمام واضح بهذا القطاع والاستثمار فيه، وآخره استحواذ أمازون على شركة سوق. كوم، وكان العرض المقدم مقابل هذا الاستحواذ هو 300 مليون دولار إلا أنه تم رفعه إلى 650 مليون دولار، وبالنسبة لشركات التجارة الإلكترونية الكبرى فالأفضل لها الاستحواذ على شركات ناجحة من إنشاء شركات جديدة. وقد لاحظنا أنه نتيجة الهدوء في الاقتصاد العالمي أصبح الاندماج أو لجوء الشركات إلى عمليات الاستحواذ وشراء الحصص أمرا حتميا، ما يؤكد أن عام 2017 سيكون عام الاندماجات والاستحواذات بالنسبة للشركات الكبرى المهتمة بالشركات التي لديها مستقبل في التقنية والتجارة الإلكترونية». وتابع أنه «كما لاحظنا أخيرا ميلاد منصة (نون. كوم) للتجارة الإلكترونية في نهاية العام الماضي، التي لديها أكثر من 20 مليون منتج وتتعامل بتكنولوجيا عالية وهي خدمة التوصيل في وقت قياسي لا يتجاوز 3 ساعات، إذ هناك تنافس كبير بين الشركات والحكومات على الدخول في هذا القطاع لما يحققه من أرباح سريعة ومن اهتمام المتعاملين، فمثلا 75% من المسافرين يحجزون تذاكرهم حاليا إلكترونيا». قال سامي القمزي، مدير عام اقتصادية دبي: «يؤكد استحواذ أمازون على موقع سوق دوت كوم على المكانة التي تتمتع بها إمارة دبي كونها منصة مثالية لمزاولة الأعمال ومركزاً استراتيجياً للوصول للأسواق العالمية، وترحب اقتصادية دبي بالشركات العالمية التي ترغب بمزاولة أعمالها في دبي والتوسع في المنطقة من خلال الإمارة. وسيكون للشركات الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا والابتكار كأمازون دور بارز في دعم النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تقدم حلولا تلبي الطلب المتنامي للتقنيات السحابية وتسريع مساهمة المشاريع الرائدة والابتكارات في تنمية وازدهار اقتصاد دولة الإمارات. ونتطلع في اقتصادية دبي إلى ما ستحققه من أثر إيجابي على المؤسسات الخاصة والعامة لدفع مساعي التحول إلى خدمات رقمية فعالة ومبتكرة، وأيضاً تسريع اعتماد الشركات الناشئة لهذه الخدمات المعاصرة وتحقيق النمو للشركات الصغيرة والمتوسطة. وأضاف القمزي: لقد ساهمت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار في استقطاب شركة أمازون للإمارات وافتتاح مكتب «أمازون لخدمات الإنترنت» بدبي الأمر الذي يؤكد على البيئة التجارية القابلة للنمو والازدهار في إمارة دبي وقدرتنا على جذب المزيد من الاستثمارات، كما ستحفز المزيد من الشركات على اعتماد التقنيات السحابية ودفع عجلة الابتكار وإطلاق عنان التنافسية في القطاعين العام والخاص. وسيكون لهذه الخدمات الدور الحيوي في تعزيز سبل الابتكار للثورة الصناعية الرابعة في دبي ودولة الإمارات. من جهته قال فهد القرقاوي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي: تعد دبي واجهة الاستثمار للراغبين من أصحاب الشركات ورجال الأعمال في استغلال الفرص التجارية المستدامة وتحقيق الأعمال التنافسية، وما تظهره دبي من ثقة متزايدة وديناميكية في مختلف القطاعات، سيعزز من مسيرة الإمارة ويولد المزيد من الاهتمام من قبل مجتمعات الأعمال والمستثمرين في جميع أنحاء العالم. وتعمل مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار ضمن استراتيجيتها إلى ترويج ودعم فرص الاستثمار الأجنبي المباشر لتسهيل نجاح ونمو وتوسع أعمال المستثمرين في إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة وعبر الأسواق الإقليمية والعالمية. حمدان بن محمد: صفقة الاستحواذ تعكس رؤية محمد بن راشد دبي (الاتحاد) قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي: &rlmإن صفقة استحواذ «أمازون» على «سوق دوت كوم» تعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، الذي أطلق «دبي للإنترنت» في 1999 واعتماد قانون التجارة الإلكترونية في 2002. وأضاف سموه في تغريدة على تويتر: إن الصفقة تعكس مكانة دبي كمركز إقليمي وعالمي لأكبر وأفضل الشركات وبيئة حاضنة لأفضل العقول والمواهب والمستثمرين ورواد الأعمال حول العالم. وقال سموه: يسعدنا أن تكون «سوق دوت كوم» قصة نجاح خرجت من دبي، ومستمرون في بناء شراكات مع المؤسسات المتوافق نهجها مع طموحات قيادتنا الرشيدة للمستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©