«سيتي هاي» أول مدينة تجارية على «الإنترنت» تنطلق من أبوظبي

تنطلق من أبوظبي، بنهاية العام الحالي، أول مدينة خدمية تجارية على شبكة الإنترنت، تتيح للمتسوقين القيام بعمليات البيع والشراء والحصول على الخدمة المطروحة بـ25 لغة، ومتوافرة في 62 دولة، بحسب محمد حداد الرئيس التنفيذي لشركة "ترست 300" المنفذة للمشروع. وقال حداد في تصريحات للصحفيين خلال اجتماع عقده بمقر الشركة بأبوظبي أمس، إن المدينة الافتراضية ستحمل اسم "سيتي هاي"، وستقام على مساحة 97 مليار قدم مربعة، بما يعادل مساحة 9 مدن عالمية كبرى. وتقدم المدينة 59 مزود خدمة ومنتجاً في عدة قطاعات، منها العقارات والأراضي والملاعب والملاهي وحدائق حيوانات والحدائق والمتاحف والمتاجر والبنوك ومحاكم عامة وهيئات طرق وأقسام شرطة وسوق للأوراق المالية. وأضاف حداد أن أبوظبي سجلت أول مواطنين في المدينة، من خلال أحد البنوك الكبرى بالإمارة واللذين قاما باستئجار 11 فرعاً لإجراء معاملات وخدمات بنكية للعملاء في المدينة، إضافة لأحد المتاجر الرئيسية والتي ستكون ضمن الشارع التجاري بالمدينة والذي تم تخصيصه للتسوق. ونوه حداد بأن المدينة تعد الأولى من نوعها في العالم، حيث يجري الانتهاء من البنية التحتية للربط الإلكتروني حالياً تمهيداً لإطلاقها نهاية العام الحالي، على أن يتم طرحها للاكتتاب العام في عام 2014 على غرار ما يحدث الآن مع تجربة موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". وأفاد بأن المدينة الإلكترونية الخدماتية "سيتي هاي"، ستتضمن مناطق متخصصة وأقساماً تجارية تتيح للمتعاملين إجراء عمليات البيع والشراء بسهولة، حيث سيسهل ذلك من الدخول والخروج من وإلى المدينة وبشكل أكثر احترافية من المواقع الإلكترونية التي تتيح خدمات التجارة الإلكترونية عبر عدد محدود من الخوادم، في حين تستخدم في "سيتي هاي" خوادم أكثر، تسهل سرعة النفاذ إلى الشبكة. وتوقع حداد أن يبلغ عدد سكان المدينة الإلكترونية "سيتي هاي" 12 مليون نسمة خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وقال "قمنا من أجل ذلك بالعمل على ثلاث مراحل أولاها افتتاح مكتب للشركة في مدينة حيدر آباد بالهند، وهي مدينة معروفة بأنها مركز إقليمي مهم في آسيا لجميع مجالات تقنية المعلومات عالمياً". وأضاف "وقعت (ترست 300) اتفاقيات مع عدد من بنوك الإمارات لتسهيل عمليات بيع منتجات المدينة إلكترونياً، كما تركز الشركة حالياً على دعم قسم التسويق والترويج والذي سيضم مكاتب في عدد من الدول مثل أميركا وبريطانيا ومصر والمغرب والإمارات". وذكر حداد أن الشركة تأسست عام 2008 برأسمال يقدر بنحو 10 ملايين دولار، ويجري العمل على زيادة رأس المال ليبلغ نحو 75 مليون دولار بنهاية العام الحالي. كما ستقوم شركة "نور كابيتال" بطرح أسهم مدينة "سيتي هاي" للاكتتاب بحلول عام 2014. وأوضح حداد أن إجمالي عدد مستخدمي "الإنترنت" بنهاية العام الماضي بلغ نحو 1?4 مليار نسمة، بينما وصل إلى نحو 958 مليون نسمة بنهاية عام 2010، بنمو بلغت نسبته 46%. وأشار إلى أن إجمالي عدد مستخدمي "الإنترنت" تضاعف بنسبة 350% خلال السنوات الأربع الماضية، حيث ارتفع إجمالي عدد مستخدمي الشبكة الإلكترونية من نحو 310 ملايين نسمة خلال عام 2008 إلى نحو 568 مليون نسمة بنهاية 2009 بنمو تبلغ نسبته 83%. وأضاف "عام 2010 سجل نمواً في عدد مستخدمي الإنترنت بنسبة 68% ليصل إلى 958 نسمة، وذلك مقابل مستخدمي الشبكة الإلكترونية في عام 2009". ولفت حداد إلى أن الدراسات الخاصة بمستخدمي "الإنترنت" أظهرت أن الجزء الأكبر من المستخدمين للمدن الإلكترونية يتوجهون لأنشطة الألعاب والترفية، وذلك ضمن شريحة عمرية تتراوح ما بين 10 سنوات إلى 15 سنة، بينما تهمل مدن التجارة الإلكترونية التعليم الإلكتروني، وهي التي اعتبرها حداد "تعطينا ميزة تنافسية سنحاول أن نفعل خدماتنا عبرها". وأظهرت نتائج دراسة قدمتها شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" أن حوالي 2% من استخدامات الإنترنت تختص بالتعليم، في حين أن حوالي 17% من المستخدمين يذهبون لتفضيل خدمات التواصل الاجتماعي ويذهب لمجالات الترفية والألعاب (games) ما نسبته 31%، ومجال الألعاب العامة 24% ومجالات تجارية أخرى حياتية حوالي 8% وما نسبته 4% على أنشطة التسلية وحوالي 15% فيما يخص مجالات الخيال (imaginations). وأشار حداد إلى أن أكبر نسبة عمليات استحواذ على الشركات جاءت في قطاع تقنية المعلومات، ضارباً أمثلة بشركات الياهو والجوجل والفيس بووك، مبيناً أن المستقبل القريب سيكون للقادرين علي التعامل مع التكنولوجيا المتطورة والمتلاحقة، كما أن الدراسات تشير إلى أن تطوير مصادر الإيرادات الخاصة بالحكومات والأجيال الجديدة يتوقف جزء كبير منها على الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات. وطالب الجامعات والجهات المختصة في العالم العربي ببذل الجهد في تثقيف الأجيال المقبلة والحالية في قطاع تقنية المعلومات واعتماده مرتكزاً رئيسياً في جميع مراحل التعليم، مشيراً إلى أن نسبة البطالة تشكل أحد أهم التحديات الكبري للدول العربية والتي يمكن لها أن تسهم بشكل فعال في سد فجوة ونقص الوظائف، الأمر الذي سيجعل "سيتي هاي" متفوقة على غيرها فيه، حيث يتوقع للمدينة أن توفر نحو مليوني فرصة عمل خلال السنوات الخمس الأولى من خلال دعم جميع الأطراف ذوي الصلة بموظفين لتسهيل عمليات البيع والشراء الإلكتروني.