الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تصاعد تمرد سلاح الجو وسيطرة المحتجين على شرق ليبيا

تصاعد تمرد سلاح الجو وسيطرة المحتجين على شرق ليبيا
24 فبراير 2011 00:32
دمرت طائرة حربية ليبية غرب بنغازي أمس، بعد قيام قائدها ومعاونه بالقفز منها بالمظلات رافضين أوامر عسكرية لقصف المدينة التي تعتبر مهد الاحتجاجات، حسبما أفادت صحيفة قورينا الليبية على موقعها على الإنترنت. في وقت تحدى فيه متظاهرون مناهضون للحكومة تهديدات الزعيم الليبي معمر القذافي وخرجوا أمس لليوم التاسع على التوالي، إلى شوارع بنغازي حيث هيمنت الاحتفالات على المدينة مطلقين الألعاب النارية ووزعوا الأطعمة، ابتهاجاً بانتصارهم على الأجهزة الأمنية. ووسط تقارير إعلامية عن أن المتظاهرين الليبيين المناهضين للحكومة تمكنوا من فرض سيطرتهم على مدينة طبرق ومنطقة شرق ليبيا. وتضاربت التقديرات لعدد الضحايا، حيث أفاد الطبيب الفرنسي جيرار بوفيه العائد لتوه إلى بلاده من بنغازي أمس، بأن المواجهات في هذه المدينة أسفرت عن «أكثر من ألفي قتيل»، فيما أعلنت إحدى زميلاته استقبال عشرات الجرحى في مستشفاهما بين الخميس والأحد الماضيين، بينما تحدث الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الإنسان عن سقوط 640 قتيلاً على الأقل بينهم 275 في طرابلس و230 في بنغازي أي أكثر من ضعف الحصيلة الرسمية التي تحدثت عن 300 قتيل، ضمنهم عسكريون . ونسبت “قورينا” الليبية إلى مصدر عسكري قوله إن طائرة تابعة للقوات الجوية الليبية تحطمت بالقرب من مدينة بنغازي بعدما خرج منها طياراها بالمظلات بعدما تلقيا أوامر بقصف المدينة. وأشارت الصحيفة في نسختها على الإنترنت، إلى المصدر وهو عقيد في قاعدة جوية قريبة من بنغازي قوله إن قائد الطائرة عطية عبد السلام العبدلي ومساعده علي عمر القذافي قفزا بالمظلات من طائرة روسية الصنع طراز سوخوي 22. وقالت الصحيفة إن الطائرة التي أقلعت من طرابلس سقطت بالقرب من مدينة أجدابيا التي تبعد 160 كيلومتراً جنوب غرب بنغازي. ولا تخضع بنغازي ومعظم المنطقة الشرقية لسيطرة طرابلس منذ الأسبوع الماضي. وفي كلمة أذاعها التلفزيون الليلة قبل الماضية هدد القذافي باستخدام العنف ضد الجماعات التي تتحدى حكمه. وأوضحت الصحيفة أن المقاتلة تحطمت “في منطقة خالية على ارتفاع 18 متراً من سطح البحر، غرب أجدابيا”. في باريس، أكد الطبيب بوفيه الذي عمل طوال عام ونصف العام في مركز بنغازي الطبي، في شهادة نشرها موقع مجلة “لوبوان” الأسبوعية على شبكة الانترنت، أن “بنغازي تعرضت للهجوم الخميس الماضي. وقد نقلت سيارات الإسعاف في اليوم الأول 75 قتيلاً، وفي اليوم الثاني 200 قتيل ثم أكثر من 500”. وأضاف هذا الطبيب الذي لم تتمكن وكالة فرانس برس من الاتصال به أمس، “في الإجمال، اعتقد أن أكثر من ألفي شخص قتلوا” في بنغازي، ثاني أكبر مدن البلاد، في الاحتجاجات التي بدأت في 15 فبراير الحالي. ولم يكن بوسع زميلته مديرة العناية الطبية في المستشفى نفسه باتريسيا فينيتا تأكيد الحصيلة التي طرحها الدكتور بوفيه. وقال حسام إبراهيم شريف مدير المركز الصحي في بنغازي إن نحو 320 شخصاً قتلوا بالمدينة التي قادت التحدي المتنامي لحكم القذافي الذي بدأ قبل 41 عاما للبلاد. من ناحيتها، صرحت سهير بلحسن رئيسة الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الإنسان ومقره باريس أمس، أن حصيلة القتلى بلغت 640 قتيلاً استناداً إلى “مصادر عسكرية” بالنسبة إلى طرابلس ومعلومات للرابطة الليبية لحقوق الإنسان بالنسبة إلى بنغازي ومناطق أخرى، مبينة أن هذه الحصيلة لا تشمل ضحايا في طبرق أقصى شرق البلاد حيث لم يحصل الاتحاد على معلومات دقيقة. وقالت إنه في بنغازي أحصى الاتحاد 230 قتيلاً “بينهم 130 عسكرياً أعدموا على أيدي ضباطهم لأنهم رفضوا إطلاق النار على حشود” المتظاهرين. وقال الاتحاد إن 275 شخصاً على الأقل قتلوا في العاصمة طرابلس، في حين أعلنت السلطات الليبية الرسمية الليلة قبل الماضية، مقتل 300 شخص منذ 15 فبراير الحالي، لدى بدء الاحتجاجات بينهم 111 عسكرياً. وبحسب الحصيلة الرسمية، فإن معظم الضحايا سقطوا في بنغازي (104 مدنيين و10 عسكريين)، والبيضاء (18 مدنياً و63 عسكرياً) ودرنة (29 قتيلاً مدنياً و36 عسكرياً)، وهي الأرقام الرسمية الأولى حول ضحايا التحركات الشعبية منذ 9 أيام. ووصف أحد سكان بلدة البيضا شرق البلاد، وهو يبكي، كيف استخدم الجيش الطائرات والدبابات لقتل 26 مواطناً ليلاً بينهم شقيقه في الثورة على الزعيم الليبي. وقال مرعي الماهري من قبيلة الأشراف الذي قال إن شقيقه يدعي أحمد الماهري إن الليبيين الآن “يخافون من ظلهم”. وقال لرويترز عبر الهاتف وهو يطلب المساعدة “هذا أسوأ مما يتخيله أحد.. هذا أمر لا يستوعبه بشر. إنهم يقصفوننا بالطائرات.. يقتلوننا بالدبابات”. واتهم الماهري القوات الموالية للقذافي بالقتل في شوارع البلدة الساحلية شرق بنغازي دون تمييز. وقال “انهم يطلقون النار عليك لمجرد السير في الشارع”. وفيما أعلن رئيس مؤتمر الشعب العام الليبي محمد بلقاسم الزوي أن “الهدوء عاد إلى معظم المدن الكبرى واستعادت قوات الأمن والجيش مواقعها”، ذكرت صحيفة قورينا الالكترونية أنه في صبراتة الواقعة على بعد نحو 80 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة، نشر الجيش عدداً كبيراً من الجنود بعد أن دمر المحتجون كل مكاتب الأجهزة الأمنية تقريباً. وأكد جنود أعلنوا عدم ولائهم للقذافي في طبرق لمراسل رويترز، أن شرق ليبيا لم يعد تحت سيطرة القذافي. وقال سكان طبرق إن المدينة في أيدي المواطنين منذ 3 أيام. وقالوا إن الدخان الذي يتصاعد فوق المدينة مصدره مستودع للذخيرة قصفته قوات موالية لأحد أبناء القذافي. ونقلت قناة “الجزيرة” الإخبارية أمس أن قوات الأمن اختفت من المشهد في طبرق المطلة على البحر المتوسط، وسط تقارير عن إعلان وحدات الجيش في المدينة أنها “لم تعد تخدم” الزعيم الليبي معمر القذافي”. وذكر ليبيون يقيمون في طبرق إن مسلحين أجانب لا يزالون في المدينة ويقيمون نقاط تفتيش ويشتبكون بين حين وآخر مع المتظاهرين. واحتشد المحتجون في الشوارع بنغازي أمس، ولوحوا بالأعلام ذات الألوان الأحمر والأخضر والأسود التي تعود إلى عهد ما قبل القذافي ووزعوا الحلوى والعصائر على السيارات المارة التي أطلقت أبواقها ابتهاجاً أيضاً. ورقص الناس وهللوا وعزفوا الموسيقى. وجرى إحراق سجن وتحطيم أبوابه ونوافذه بضواحي بنغازي وكتب باللون الأحمر”لا للتدمير..نعم للحرية”. وتوجهت شاحنات محملة بسلع تشير علامات عليها على أنها تبرعات الى وسط المدينة. وعلى الطريق إلى بنغازي دوت أصوات نوبات من إطلاق النار حول مدينة المرج شرق البلاد وحمل مبنى محترق كتب عليه “يسقط الطاغية”، أثار الانتفاضة. وعرضت تلفزيون “سكاي نيوز” البريطاني لقطة لصواريخ مضادة للطائرات فيما قال إنها قاعدة عسكرية مهجورة قرب مدينة طبرق. وحطم المحتجون في شوارع طبرق في جو احتفالي عصر أمس الأول، نصباً تذكارياً للكتاب الأخضر الذي ألفه القذافي. وقال اللواء سليمان محمود العبيدي إن الزعيم الليبي لم يعد موضع ثقة مضيفاً أنه قرر تحويل ولاءه بعد أن سمع أن السلطات أعطت أوامر بإطلاق النار على المدنيين في بنغازي. إلى ذلك، تجمع العشرات من أنصار الزعيم القذافي صباح أمس، في الساحة الخضراء بطرابلس غداة توجيه توجيهه كلمة تعليقاً على أسبوع من التظاهرات الداعية إلى رحيله. وفي الساحة الخضراء التي باتت نقطة تجمع أنصار القذافي منذ بدء الاحتجاجات، سارت بعض السيارات مطلقة العنان لأبواقها تحت المطر الغزير. ورفعت لافتة ضخمة تقول “سلطة الشعب أو الموت” في إشارة إلى الجماهيرية ونظام اللجان الشعبية الذي أنشأه القذافي العام 1977 بعد 8 سنوات على وصوله إلى الحكم. وتواجدت قوة صغيرة من الأمن وسيارتان أو 3 للشرطة وعدد من المدنيين المزودين ببنادق كلاشنيكوف. وفي سائر أنحاء المدينة، أغلقت أغلبية المتاجر أبوابها وتشكلت صفوف انتظار طويلة أمام المخابز ومحطات الوقود. وغابت الشرطة والجيش من حي قرقارش الذي يشمل السفارات في العاصمة، بعد أن انتشرت فيه أمس الأول.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©