الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شبه إجماع على رفض وثيقة تنظيم البث الفضائي العربي

25 ابريل 2008 02:10
شهدت جلسات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي السابع ،الذي اختتم أعماله أمس، جدلا حول تأثيرات التكنولوجيا على العمل الإعلامي في المنطقة، وتحولت آراء المشاركين في اتجاه معاكس لما نادت به جلسات اليوم الأول، حيث اعتبر المشاركون في أولى جلسات اليوم الثاني، أن وسائل الإعلام الحديثة لن تقضي على الوسائل القديمة وأن لكل منهما جمهوره وأهدافه، معتبرين أن الدمج بين آليات التواصل من خلال هذه الوسائل يمكن أن يؤدي إلى اجتذاب الأجيال الجديدة· وأخذ النقاش منحى آخر في الجلسة المخصصة لـ مناقشة '' وثيقة تنظيم البث والاستقبال الفضائي في المنطقة العربية'' واتسم الحوار بالحدة من قبل الحضور الذي ضم صحفيين وإعلاميين بالمحطات الفضائية التي وصل عددها إلى أكثر من 520 محطة، بينما كان عددها 12 محطة في العام ·1990 وقد اتفق أغلبية الحضور على ان الوثيقة، التي أقرت في فبراير الماضي في القاهرة عبر اجتماع استثنائي لوزراء الاعلام العرب، تحد من قول الحقيقة وتحد من الحريات، كما اتفقوا على ان وسائل الاعلام العربية لابد ان تتخلص من رأس المال الحكومي· وقال محموم شمام عضو مجلس إدارة الجزيرة ان غالبية وسائل الاعلام العربية ممولة بشكل مباشر من الحكومات معتبرا ان ''المال السياسي ينخر في جسد الاعلام العربي مثل السرطان·'' و قال حسام السكري رئيس، بي بي سي العربية إن الوثيقة جاءت كرد فعل على اتساع نطاق الحدود التي بدأت وسائل الإعلام تتعامل معها في العالم العربي، حيث تضمنت هذه الوثيقة وضع حدود وضوابط ومعايير بخصوص التعامل مع الشخصيات المسؤولة والأديان· واعتبر أن هذه الوثيقة لم تأت بجديد حيث إن الوسائل التي كانت تستخدم من قبلها مازالت مستمرة، موضحاً أنه قبل وبعد الوثيقة مازالت المكاتب تُغلق والأجهزة تُصادر وأطقم العمل تُمنع والتراخيص تُسحب، كما أصبحت هناك طرق جديدة في إعاقة حركة الأجهزة والمعدات· في حين ظهر صلاح الدين معاوي المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية في موقف مغاير بالنسبة للكثيرين الذين عارضوا الوثيقة· وعلى حد تعبير صلاح فإن المنطقة العربية هي ''الوحيدة في العالم التي تفتقد المعايير والضوابط مما أدى الى خرق الحدود'' ومن ثم فإن الوثيقة - في رأيه -''تعمل على تنظيم البث الفضائي'' مصادر الإعلام العربي وكانت فعاليات اليوم الثاني من منتدى الإعلام العربي قد بدأت جلسة بعنوان ''مصادر الإعلام العربي''، أدارتها خديجة المرزوقي المديرة العامة لقناة ''شوف تي في''· وتحدث فيها نايجل شابمن رئيس ''بي بي سي وورلد''·وتناول العلاقات المميزة بين بي بي سي والعالم العربي التي تمتد لنحو 70 عاما· وتحدث شابمن عن الدور المتغير للإعلام في مواكبة التقنيات لتلبية متطلبات الجمهور، وقال إن التطور المفصلي بدأ مع ظهور بث الأقمار الاصطناعية وثورة الإعلام الرقمي، وأدى ذلك إلى إحداث العديد من القضايا الإيجابية تتعلق بتوافر المعلومات وتعدد الخيارات لحصول الجمهور على الأخبار باللغة التي يفهمونها· الإعلام بين الحديث والقديم واعتبر المشاركون خلال الجلسة الثانية التي أدارتها ماريا معــلوف مذيعة إن بي إن اللبنانية، على طريقة الحوار التليفزيوني، أن الانترنت ووسائل الإعلام الحديثة لن تقضي على الصحف تماماً على الرغم من تقلص دورها· وفي مداخلته أكد نايجل بارسونز، المدير العام للجزيرة انترناشيونال، أن وسائل الإعلام الحديثة لن تقضي على الوسائل القديمة حيث إن لكل منهما جمهوره المختلف وأهدافه المختلفة، معرباً عن اعتقاده بأن محطات الإذاعة والتلفزة المحلية يمكن أن تعزز عمل ووجود الشركات ومحطات الإذاعة والتلفزة العالمية ، مستبعداً أن تكون الأخيرة تشكل تهديداً للأولى ، موضحا أن الناس يهتمون أكثر بما يحدث لهم على المستوى المحلي أكثر مما يحدث في العالم· بدوره قال حسام السكري، رئيس ''بي بي سي'' العربية، إن هناك تغيرا في طبيعة استخدام وســائل استقبال المعلومات، معتبراً أن الأجيال الجديدة يمكن أن تستخدم عدة وسائل استقبال في وقت واحد مع التطور الكبير الذي يمكن أن تتيحه الوسائل الحديثة التي يمكن أن توفر خدمات تفاعلية بالإضافة إلى خدمات أخرى، موضحاً أنه في عالم الكمبيوتر والانترنت والشبكات أصبحت الأدوات المستخدمة التي يستعملها مستخدمو المعلومة أقرب كثيراً إلى الاتصال المباشر · وكذلك العلاقة بين منتج المعلومة ومتلقيها· و أدارت الإعلامية شدا عمر المذيعة في المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBC) جلسة ''التحديات والفرص المتاحة أمام الإعلام العربي في عصر التقنيات الجديدة التي تحدث فيها كل من الدكتورة نجاة رشدي، المنسق الإقليمي ، البرنامج الإنمائي التابع لمنظمة الأمم المتحدة (UNDP) و الإعلامي الهندي البارز إم· جيه أكبر رئيس تحرير مجلة كوفرت، والسيد خلدون طبازة، رئيس شركة ريادة فنتشرز، والدكتور حمد بن إبراهيم آل عمران، رئيس تحرير مجلة المعلوماتية· وتطرق المتحدثون إلى جملة من الموضوعات المهمة مثل إقبال جمهور الشباب على تطبيقات الوسائط المتعددة والتقنيات الجديدة في مجال الاتصال النقال والانترنت، والهامش الكبير الذي لا تزال حلول تكنولوجيا المعلومات تتيحه لوسائط الإعلام· وطالبت نجاة رشدي بضرورة إيجاد الأطر التنظيمية التي تحكم وسائل الإعلام الجديد محذرة من مخاطر سوء استخدام تلك الوسائل من قبل بعض العناصر المتطرفة في الترويج لأفكار هدامة أو محتوى ينافي الأخلاق والقيم أو استخدامها في تتبع المعلومات الشخصية للأفراد، مشددة على أهمية دور التربية والتوعية في هذا الخصوص· من جانبه، رأى خلدون طبازة أن وسائل الإعلام العربي التقليدية لن تكون قادرة على مواكبة التطورات التقنية المتلاحقة وربما تحقق خسائر مادية كبيرة ستكون سببا مباشرا في العديد من الاندماجات لتفادي تلك الخسائر· شهدت الجلسة الأخيرة من فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي والتي عقدت بعنوان ''الحرية الجبهة الجديدة للإعلام الإلكتروني العربي'' مشاركة واسعة من قبل المتحدثين والحضور اللذين أكدوا على التحول الذي يشهده الإعلام الإلكتروني كمنبر حيوي ظهرت من خلاله نخب من المهارات المبدعة في الكتابة والتعبير· وأدار الجلسة حسام السكري رئيس بي بي سي العربية· وتحدث فيها كل من هاني شكر الله المدير العام لمؤسسة هيكل للصحافة وتحسين خياط رئيس مجلس إدارة تلفزيون ''الجديد'' وآني نيلسون أستاذة مساعدة في قسم الإعلام الدولي في جامعة كولومبيا·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©