الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة: أحمد بن زايد فاز بخاتمة الشهداء والذكر الطيب في الدنيا

3 ابريل 2010 00:48
قال خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس، إن الله تعالى ختم حياة الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان في هذه الدنيا بخاتمة الشهداء الأبرار، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله “والغريق شهيد”. وأكدوا أن مقام الشهداء هذا “مقام رفيع عند الله تعالى في الدنيا والآخرة، فرحمه الله رحمة واسعة”، منوهين إلى ما تركه المغفور له وراءه من آثار طيبة وأعمال صالحة خيرة داخل الدولة وخارجها. وأشار الخطباء إلى أن الإمارات أصيبت بفقد أحد أبنائها البررة المغفور له بكرم الله تعالى الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان تغمده الله بواسع رحمته، الذي نشأ رحمه الله على حب هذا الوطن والعمل من أجله وحب الخير للناس والإحسان إليهم متبعاً في ذلك نهج والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. ورفع الخطباء خالص العزاء وصادق المواساة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ونائبه وإخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين وجميع آل نهيان الكرام وشعب الإمارات، في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، متضرعين إلى الله سبحانه وتعالى بأن يتغمد الفقيد واسع رحمته. ودعا أئمة المساجد في الخطبة الموحدة، إلى الإيمان بالقضاء والقدر التي جعلها الله تعالى من أركان الإيمان، كما جاء في الحديث “الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره”. وأضاف الخطباء أن الإيمان بالقدر يقود الإنسان إلى التسليم الكامل لإرادة الله تعالى، والرضا عن أمر الله عز وجل، قال تعالى “ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير”، وقال صلى الله عليه وسلم “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم”، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه”. وتابع الخطباء، إن الإيمان بقدر الله تعالى يستلزم الصبر على البلاء، فالله عز وجل يبتلي عباده ليرفع مقامهم عنده، قال صلى الله عليه وسلم “إن من أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”. وأوضح الخطباء أن البلاء إذا أصاب أحداً من العباد فلا راد لقضاء الله، ولا مبدل لحكمه، قال الله تعالى “وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير”، مبينين أنه من الحكمة أن يواجه المسلم البلاء والشدائد بالصبر والتحمل، لأنه بذلك يحول المنع إلى عطاء، والمحنة إلى منحة، فالصبر مطلب ضروري لتحقيق الطمأنينة في الدنيا، ونيل الجزاء العظيم والفوز المبين في الآخرة، وقد أمرنا ربنا جل في علاه بالصبر في كتابه المبين، قال سبحانه “واصبروا إن الله مع الصابرين”. ولفت الخطباء إلى أن الله جل جلاله وعد الصابرين بأجر لا يعلمه إلا هو، قال سبحانه “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”، وأوجب عز وجل محبته للصابرين فقال “والله يحب الصابرين”. وقد أعد الله تعالى للصابرين بيت الحمد في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا مات ولد العبد قال الله سبحانه وتعالى للملائكة: أقبضتم ولد عبدي؟ قالوا: نعم. قال: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ قالوا: نعم. قال: فما قال؟ قالوا: استرجع وحمدك، قال: ابنوا له بيتاً في الجنة، وسموه بيت الحمد”. وذكر الخطباء أن الأنبياء عليهم السلام أبتليوا فصبروا واحتسبوا، وكان من قولهم “فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون”، وقولهم “إنما أشكو بثي وحزني إلى الله”، وابتلي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بفقد أولاده في حياته، ولما مات ولده إبراهيم قال “إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا”. وأوضح الخطباء أن مما يعين على الصبر والتسليم لقضاء الله وقدره اليقين بما عند الله وأنه سبحانه لا يريد بالعبد إلا خيراً، قال صلى الله عليه وسلم “ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة”. وأن الله تعالى سيجعل بعد العسر يسرا، وبعد الكرب فرجا، وبعد الضيق مخرجا، وسيجزي الصابرين بأحسن الجزاء، وسيعوضهم على صبرهم خيرا عظيما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله، إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها”. وختم الخطباء بالدعاء للشيخ أحمد بن زايد آل نهيان بالمغفرة والرحمة والعفو وإكرام نزله ووسع مدخله. كما دعوا الله تعالى بأن يغسله بالماء والثلج والبرد، وينقيه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، ويبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه، ويدخله الجنة ويقه فتنة القبر، وينجه من النار، ويرزق أهله الصبر والسلوان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©