استمرار تداعيات المد الأحمر ونفوق مزيد من الأسماك على شواطئ رأس الخيمة

تسبب المد الأحمر الذي ضرب شواطئ رأس الخيمة خلال الأيام الماضية في عزوف مئات الصيادين عن الخروج للبحر، فيما تكدست كميات من الأسماك النافقة على شواطئ منطقة الجزيرة الحمراء. وترافق ذلك مع خلو أسواق الإمارة من العديد من أنواع السمك أمس، في وقت عزف فيه المواطنون والمقيمون عن الشراء، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في أسعار السمك. وانبعثت روائح كريهة من البحر في كل مناطق رأس الخيمة، ما اضطر كثيرون إلى الابتعاد عن المناطق القريبة من البحر. وقال مواطنون إن تكرار ظهور المد الأحمر عدة مرات خلال هذا العام يؤكد أن هناك شيئاً غريباً في البحر. واستذكر الصياد علي محمد موجات المد الأحمر التي شهدتها رأس الخيمة خلال السنوات الماضية بأنها كانت قليلة جداً ولا يشعر بها المواطنون ممن لا يرتادون البحر. وأضاف أن تكرار هذه الظاهرة يهدد المخزون السمكي في الإمارة. «فقبل أقل من شهر اضطر المسؤولون لإغلاق محطة غليلة لتحلية المياه بسبب المد الأحمر، واليوم امتنع العديد من الصيادين عن ارتياد البحر لنفس السبب». وقال عبدالرحمن محمد إن الصيادين اضطروا خلال الأسابيع الماضية للصيد خارج المياه الإقليمية للدولة على مسافة تزيد عن 50 كيلومتراً، هرباً من التلوث. وقال تجار في سوقي رأس الخيمة والمعيريض إن الكميات الموردة إلى الأسواق من الصيادين تراجعت بنسبة 70% أمس، وهو ما ترافق مع ضعف الإقبال على الشراء من جانب المستهلكين. وقال محمد دالي إن سعر الكيلوجرام من سمك الهامور تراجع إلى 20 درهماً، فيما سجلت أسعار الجش والسمان وسعري والكنعد تراجعاً وصل إلى 10 دراهم للكيلوجرام. وأشار حميد خان التاجر بسوق رأس الخيمة إلى أن هناك تخوفاً من أن تكون الأسماك المعروضة للبيع ملوثة بالمد الأحمر. وتابع «اضطررنا في نهاية اليوم للبيع بأسعار أقل من سعر الشراء للتخلص من الكميات التي حصلنا عليها من الصيادين»، متوقعاً أن يستمر انخفاض الأسعار خلال الأيام القادمة لحين انتهاء هذه الظاهرة. إلى ذلك، طالب الدكتور سيف الغيص المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة برأس الخيمة وأستاذ الأحياء البحرية في جامعة الإمارات بزيادة الدعم المخصص لإجراء مزيد من الدراسات حول الظاهرة التي تكررت بصورة ملحوظة على شواطئ الدولة خلال الأشهر الماضية. وقال الغيص «حان الوقت لبحث إمكانية استزراع طحالب بحرية، للتقليل من تأثير الهوام البحرية المسببة للمد الأحمر (..) يمكننا بمزيد من البحث تحويل المشكلة إلى ظاهرة إيجابية»