الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الطاقة الذرية»: إيران نصبت أجهزة طرد مركزي متطورة

21 فبراير 2013 23:31
أحمد سعيد، وكالات (عواصم)- أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير لها أمس أن إيران بدأت بنصب أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا في موقع نطنز مطلع فبراير، مؤكدة إغلاق طهران لمفاعل بوشهر النووي. بينما حذر سفير إيران في الأمم المتحدة محمد خزاعي من أن تزايد الضغوط الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي، قبل أيام من جولة جديدة من المفاوضات في كازاخستان الثلاثاء المقبل، حيث تعتزم مجموعة دول (5+1) تقديم عرض “مهم” لإيران أثناء المحادثات التي ستجري في المآتا بكازاخستان، والتي قالت موسكو أنها لا تتوقع التوصل إلى “حلول اختراقية ومثيرة” في اجتماع السداسية بالمآتا. وجاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الفصلي الذي نشر أمس “لاحظت الوكالة في 6 فبراير أن إيران بدأت نصب أجهزة طرد مركزي من نوع آي-آر-2 إم”، في نطنز مضيفا “أنها المرة الأولى التي تنصب فيها أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا من آي-آر-1” في الموقع”. وفي 13 فبراير أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية فريدون عباس دواني أنه بدأ بنصب هذه التجهيزات الجديدة وهو ما لم تؤكده الوكالة. وقال تقرير الوكالة إن إيران أغلقت مجددا محطتها للطاقة النووية في بوشهر. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها غلق المحطة منذ شهر أكتوبر الماضي، وفي ذلك الوقت، نفى مسؤولون إيرانيون وجود مشاكل فنية في المحطة الوحيدة للطاقة في البلد، ولكن دبلوماسيين غربيين أعربوا عن قلقهم إزاء سلامة المحطة. ولم تقدم الوكالة الذرية سببا وراء إغلاق محطة بوشهر مرة أخرى .وأشار تقرير الوكالة الذرية من جهة أخرى إلى الطريق المسدود الذي وصلت إليه محادثاتها الأسبوع الماضي، لم يكن من الممكن إنجاز وثيقة المقاربة المنظمة أو البدء بعمل فعلي في هذا الاتجاه”. وقال أحد الدبلوماسيين إن إيران ربما تكون قد تحركت بالفعل لتركيب عشرات من الأجهزة الجديدة في منشأتها الرئيسية لتخصيب اليورانيوم بالقرب من بلدة نطنز وسط إيران، لكنها لم تصبح بعد في وضع التشغيل. وذكر دبلوماسيون أن إيران جاهزة فنيا للتوسع بشكل كبير في منشأتها النووية تحت الأرض في فوردو التي تعمل حاليا بربع طاقتها فقط، وهو يسلط الضوء أيضا على تجاهل إيران للمطالب الدولية بكبح برنامجها النووي. وقال دبلوماسي غربي “التخصيب مستمر، لكنهم استأنفوا أيضا انتاج ألواح الوقود لمفاعل طهران البحثي، وبالتالي فقد عوض هذا جزءا من مخزون اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 20%”. وأضاف “أعتقد أنه ستحدث رغم ذلك زيادة بسيطة في مخزون اليورانيوم المخصب إلى 20%”.وقال دبلوماسي آخر إنه لا يعتقد أن إيران قامت “بحملة تحويل هائلة”، وإنه لا يزال من الممكن أن يزيد المخزون كثيرا رغم أنه ربما يكون بوتيرة أبطأ مما لو كانت لم تنتج أي وقود. وقال مبعوث غربي “الإيرانيون لا يريدون التحرك قيد أنملة”. من جهة أخرى قال خزاعي الذي كان يتحدث في الجمعية الآسيوية (إيجيا سوسايتي) في نيويورك إن بلاده تريد التفاوض، لكنه انتقد استراتيجية الغرب بفرض عقوبات بموازاة الحوار. وأضاف أن “المزيد من الضغوط سيفضي إلى المزيد من الريبة وسيدفع إيران إلى فقدان الأمل في تسوية تفاوضية”. وأكد أنه “طالما تخضع إيران لضغوط، وطالما هناك سيف مسلط على أعناقنا لنتفاوض، فهذا ليس تفاوضا ولا يمكن للإيرانيين القبول بذلك”. وقال خزاعي أيضا إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلنت “حربا اقتصادية” على إيران. وصرح دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته، للصحفيين في لندن أن القوى الكبرى ستقدم لإيران عرضا يتضمن “عناصر جديدة مهمة” أثناء المحادثات المقبلة. وقال “سنأخذ العرض معنا، ونعتقد إنه عرض جدي وجوهري ويحتوي على عناصر جديدة مهمة”. لكنه رفض تقديم إي إيضاحات حول العرض الجديد. وقلل الدبلوماسي الغربي من فرص حدوث انفراج فوري في المحادثات النووية مع إيران. وقال “نحن نقترب من المحادثات بروح من الاستعجال، ولكن لا تصل إلى درجة الاستعجال المفرط”. وأضاف أن العقوبات لا تضمن استجابة إيجابية من الإيرانيين في المحادثات. وذكر أن “أجهزة الطرد المركزي لا تزال تدور، بينما العقوبات لا تزال تؤثر” على إيران. وفي السياق قال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي أمس في عاصمة البرازيل برازيليا، إن وزارة الخارجية الروسية لا تتوقع التوصل إلى حلول اختراقية ومثيرة في اجتماع السداسية بالمآتا. وأوضح “لن نشهد حلولا اختراقية وقرارات شاملة ونتائج مثيرة من وجهة نظر التسوية العامة، لكن في حال التوصل إلى تقدم ملموس في المسار المطلوب، سيكون بإمكاننا القول إن اجتماع المآتا لم يذهب سدى”. ومضى قائلا “نحن نعول على أن يصل الجانب الإيراني إلى المآتا أكثر استعدادا لتلمس أرضية مشتركة وليس تكرار ما هو معروف جيدا، وسيكون موقف السداسية كذلك تماما”. وبحسب ريابكوف فإن موقف السداسية لم يطرأ عليه تغير من حيث الجوهر، لكن ترتيب مكونات الموقف وتلوينه ولهجته قد تختلف عما هو عليه سابقا، وذلك لتحفيز العملية. وأضاف في الوقت ذاته، أنه لن تقدم اقتراحات مبدئية جديدة. ومن جهة أخرى أشار ريابكوف إلى أن روسيا لن تعارض إجراء حوار مباشر شفاف بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أنها تعرف أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق كهذا. ولفت إلى أنه “حتى وجود مثل هذا الحوار لا يعني التخلي عن السداسية”. وذكر أن السداسية إطار مجرب، ولا يريد أي أحد التخلي عنه. من جهته رأى توماس بيكرينج مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق أن اختبار القوة مع إيران “لم يصل إلى مرحلة حاسمة”. وأضاف “هناك 3 عقود من انعدام الثقة وسوء الفهم بين الولايات المتحدة وإيران، وهذا أمر جدي، وكان هناك الكثير من الكلام الحاد عن حرب”. وقال إن محادثات كازاخستان ستكون “خطوة جديدة مهمة على طريق طويلة وصعبة لإيجاد حل”. ودعا الجانبين إلى “اتخاذ خطوات لبناء الثقة”. وكانت طهران رفضت العرض بتخفيف العقوبات على تجارة الذهب، ووصفته بأنه غير مقبول وينظر إلى قدرتها على تقديم تنازلات مهمة على أنها محدودة. غير أنها استأنفت العمل في تحويل كميات صغيرة من اليورانيوم عالي التخصيب إلى وقود، وهو إجراء سيبطئ من تراكم مخزوناتها، التي يمكن إذا تم تخصيبها لدرجة نقاء أعلى، أن تستخدم في صنع أسلحة. إلى ذلك أعلن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أمس أن بلاده ستدشن صواريخ متطورة (جو-جو)، وصواريخ (أرض-جو) ذات مديات بعيدة وتقنية عالية في إصابة الأهداف المعادية والانفلات من الرادارات المعادية. وقال للصحفيين “في المستقبل القريب سيتم الإعلان عن افتتاح عدد من المشاريع العسكرية لتعزيز المنظومة الدفاعية الإيرانية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©