الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قتيلان و26 جريحاً بهجوم على محتجين في صنعاء

قتيلان و26 جريحاً بهجوم على محتجين في صنعاء
24 فبراير 2011 00:37
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل محتجان يمنيان وأُصيب 26 آخرون بجروح برصاص وهراوات مسلحين هاجموا منتصف الليلة قبل الماضية، الآلاف من المعتصمين قبالة جامعة صنعاء، فيما دعا وزير يمني، أمس، الرئيس علي عبدالله صالح إلى التنحي مبكرا عن الحكم بـ”الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة”، وذلك بالتزامن مع إعلان سبعة نواب يمنيين استقالاتهم من الحزب الحاكم. وقال شهود عيان لـ(الاتحاد) إن “مسلحين من أنصار حزب “المؤتمر” الحاكم هاجموا بالأسلحة النارية والهراوات والخناجر المعتصمين الشباب قبالة جامعة صنعاء ما أدى إلى سقوط قتيلين والعشرات من الجرحى”. وأوضح شهود العيان أن تبادل إطلاق نار اندلع بعد ذلك بين المهاجمين ومسلحين من رجال القبائل الذين كانوا قد انضم مساء الأربعاء إلى الاعتصام الذي بدأ منذ الأحد الماضي. وذكر أحد الشباب المعتصمين أن قوات الأمن التي كانت ترابط في جادة “القادسية”، على بعد 500 كم من مكان الاعتصام، منعت عمليات إسعاف المصابين، كما اعتقلت عددا من الشباب المعتصمين الذين لاذوا بالفرار من ساحة الاعتصام تخوفا “من تجدد الاعتداءات على المعتصمين”. وقال المسؤول الإعلامي لقيادة الاعتصام حسن لقمان لـ«الاتحاد» إن الهجوم أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 26 آخرين، بينهم أربعة أصيبوا بطلقات نارية، فيما أصيب الآخرون بهراوات وخناجر من أسماهم بـ”بلاطجة النظام”، مشيرا إلى أن قيادة الاعتصام “تدرس حاليا إقامة مراسيم تشييع لائقة بالشهيدين”. وبمقتل هذين المحتجين، يرتفع إلى 18 عدد قتلى الاحتجاجات الشبابية في اليمن المتصاعدة منذ 11 فبراير الجاري، حسب إحصائية خاصة بـ(الاتحاد). وفيما يتعلق بالإجراءات المتخذة من قبل المعتصمين، قبالة جامعة صنعاء، لتلافي تكرار ما حصل، قال لقمان :” ليس لنا أي إجراءات.. نحن شباب عزل معتصمون نطالب برحيل النظام” الحاكم. وأضاف “نحن شباب لا نتبع حزب (المؤتمر) أو أحزاب (اللقاء المشترك) المعارضة وسيستمر اعتصامنا حتى وإن اتفقت الأحزاب السياسية”.وكان ستة أعضاء في هيئة “علماء اليمن” انضموا إلى المعتصمين الذين أمضوا ليلتهم الثالثة على التوالي قبالة جامعة صنعاء. وقال عضو الهيئة علي القاضي “نطالب بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية ونطالب بحماية المتظاهرين ومحاسبة المعتدين”، معتبرا أن “المظاهرات جائزة ما دامت سلمية”، حسب وكالة فرانس برس. وغداة الهجوم على المعتصمين، شددت السلطات الأمنية اليمنية إجراءاتها حول ساحة الاعتصام، وأقامت حواجز بشرية من الجنود لتفتيش جميع المواطنين المتجهين نحو المتظاهرين، الذين كانوا يرددون “بحماس شديد” هتافات مناهضة للرئيس صالح، خصوصا مع إطلاقهم اسم “ساحة الحرية” على الساحة التي يعتصمون فيها. وانتشرت قوات مكافحة الشغب اليمنية وناقلات الجند في الشوارع المحيطة بساحة الاعتصام، ومنعت بعض هذه القوات العشرات من المواليين للرئيس صالح، والمطالبين بالتغيير السلمي، من الوصول إلى المعتصمين.وقال مصدر أمني ميداني لـ(الاتحاد) إن هذه الإجراءات المشددة “ستستمر لحماية المعتصمين حتى ينفض الاعتصام”. كما شكلت الحكومة اليمنية لجنة خاصة للتحقيق في هذا الهجوم, حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، نقلا عن مصدر مسؤول برئاسة الوزراء. وقال المصدر: “تم تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات هذا الحادث تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق من سيثبت تورطه بارتكاب هذا الفعل الإجرامي الذي يتنافى مع الديمقراطية وحرية التعبير السلمي عن الرأي”. وعلى صعيد متصل، أعلن سبعة نواب يمنيين استقالاتهم من عضوية حزب “المؤتمر” الحاكم “احتجاجا على “أساليب الحكومة في قمع المتظاهرين”. وقال النائب البرلماني عبدالعزيز جباري، لـ(الاتحاد) “استقلت أنا وستة آخرين من حزب (المؤتمر) احتجاجا على أساليب الحكومة في قمع المتظاهرين”، واصفا هذا الأساليب بـ”غير اللائقة”. وأوضح أن استقالاتهم جاءت أيضا على خلفية عدم توصل الفرقاء السياسيين إلى اتفاق، في إشارة إلى تعثر الحوار الوطني بين حزب المؤتمر وتكتل اللقاء المشترك المعارض، مشيرا إلى أن نواب المؤتمر المستقيلين “سيشكلون كتلة برلمانية خاصة بهم ولن ينضموا إلى كتلة المستقلين” في البرلمان الذي يسيطر الحزب الحاكم على أكثر من ثلثي مقاعده الـ301. إلى ذلك، دعا وزير السياحة اليمني نبيل الفقيه الرئيس علي عبدالله صالح إلى التنحي مبكرا عن الحكم بعد”الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة” تجرى قبل نهاية العام الجاري 2011 . وقال الفقيه، في مقال صحفي نشرته صحيفة “السياسية” الحكومية، أمس الأربعاء، “إن الجميع ينتظر دائما قرارات” الرئيس صالح “الحكيمة” من أجل “إنقاذ اليمن”، معتبرا إن صالح لا يزال “متربعاً على قلوب الكثير من أبناء الشعب اليمني حتى عند “معارضيه” لعلمهم أن البدائل محدودة”. وأشار إلى أن توجيهات الرئيس صالح الحكيمة لن تجدي نفعاً “فالشعب لم يَعُدْ لديه من الصبر ما يجعله ينتظر نتائج الخطط والبرامج” الحكومية، و”لم يعد لديه القدرة على التفكير في صوابية النتائج ونجاعتها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©