رضا سليم (دبي)- سجل دوري الخليج العربي لكرة القدم أكبر فترة توقف هذا الموسم، والتي وصلت إلى 27 يوماً، ليكون التوقف الخامس على مدار الموسم?,? سواء توقفات طويلة أو قصيرة، وكانت التوقفات السابقة مرتبطة بالمنتخب?،? لكن هذه المرة ارتبط بالأندية المشاركة في البطولتين الآسيوية والخليجية وأيضاً المنتخب الذي يستعد لخوض آخر مباراة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس آسيا بأستراليا 2015.
وجاء التوقف الأول بعد الجولة الثالثة واستمر لمدة 21 يوماً، بينما التوقف الثاني جاء بعد الجولة السادسة وسجل 22 يوماً، ثم توقفات قصيرة المدى لمدة 8 أيام بعد الجولة التاسعة و6 أيام بعد الجولة الـ 14 ثم الأخير بعد الجولة الـ 19، والتوقف السادس والأخير سيكون بعد الجولة 23 لمدة 15 يوماً ليصل مجموع أيام التوقف طوال الموسم 99 يوماً.
المثير أن جميع الشهور الماضية لم تخل من التوقف، ولم تستمر المسابقة لمدة شهر، التوقف الأول من 27 سبتمبر إلى 19 أكتوبر، والثاني من 31 أكتوبر إلى 23 نوفمبر، والثالث من 5 ديسمبر إلى 14 ديسمبر والرابع من 9 يناير إلى 17 يناير والخامس من 21 فبراير إلى 21 مارس، ولم تضر التوقفات القصيرة الأندية نظراً لأن هناك مسابقات أخرى أقيمت فيها.
هناك 5 أندية ليس لها علاقة بالتوقف وهي المشاركة على المستوى الآسيوي والخليجي وهي الأهلي والعين والجزيرة في الآسيوية والشباب والنصر في الخليجية، بينما دخلت 9 أندية التوقف بشكل رسمي.
تباينت الآراء من مسؤولين ومدربين وإداريين عن التوقف هذه المرة، البعض انتقده بشدة والبعض الآخر اعترف بحاجة الأندية إلى التقاط الأنفاس خاصة أن الأسابيع الماضية كانت مضغوطة بالإضافة إلى علاج المصابين استعداداً لجولات الدوري المتبقية، والمعارضون له يؤكدون أن الأندية تتضرر سلبياً، طالما أنها لا تلعب خارجياً، وهو ما يضر بشكل المسابقة، بجانب أن زمن التوقفات الطويلة انتهى والأندية تحتاج إلى إعداد جديد لأنها تتأثر فنياً وبدنياً.
استطلعنا رأي الأندية التسعة التي ليس لها مشاركات خارجية لمعرفة رأيها في التوقف الطويل، والحلول المقترحة للوصول إلى علاج لهذه التوقفات الطويلة، والتي تركزت على إلغائها وتأجل مباريات الأندية التي تشارك خارجياً، سواء على المستوى الآسيوي أو الخليجي، خاصة أن الدوريات المجاورة لم تتوقف كل هذه الفترات واستشهد البعض بالدوريات الأوروبية وكيف لا يتأثر أي دوري بإقامة دوري أبطال أوروبا أو بقية المسابقات القارية.
بداية إعداد
وصف عدد من مسؤولي الأندية التوقف بأنه بداية إعداد لموسم جديد، وهو ما دفع بعض الفرق للخروج في معسكرات خارجية والبعض الآخر في معسكرات داخلية، ففرق مثل عجمان ودبي ستتجه إلى الدوحة، والشارقة إلى رأس الخيمة والشعب إلى أبوظبي وغيرهم بالإضافة إلى أن جميع الفرق ستلعب مباريات ودية ما بين مباراتين إلى 3 مباريات، بحثاً عن العودة القوية وتجاوز التوقف الطويل الذي يؤثر بالسلب على مستوى اللاعبين الفني والبدني، وقبل الإعداد من جديد اضطرت إلى منح لاعبيها أجازات تراوحت ما بين 3 و4 أيام، حيث تجمدت الحياة بالأندية في منتصف الموسم.
سلبيات كثيرة
من جانبه، قال عدنان الزعابي، مشرف فريق الإمارات: إن توقف الدوري لفترة طويلة له سلبيات كثيرة و«سلاح ذو حدين» فإما أن تستفيد منه الفرق، لاسيما تلك التي تحتاج لإعادة ترتيب الأوراق، أو أن يأتي التوقف بالسلب على بعض الفرق بالذات التي كانت تسير بشكل إيجابي من خلال النتائج والأداء.
وأضاف: «بشكل عام التوقف يضر بجميع الفرق، لأنها ستكون مطالبة بالاستعداد من جديد لمرحلة ما بعد التوقف، مشيراً إلى أنهم في فريق الإمارات سيواصل التدريبات اليومية مع زيادة الجرعات التدريبية، من أجل محافظة اللاعبين على لياقتهم ونشاطهم وأن لا يكون هناك تراخ أو كسل من اللاعبين، خاصة أن الفريق مقبل على مباريات مهمة بعد التوقف.
وأكد الزعابي أن الفريق يستغل فترة التوقف بخوض مباراتين وديتين من أجل المحافظة على الجاهزية الفنية للفريق، وبالتالي استمرار مستوى اللاعبين للمباريات المقبلة، حيث ستكون المباراة الأولى مع الشارقة يوم 8 مارس في الشارقة، بينما ستكون المباراة الثانية مع فريق كوزمس الأميركي يوم 16 مارس في رأس الخيمة، وقبلهما سيخوض الفريق مباراة في كأس المحترفين أمام الظفرة، وفي تصوري أن هذه مباريات كافية للفريق لاستمراره على نفس المستوى ولا يهبط جراء ابتعاد اللاعبين عن المباريات.
أخف ضرراً
ويرى الزعابي أن قصر التوقفات أنسب للجميع من طولها، لهذا أتمنى من القائمين على كرة الإمارات النظر من جديد في فترات التوقف الطويلة التي تعتبر سلبية تماماً، وبالتالي قصر فترات التوقف إذا كان لابد منها أخف ضرراً على الأندية.
وأضاف: «بالتأكيد نحن لسنا ضد التوقف، خاصة إذا كان في مصلحة كرة الإمارات التي تهمنا في المقام الأول لكننا ضد التوقف الطويل الذي يتطلب إعداد جديد ومصاريف كبيرة، بالذات إذا فكرت الفرق في إقامة معسكرات لفرقها التي بعضها قادر على ذلك والبعض الآخر إمكانياته المادية لا تسمح له بذلك كحالنا نحن في نادي الإمارات الذي قد يؤثر علينا التوقف، ومع ذلك سنحاول قدر استطاعتنا المحافظة على استقرار مستوى اللاعبين من خلال التدريبات اليومية والمباريات الودية التي سيخوضها الفريق.
أثر سلبي
من جانبه، اعتبر عبدالله سالم، مدير فريق الوحدة، أن التوقف الحالي لبطولة الدوري يضر بالأندية التي ليس لديها استحقاقات خارجية وهذا أمر طبيعي في كرة القدم، حيث يمثل توقف أية مسابقة لفترة طويلة سلبية كبيرة للمسابقة والمنافسين فيها. وقال: «الأكيد أن الأندية المشاركة في البطولتين الآسيوية والخليجية مستفيدة من هذا التوقف بعكس الأندية الأخرى، والوحدة بشكل خاص من الأكثر تضرراً، حيث صعد مستوى الفريق كثيراً في الفترة الأخيرة، وسيكون بعيداً عن اللعب التنافسي لفترة طويلة وهذا له أثره السلبي على لياقة المباريات وغيرها من الأمور الفنية التي تتطلب الاستمرارية في اللعب التنافسي».
وأضاف: «بالطبع نحن مع توفير الأجواء المثالية لممثلينا في البطولات الخارجية الذين يرفعون راية الوطن، وللمنتخب الوطني وفي الوقت نفسه مع تقليص مدة مثل هذه التوقفات بحيث لا تتضرر المنافسة المحلية والتوازن دائماً مطلوب، وأعتقد أن بطولة الدوري كلما كانت متواصلة وقوية تنعكس إيجابا ًعلى المنتخب الوطني بالذات، لذلك علينا أن نقلل من التوقفات الطويلة بقدر الإمكان حتى تتحقق مصلحة الجميع».
وعن برنامج الوحدة في الفترة المقبلة، قال: «الفريق سيكون من دون أية مباريات تنافسية لمدة 3 أسابيع تقريباً، وقد وضع الجهاز الفني برنامجاً للحفاظ على الحالة البدنية للاعبين ويلبي البرنامج أيضاً النواحي الفنية، ويتضمن رفع وتيرة الحصص التدريبية التي ستكون على مرحلتين صباحية ومسائية مع خوض بعض المباريات التدريبية مع فرق من الدرجة الثانية أو المؤسسات للمحافظة على الحالة العامة للفريق».
تحضير اللاعبين
وأضاف: «شرعنا في الترتيب لذلك، حيث سنخوض مباراتين يومي 9 و15 مارس الحالي أمام فريقين من دوري الدرجة الثانية ودوري المؤسسات، وسيحرص الجهاز الفني خلال الفترة المقبلة على تحضير اللاعبين الذين كانوا بعيدين عن الفورمة في الفترة الماضية لبرامج، خاصة حتى يكون كل اللاعبين على أهبة الاستعداد عندما تستأنف بطولة الدوري».
وتمنى عبدالله سالم التوفيق للأندية المشاركة في البطولات الخارجية، مشيدا بالنتائج التي حققتها في أول ظهور لها هذا الموسم وللمنتخب الوطني في مباراته الأخيرة بمرحلة المجموعات.
فوائد وأضرار
ويرى راشد عبدالكريم، مدير الكرة بنادي الوصل، أن هناك فوائد وأضرار من توقفات البطولة، فهناك فرق تبحث عن تعديل أوضاعها في مثل هذه الأمور، وفرق أخرى تصاب بالضرر الكبير، كونها تسير في طريقها نحو المستويات الأفضل، ويأتي التوقف ليصيبها في مقتل جديد.
وقال: «التوقفات الطويلة تصيب اللاعبين والمدربين والإداريين، وكذلك جماهير اللعبة بالملل الشديد، وهذا بشكل عام ليس في صالح المسابقة، ولست أدري ما هي المبررات القوية التي تدفع بالبطولة إلى كل هذه التوقفات الطويلة، حيث إنه بالإمكان استمرار المنافسات مع مشاركة أنديتنا في دوري أبطال آسيا أو في البطولة الخليجية وخير دليل ما نشاهده في أوروبا ودورياتها المختلفة لا تتأثر مطلقاً بدوري أبطال أوروبا، بل نشاهد العملية تسير في توازٍ جميل يخدم اللعبة ولا يضيرها مطلقا ًمثلما يحدث عندنا».
وتابع: «فيما يخص المنتخب فإنه لا داعي لكل هذه المعسكرات الطويلة، التي تجعل اللاعبين يبتعدون عن الأندية بهذه الطريقة، مع كل تقديرنا بالطبع لمنتخبنا الذي نعمل جميعا داخل أنديتنا من أجل قوامه الأساسي، لكن هذه التوقفات الطويلة بالفعل لها أضرارها التي تظهر بعد العودة مباشرة لاستمرار المنافسات المحلية مرة أخرى».
توافق بين البطولات
وقال: «لابد أن يكون هناك توافق بين البطولات المحلية والقارية بما لا يضر البطولات المحلية في النهاية، حيث أرى أن الضرر الحالي يقع بشكل كبير على بطولاتنا المحلية نظير استمرار وتألق البطولات القارية وبشكل عام التوقفات تصيب اللاعبين والمدربين والإداريين بالملل، وأعتقد أن الدوريات الأوربية خير دليل على أنها لا تتوقف?،? وهناك تجاوب كبير بين البطولات المحلية والدولية».
وأضاف: «كل عملنا حالياً على تهيئة اللاعبين للعودة إلى المباريات من خلال برنامج يضعه المدرب الأرجنتيني كوبر، سواء بتدريبات صباحية أو مسائية لتحقيق الاستفادة وعدم الإخلال بالبرنامج البدني الخاص باللاعبين».
فترات التوقف
التوقف الأول: بعد الأسبوع الثالث 21 يوماً.
التوقف الثاني: بعد الأسبوع السادس 22 يوماً.
التوقف الثالث: بعد الأسبوع التاسع 8 أيام.
التوقف الرابع: بعد الأسبوع 14 – 6 أيام.
التوقف الخامس: بعد الأسبوع 19 – 27 يوماً.
عدد اليوم
