الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 167 سورياً وتفجيرات دامية تهز قلب دمشق

مقتل 167 سورياً وتفجيرات دامية تهز قلب دمشق
22 فبراير 2013 13:35
عواصم (وكالات) - هزت سلسلة انفجارات دامية أحياء وسط العاصمة السورية دمشق في يوم دام آخر أمس، وقع أعنفها وأفدحها بسيارة مفخخة محملة بنحو 1.5 طن من المتفجرات، فجرها انتحاري عند حاجز تفتيش قرب مقر حزب البعث بحي المزرعة وعلى بعد 200 متر من السفارة الروسية التي لحقت بها أضرار مادية، حاصداً 60 قتيلاً، معظمهم مدنيون، و235 جريحاً بعضهم بحال الخطر، وأحدث دماراً هائلاً بالمباني والمركبات. وبعد أقل من 3 ساعات، استهدفت قذيفتا هاون مبنى الأركان العامة للجيش النظامي في العاصمة، تلاهما انفجار سيارتين ملغومتين أمام مركزين أمنيين بحي برزة شمال شرق دمشق، في حين أعلن التلفزيون الرسمي أن قوات الأمن اعتقلت انتحارياً آخر قبل تنفيذه عملية وكان في سيارته 5 قنابل زنة إحداها 300 كيلوجرام. في الأثناء، شنت طائرات حربية 5 غارات على مدينة درعا أصابت إحداهما مستشفى ميداني موقعة 18 قتيلاً، بين107 قتلى آخرين بحسب هيئة الثورة السورية، ما يرفع حصيلة الضحايا السوريين أمس إلى 167 قتيلاً على الأقل. وذكرت وزارة الصحة السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أنه وصل إلى المشافي العامة والخاصة بدمشق أمس، جثث 60 قتيلاً و235 جريحاً بعضهم بحالة خطرة نتيجة التفجير في حي المزرعة بدمشق مرجحة ارتفاع عدد الضحايا، بينما نقل المرصد الحقوقي عن الناشطين تأكيدهم سقوط 56 قتيلاً بينهم 12 من القوات الأمنية، وأوضح أن معظم القتلى والمصابين من «المدنيين من سكان المنطقة أو مستقلي سيارات صودف وجودها في المنطقة نفسها». وقالت وسائل الإعلام الرسمية ونشطاء إن السيارة الملغومة انفجرت على طريق سريع مزدحم قرب مبنى حزب البعث الحاكم والسفارة الروسية. وبث التلفزيون السوري لقطات لجثث متفحمة وغارقة في الدماء ملقاة في الشارع بعد الانفجار الذي قالت وسائل إعلام حكومية إنه نتيجة تفجير انتحاري نفذه «إرهابيون» يحاربون الرئيس الأسد. وظل وسط دمشق بعيداً نسبياً عن الصراع الدائر منذ نحو عامين، غير أن المعارك والقصف دمرا عدة ضواحي في أنحاء العاصمة. وأعلنت «جبهة النصرة» التي تتهمها واشنطن بالارتباط ب«القاعدة»، مسؤوليتها عن عدد من الهجمات الانتحارية، وزعمت أنها نفذت 17 هجوماً في أنحاء العاصمة السورية خلال النصف الأول من فبراير الحالي، منها 7 تفجيرات على الأقل. وقال نشطاء إن معظم ضحايا هجوم أمس، على حي المزرعة من المدنيين وبينهم أطفال ربما يكونون من تلاميذ مدرسة عبدالله بن الزبير تقع وراء مكتب لحزب البعث. وذكر نشطاء معارضون أن الانفجار الذي وقع في حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً (0900 بتوقيت جرينتش)، أعقبه عدة انفجارات في أماكن أخرى بالمدينة. وقالت امرأة تسكن وسط دمشق إنها سمعت صوت ما بين 3 أو 4 قذائف صاروخية في الجو أعقبها دوي انفجارات. وذكرت أن واحدة على الأقل من هذه القذائف سقطت على حديقة عامة في منطقة أبو رمانة لكن أحداً لم يصب. وذكر الحقوقي أن السيارة الملغومة انفجرت عند نقطة تفتيش قريبة من مقر لحزب البعث على بعد حوالي 200 متر من السفارة الروسية. وأضاف المرصد أن 56 شخصاً قتلوا بينهم 15 شخصا من قوات الأمن السورية والباقون مدنيون. وقتل 8 آخرون بانفجار سيارة ملغومة في حي برزة شمال شرق دمشق وهو واحد من عدة انفجارات أعقبت انفجار المزرعة. ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن دبلوماسي قوله إن الانفجار تسبب في تحطم نوافذ بمجمع السفارة الروسية التي تقع واجهتها على الطريق الذي شهد الانفجار لكن لم تقع إصابات بين العاملين. وقال الدبلوماسي «تضرر المبنى حقاً...تحطمت النوافذ». وأفاد بشر الصبان محافظ دمشق أن السيارة كانت تحمل ما بين طن و1.5 طن من المتفجرات. وقال مراسل للتلفزيون السوري إنه رأى 7 جثث في مكان الحادث. وأضاف أنه أحصى 17 سيارة متفحمة و40 سيارة أخرى دمرت أو لحقت بها أضرار جسيمة بفعل قوة الانفجار الذي أحدث فجوة عمقها 1.5 متر في الطريق. وأورد الإعلام الرسمي السوري خبر «التفجير الإرهابي الانتحاري، مشيراً إلى أنه «وقع في منطقة مكتظة بالسكان وتقاطع شوارع رئيسية»، مما «أوقع العديد من الشهداء والإصابات بين صفوف المدنيين وراكبي السيارات والمارة وطلاب المدارس وادى إلى نشوب حريق في عدد كبير من السيارات بالمنطقة». واتهمت وزارة الخارجية السورية، مجموعات «إرهابية مسلحة مرتبطة بالقاعدة» بتنفيذ التفجير الذي أسفر عن 60 قتيلًا. وقالت الوزارة في بيان إن «التفجير الإرهابي نفذته مجموعات إرهابية مسلحة ترتبط ب(القاعدة) وتتلقى دعماً مالياً ولوجستياً وتغطية سياسية وإعلامية من دول في المنطقة وخارجها». من ناحيته، أدان الائتلاف السوري المعارض في بيان صادر عنه «التفجيرات الإرهابية التي استهدفت دمشق»، مؤكداً أن «أي أعمال تستهدف المدنيين بالقتل أو الانتهاكات لحقوق الإنسان، هي أفعال مدانة ومجرمة أياً كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها». وهي المرة الأولى التي تتجنب فيها المعارضة السورية توجيه الاتهامات في تفجير بهذا الحجم إلى النظام السوري. وفي محاولة تفجيرية أخرى، قال التلفزيون السوري إن قوات الأمن اعتقلت انتحارياً قبل تنفيذه عملية وكان في سيارته 5 قنابل بلغ وزن إحداها 300 كيلوجرام. وأشارت مصادر أمنية، إلى أن سيارة مفخخة انفجرت في ساحة 16 تشرين قرب جامع الإيمان، مبينة أن دوي انفجار ثان سمع بعد وقت قصير من التفجير الأول. وبعد وقت قصير من تفجير حي المزرعة، أفاد المرصد بانفجار سيارتين مفخختين قرب مراكز أمنية في منطقة برزة شمال دمشق، تلتهما اشتباكات. وبعد حوالى 3 ساعات، ذكرت قناة «الإخبارية» السورية أن «إرهابيين أطلقوا قذيفتي هاون» على مبنى هيئة الأركان العامة بحي القابون في دمشق. والمبنى قيد الصيانة بعد التفجيرين اللذين تعرض لهما في 26 سبتمبر الماضي وتلاهما اشتباكات، وقتل يومها 4 من حراس المبنى. كما تحدثت مصادر أخرى عن تفجيرين آخرين في حي البرامكة. وفي مدينة درعا الجنوبية، مهد الانتفاضة، قال نشطاء إن طائرات حربية سورية قصفت الحي القديم في المدينة للمرة الأولى منذ بداية الصراع مما أسفر عن مقتل 18 شخصاً. وقال ناشطون إن الطيران الحربي شن 5 غارات جوية أصابت مستشفى ميداني موقعة 18 قتيلاً بينهم مقاتلون من المعارضة. وقال ضابط في كتيبة «توحيد الجنوب» التي قادت هجوماً للمعارضة المسلحة في درعا الأسبوع الماضي، إن المدينة تعرضت لما لا يقل عن 5 ضربات جوية أمس. وقال عبد الله مسالمة الناشط في المدينة عبر سكايب «هجمات المعارضة على عدد من نقاط التفتيش الكبيرة في حي السعد وإعلانه منطقة محررة هو الذي أدى لرد الفعل هذا» من قبل النظام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©