تجديدات شاملة في «لوموند» لترسيخ اسمها في السوق العالمية

بعد إعلان عدد من الصحف الأميركية أنها بصدد البدء بفرض رسوم اشتراك للحصول على محتوياتها على الإنترنت اعتباراً من العام القادم أخذت جريدة “لوموند” الفرنسية الشهيرة المنحى ذاته ولكن ضمن حزمة من الإجراءات تؤلف عملية تجديد واسعة تشمل عدة نواح في الجريدة الرائدة التي تتجه نحو “خدمات الأفضلية” مضحية كما يبدو بكثير من شرائح قرائها من المثقفين محدودي الدخل. وتتضمن الحملة حسبما أعلنت الصحيفة على موقعها على الإنترنت البدء من 29 مارس وتحت شعار “100 % لوموند” (100 % Le Monde) عرضاً تشجيعياً يتضمن الاشتراك في النسخة الورقية اليومية والحصول على محتويات موقعها على الإنترنت (Lemondefr) وعلى “آي فون” (iPhone ) “أبل” على أن تباشر الصحيفة من نفس التاريخ وبشكل تدريجي حجب موادها اليومية المجانية في الدول التي تشملها رسوم الاشتراك بينما يتم تزويد مواقعها في المناطق الأخرى بنحو عشرين مساهمة ومادة تحريرية مجانية من بين محتويات طبعة لوموند الفرنسية. ويذكر أن “لوموند” تصدر عدة طبعات ورقية وإلكترونية بعدة لغات في أقاليم وقارات مختلفة. وغير خاف أن الصحيفة تسعى من وراء هذه الإجراءات إلى تسجيل نقاط لصالح الصحافة المكتوبة في معركتها مع الإعلام الإلكتروني ولاسيما بعد الأخبار السيئة التي حملتها السنة الماضية للكثير من الصحف ذات السمعة العالمية إن كان على صعيد مصير طبعتها الورقية أو على صعيد بيان الخسائر في البيع والاشتراك والإعلان. وحددت الصحيفة رسماً تشجيعياً لعرضها المذكور في الأشهر الثلاثة الأولى وبلغ 19,90 يورو شهرياً على أن يرتفع لاحقاً إلى 29.90 يورو شهريا. وتشمل الحملة أيضاً عرضاً للحصول على اللوحة الرقمية الجديدة “الآي باد” (iPad) التي يبدأ بيعها في الولايات المتحدة اعتبارا من 3 أبريل وفي أوروبا بعد ذلك بشهر على أن يتم استخدام هذه اللوحة في مرحلة الأولى لتقديم محتويات الصحيفة الورقية. كما يشمل العرض خدمات إضافية على “الآي فون”. أما تحريرياً فتشمل حملة تجديد “اللوموند” مواد وإخراج الصفحة الأولى وجعل الصفحة الثانية ملخصاً لمحتوياتها تحت عنوان “24 ساعة في العالم” للإضاءة على محتويات الصحيفة الورقية والإلكترونية على السواء. كما سيتم دمج صفحات في أبواب جديدة في حين سيكون كل صحفي في طبعة الإنترنت مسؤولاً عن صفحته التي يقدم فيها ومواده وبعض المعلومات الشخصية، وستصبح طبعة المشتركين أكثر ثراء مع “نشرة إخبارية” تتضمن أسراراً اقتصادية. ومن الخطوات الجديدة كذلك استحداث باب جديد ضمن نهج “صحافة المساءلة” سيظهر يومياً في صفحتين بعنوان “مكافحة/ تحقيق” وهو يعالج القضايا الراهنة بعمق من خلال البحث عن الحقائق خلف الوقائع والمعلومات الظاهرة. واعتبر أريك فوتورينو الرئيس التنفيذي ومدير “لوموند” أن الصحيفة المرجعية يجب أن تصبح علامة مسجلة وعلامة أفضلية تثير الجاذبية مشيراً إلى أن المواد التحريرية الورقية والرقمية ليست متنافسة فيما بينها بل متكاملة وقال: “لأول مرة في تاريخها تقدم اللوموند نفسها كعلامة كونية شاملة”.