الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد عبدالرحمن.. مهزوم «شعرياً»

3 ابريل 2010 20:35
رغم محاولاته الدائمة والدؤوبة لتكريس هويته كشاعر داخل عقل المتلقي وقلبه معاً.. فشل خالد عبدالرحمن المستتر علنا وراء “مخاوي الليل” في إنجاز مشروع كهذا.. لأسباب كثيرة “ركاكة ما ينتجه شعرياً ليس أقلها على أي حال”، ومع ذلك كان خالد عبدالرحمن في المرة تلو أختها يصر على إقناعنا بأنه شاعر لا يشق له غبار، ويؤكد تحركه قدماً في هذا الاتجاه، باعترافات صحفية، فحواها “أنه اضطر لاستخدام وسيلة الأغنية لتصل به إلى غاية الشعر”، حتى أنه قاوم كل هجمات الرفض “المتشنج منها وغير المتشنج”، فيما يتعلق بسعيه الحثيث لتحويل هذه الرغبة إلى قناعة حقيقية داخل رؤوسنا، بإصداره ديوانين شعريين مطبوعين، تقاسم مهمة الشعر في أحدهما مع الشاعر بندر الرشود، وقعاه باسم “أنا وياه” وديوانين آخرين صوتيين!.

وبما أنني على يقين بأن الشعر المحفوف بالموسيقى داخل حلبة الأغنية ينعم “بأمن كامل” من اعتداءات النقد الوحشية، لاعتبارات يمكن تصنيفها تحت قائمة “القصيدة الغنائية”، التي يجب أن تكون في أكثر حالاتها تواؤما مع البساطة شكلا ومضمونا، وأكثرها توغلا في أعماق الناس “حيث الخطاب الروحي البحت البعيد كل البعد عن مناوشات الفكر المنهكة والقوانين الشعرية الصارمة”، أرى أنه من المنطقي جدا أن يكسب خالد عبدالرحمن الجولة مطربا، ويترنح فيها شاعرا.

أقول: “يترنح”..على اعتبار أنه لم يهزم بعد ـ وأظنه لن يتعرض لهذا المصير مطلقا ـ بدليل أن أبياته الشعرية التي يحفظها محبوه عن ظهر قلب لم تتجاوز أبدا حدود الأغنية.. ومن هنا يمكن اكتشاف حقيقة المسافة الفاصلة بين خالد عبدالرحمن المطرب وخالد عبدالرحمن الشاعر، وهي شاسعة للحد الذي لا يضطرنا إلى بذل جهد وافر لقياسها.. إذ يمكننا ملاحظتها بالنظرة المجردة!. وما يحسب لخالد عبدالرحمن “مخاوي الليل” دون غيره ثقته في نفسه، وتقبله نقد الآخرين بأسلوب أنيق الإنصات، “رغم موجة الغضب التي تجتاح صدور محبيه”، إثر كل محاولة نقدية، همها إصلاح ما انكسر شعريا.

فهو يعي تماما أن تناول نصوصه الشعرية بالأخذ والرد والتدقيق والتمحيص ليس من أهدافه غزو مناطقه الغنائية، والعبث بأشيائها، وإشاعة الفوضى فيها.. لأن كل محاولة من هذا النوع مصيرها جر أذيال خيبتها، والعودة بدون خفي حنين.. وهي الرؤية التي يجب أن ينطلق منها محبوه غنائيا في تعاملهم مع النقد الموجه نحوه في هذا الاتجاه.

ولعل موجة السخط العارمة التي غرست أنيابها في جسد الشاعر “فهد عافت” حين أراد الدفاع عن الشعر، كجزء من واجباته المثالية تجاهه، واعتبار ما أنجزه خالد عبدالرحمن شعرا تافها، ولا يمكن تصنيفه تحت مظلة الشعر، يؤكد أن المسألة تتم وفق انفعالات عاطفية مغمضة العينين، وهو ما لا يريده خالد عبدالرحمن نفسه، الذي يبحث عن جمهور واع “صوت العقل فيه واضح، ونبضة القلب متأنية”، خصوصا أن “صديقك من صدقك لا من صدّقك”!.



alfheed@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©