الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشروعات المدرسية.. مهمة الطلاب وينفذها الآباء

المشروعات المدرسية.. مهمة الطلاب وينفذها الآباء
6 مايو 2016 15:02
أحمد السعداوي (أبوظبي) يعتبر البعض المشروعات الطلابية التي ينفذها الأبناء داخل المنازل، من أبرز أساليب التعليم الحديثة، بما تتيحه للطلاب من تعلم بالممارسة واكتشاف قدراتهم وميولهم نحو مواد علمية معينة، أو ضعفهم في مواد أخرى، وبالتالي يتم تدعيم النواحي الإيجابية للطلاب، ووضع الخطط للتغلب على النواحي السلبية، غير أن هذه المشروعات تثقل كاهل الوالدين معنوياً ومادياً، فضلاً عن الوقت الذي يقتطعه ولي الأمر للجلوس إلى ابنه ومساعدته في القيام بالمشروع، أو إنجازه بنفسه كما يفعل عدد من أولياء الأمور. هبة المليجي، موظفة، ولديها ابنة في الصف الرابع وآخر في الروضة، تقول إنها تساعد ابنتها في المشروعات المطلوبة منها، رغم إرهاق العمل ومسؤوليات البيت والأسرة، ولذلك ترى وجوب قيام الطفل بهذه المشروعات داخل المدرسة كون العملية التعليمية هي المهمة الأولى للمدرسة وليس للبيت، خاصة أن كثيراً من الصغار لا يستطيعون إنجاز هذه المشروعات بمفردهم، ويعتمدون على الأهل، بينما يمكن أن يكون المستوى الثقافي والتعليمي للوالدين لا يسمح لهم بمساعدة أبنائهم بشكل سليم، وبالتالي يتأثر مستوى الأبناء الدراسي قياساً إلى الأبناء لوالدين يمتلكان حصيلة جيدة من التعليم، ومن الأفضل أن تكون كل المشروعات خاصة في مرحلة التعليم الأساسي تتم تحت إشراف المدرسة وبرقابة متخصصين يستطيعون تقييم مستويات الأطفال التعليمية، وتقديم ما يناسبهم من مشروعات يستطيعون القيام بمفردهم، ما يزيد من ثقتهم بأنفسهم، وينعكس إيجاباً على مستواهم العلمي حالياً ومستقبلاً. وتوضح فاطمة الدهماني، ربة منزل وأم لخمسة أبناء في مراحل التعليم المختلفة، أن المشروعات المكلف بها طلاب المدارس داخل المنزل، تأخذ من الوالدين والأبناء جهداً كبيراً؛ لأن الوالدين من الأصل يعانون مساعدة أبنائهم في تأدية وإنجاز هذه المشروعات، ويضطرون إلى القراءة والاطلاع عن هذه المواد حتى يقدموا لأبنائهم النصيحة السليمة أو يساعدوهم في إنهاء مشروعاتهم بسرعة، حتى يتفرغ الطالب لبقية واجباته أو يعيش حياته العادية كأن يخرج مع والديه أو يشاهد التلفاز وغيرها من الأنشطة الواجب على الأطفال ممارستها حتى يكون نموهم النفسي والاجتماعي بشكل طبيعي. وقالت إنها تعرف جيداً أن هذه المشروعات وقيام الطالب بها بنفسه يفيده في كثير من النواحي ويزيد من معارفه وإدراكه، لكن في حالة قيامه بهذه المشروعات وليس الاعتماد على غيره، وكذلك أن يمارس هذه الأنشطة في وقت معين لا يؤثر على حياته الطبيعية خارج الإطار المدرسي، وتتمنى أن تقتصر المشروعات، خاصة في المرحلة الابتدائية على ما يمكن إنجازه فقط داخل المدرسة، وعندما ينتقل الطالب لمرحلة دراسية أعلى هنا فقط يمكن أن تسند إليه مشروعات ينفذها بنفسه؛ لأنه بمرور سنوات الدراسة تزداد معرفة الطالب بالمواد التي يدرسها، كما تنمو شخصيته، ويصبح أكثر استقلالية وثقة في نفسه، وبالتالي يستطيع الاعتماد على نفسه بشكل كبير في القيام بالمشروعات التعليمية المختلفة، سواء كانت مشاريع بحثية على الإنترنت أو مشروعات ينفذها بيده مثل تلك التي تطلب في مواد الفيزياء وغيرها من الأنشطة التي تتطلب تفاعل يدوي وعقلي ومهاري من الأبناء، وهو ما تلاحظه بوضوح مع أبنائها من طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية، الذين يقل اعتمادهم بشكل كبير على الوالدين في إنجاز هذه المشروعات. فوائد متنوعة وأكد إيهاب عطية، «مهندس ورب أسرة»، أن قيام الأطفال بمشروعات مدرسية في مراحل عمرية مبكرة، يحمل لهم عديد من الفوائد التي تبقى معهم طول العمر، ومن ذلك يعودهم مبكراً على التخطيط السليم المطلوب لإنجاز أي مشروع، والتغلب على أي عقبات تواجههم سواء بسؤال الأهل أو المدرسين أو اعتمادهم على انفسهم، وتوسعة مدارك الأطفال من خلال الممارسة العملية لأشياء تلقوها شفهياً أو نظرياً فقط داخل المدرسة، لكن تنفيذها بأيديهم يخلق علاقة مباشرة مع هذه المواد العلمية، وبالتالي يكتشفون ما لديهم من حب وميل إلى هذه المادة أو تلك وبالتالي يبدعون فيها بمرور الوقت. ويرى أن البيت له دور مكمل للمدرسة في إتمام عملية التربية والتعليم، ولا يصح أن نترك الدور كله على المدرسة، وإلا صارت فجوة كبيرة بين الطالب وأبويه ويصبح التأثير كله للمدرسة، ومن هنا، يؤكد أن جلوس ولي الأمر إلى أبنائه ومساعدتهم في إنجاز بعض واجباتهم المدرسية أو المشروعات المكلفين بها يقوي العلاقة بينهما إلى حد كبير، كما يجله على اطلاع مستمر بمستواه الدراسي. مهارات البحث وتقول مديحة عزمي مدير الأنشطة بمدرسة النهضة الوطنية للبنات بأبوظبي، إن سماع الطالب المعلومة من المعلم دون الممارسة العملية، لا يرسخ في ذهنه إلا إذا مارس النشاط المتعلق بالمادة بنفسه، ومن هنا يتم ربط كثير من المواد بأنشطة عملية، وهذا بطبيعة الحال يزيد لدى الطالب مهارات البحث والاستقصاء وتدريجياً يعتاد الاعتماد على نفسه. ولفتت إلى أنه قبل إنجاز أي مشروع مطلوب منه، يقوم المعلم بتوجيهه إلى أساسيات يحتاج إليها عند تنفيذ المشروع، وهذا دور أصيل للمعلم وبدونه لا يمكن للطالب سوء بمفرده أو حتى بمساعدة الأهل عمل أي مشروع، لأن الطالب أول ما يواجهه تساؤلات حل كيفية إنجاز هذا المشروع أو ذاك، وعندما يعرف هذه الأساسيات يبدأ ذهنه في التفتح، وبالتالي تظهر مهارته عند التنفيذ، وهذا يؤدي في نهاية الأمر إلى إخراج الإبداع لدى الطلاب عبر حرية التحرك، وتنفيذ المشروعات بأنفسهم. وحول ما يشكو منه بعض أولياء الأمور من أن هذه المشروعات عبء على الأسرة، توضح أن كثيراً من أولياء الأمور ربما لا يدركون أن أبناءهم قادرين على تنفيذ هذه المشروعات بمفردهم، فيسارعون بمساعدتهم إلى حد قيامهم أحياناً بعمل كل ما يطلب من الطالب بأنفسهم دون أي جهد منه، وهنا يقع أولياء الأمور في أكبر الأخطاء، فعليهم في هذه الحالة أن يشرفوا ويتابعوا الأبناء ويعودوهم على تنفيذ ما أوكل إليهم بأنفسهم ويخططوا لكيفية إنجازه، خاصة أن غالبية تلاميذ وطلاب هذه الأيام لديهم قدر من المعارف والمهارات يؤهلهم للقيام بالمشروعات بمفردهم عكس ما يعتقد الإباء. إشراف المدرس وقالت: الفارق في القدرات بين التلاميذ يدفع المدرسين وإدارة المدرسة إلى تقسيمهم إلى مجموعات متقاربة المستوى حتى يسهل التعامل معهم وخلق فرص المنافسة والإبداع فيما بينهم، فهناك مجموعات تحتاج إلى محفز وموجه للنشاط، وأخرى لديها دافع ذاتي للنجاح والتميز، وهي التي تقوم بإنجاز مشروعاتها في البيت بكل أريحية دون الحاجة على الاعتماد على الأهل. المشروعات «بخط اليد» أكثر فائدة قالت أسماء عبد المعطي مدرسة الفيزياء بإحدى مدارس أبوظبي: إن هناك معايير من خلالها يتم تقييم المشروعات المقررة على الطلاب، أولها عدم النقل من الإنترنت من دون تدخل من الطالب، وحين يلجأ إلى ذلك لا بد أن يذكر المصدر الذي أخذ منه المعلومة، مؤكدة أنها تفضل الأبحاث أو المشروعات التي يكتبها الطالب بخط يده، لأنها أكثر جدوى وفائدة علمية وتربوية، وكذا المشروعات التي ينفذها الطلبة بأنفسهم، ومن ذلك أنها تعطي طلاب الصف الثامن مشروعات عن عمل الدوائر الكهربية وكيفية تكوين الوصلات الخاصة بها، ولو كان هناك وقت تحرص على عمل أي مشروع بشكل جماعي داخل الصف. وترى أن تعاون الطلاب مع أولياء أمورهم له عديد من النواحي الإيجابية، خاصة أن الغالبية لا يمتلكون المعرفة الكاملة التي تؤهلهم لإنجاز المشروعات من دون مساعدة الطلاب، في حين أن وجودهم إلى جوار أبنائهم ومتابعتهم خلال تنفيذ المشروعات، خاصة في سن المراهقة، تعتبر مسألة إيجابية. وتنصح أولياء الأمور أن يكونوا مساعدين فقط للطلاب، كي يخوضوا الممارسة العملية بأنفسهم، مع الإدراك أن كل ذلك يصب في مصلحة الطالب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©