هناء الحمادي (أبوظبي)
عزة سليمان من أوليات المشاركات في الانتخابات البرلمانية عام 2011، وقد تشرفت بثقة القيادة بتعيينها عضوة عن إمارة دبي نهاية عام 2015. تقول: «على الرغم من أنني في بداية المشوار البرلماني فإنها تجربة ناجحة بكل المقاييس، وغنية بالخبرات، وأعدها مساحة لاستثمار الخبرات التراكمية التي اكتسبتها على مدار السنوات الماضية في خدمة الدولة بمختلف القطاعات، لأكون إحدى قنوات خدمة المواطنين، وإيصال صوتهم لصانع القرار كممثل لهم على المستوى الرقابي».
بصمة مختلفة
عن اختيارها عضوة في المجلس، تذكر أنها «مسؤولية كبيرة لما تتضمنه على المستوى التشريعي من مناقشة مشاريع القوانين وتعديلاتها، والميزانية العامة للدولة وغيرها من المسؤوليات»، مؤكدة أنها حرصت على أن تكون لها بصمة في مختلف أعمال المجلس، بصفتها عضوة في لجنة الشؤون الخارجية والتخطيط والبترول والثروة المعدنية والزراعة والثروة السمكية، ولجنة الشؤون الإسلامية والأوقاف والمرافق العامة، كما شاركت كمقررة للجنة بالرد على خطاب الافتتاح.
وعن تمكين المرأة، تقول: «الإمارات كانت سباقة في مضمار تمكين المرأة، وأرى أن دخولي المجلس الوطني في هذه الدورة علامة فارقة في مسيرتي ومسيرة زميلاتي من الأعضاء، لكونها تزامنت مع تولي المرأة رئاسة المجلس الوطني الاتحادي للمرة الأولى ممثلة بمعالي الدكتورة أمل القبيسي الشخصية النسائية الاستثنائية. وأنا مؤمنة بأن أهمية دورنا ازدادت مع دخول الإمارات مرحلة جديدة غيرت فيها مفهوم العمل الحكومي ليس في الدولة فحسب بل على مستوى المنطقة بإيجاد وزارات للشباب والسعادة والتسامح والابتكار، ورفد الفريق الحكومي بمزيد من الكفاءات النسائية»، مضيفة «المرأة الإماراتية نجحت بامتياز في العمل البرلماني بفضل رؤية القيادة الرشيدة التي ترتقي بمستوى الطموحات الوطنية، وتجعل أمامنا الكثير لإنجازه وإحداث فرق في حياة مجتمعنا».
مهارة استثنائية
بين وزارة تطوير البنية التحتية والمجلس الوطني، تقول عزة إن تجربتها في العمل الحكومي في الإمارات تختلف عن غيرها من الدول نظراً للمكانة التي تحتلها الدولة على المستويين الإقليمي والعالمي اقتصادياً وسياسياً، والرؤية التي تسبق فيها القيادة الرشيدة غيرها من أكثر الدول تطوراً.
وتضيف: «أدوات العمل الحكومي وأسس تقييم الأداء لدينا تنافس أفضل المؤسسات في العالم من حيث الجودة والفعالية، وهو أمر أكسبني خبرات وظيفية ومهارية استثنائية، وفي الوقت ذاته سمح لي بتطوير ذاتي كعنصر فاعل في المجتمع. كما أن عملي في وزارة حيوية مثل وزارة الأشغال العامة والإسكان على مدار 24 عاماً جعلني في تماس مباشر مع حياة المواطنين وفهم احتياجاتهم»، مشيرة إلى أن هذه التجربة جعلتها أكثر استعداداً للمرحلة الجديدة المتمثلة بعضوية المجلس، وأقدر على تمثيل المواطنين في المجلس ونقل مطالبهم وملاحظاتهم إلى الحكومة.
وتنصح الفتيات الإماراتيات بأن يستثمرن البيئة الفريدة لتمكين المرأة والتي أوجدتها القيادة لهن وأن يطورن مهاراتهن باستمرار سواء في مرحلة الدراسة أو بعد التخرج وخاصة من خلال العمل المجتمعي ومشاركة خبراتهن مع الآخرين، وأن يسعين للاستفادة من مختلف مبادرات دعم المرأة التي ترعاها أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
تحديات صعبة
حول التحديات التي واجهتها في محطات حياتها، تقول عزة إن كل مرحلة من مراحل حياة الإنسان تشهد تحديات وأسلوب تعامل الشخص معها هو الذي يحدد وجهته المستقبلية سواء كانت اجتماعية أو دراسية أو مهنية. وتضيف «مهما كان نوع التحديات لابُد من التوكل على الله في كل أمورنا، وأن نحيط أنفسنا بالأشخاص الذين يؤمنون بقدراتنا ويبثون فينا الطاقة الإيجابية». وتقول: «كان الانتقال من مهمة حكومية لأخرى تحدياً متجدداً لأنني لا أقبل بأقل من التميز، والطبيعة المختلفة للمهام جعلتني أقدر على الإنجاز، حيث تنقلت بين مناصب عدة توليت خلالها إدارة إدارات التصميم والمباني، والاتصال الحكومي، وإدارة الإسكان، واضعة مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «المستحيل غير موجود في قاموسنا» أمام عيني وعملت بها. وكان لدعم زملائي في الوزارة أكبر الأثر فيما وصلت إليه اليوم نظراً لإيمانهم بقدراتي ومنحي فرصة إثبات نفسي».
عدد اليوم
