علي إبراهيم: اخترت المخبز عن رغبة و«الزبون دائماً على حق»!

هم شباب قرروا وخططوا لطرح جديد من خلال العمل في مراكز ومحال تجارية يبيعون ويعرضون سلعا، ويعدون بأنفسهم مأكولات يبيعونها، وهي فكرة تجارية حرفية لها أهدافها الممتدة نحو المستقبل، وتعمل على استقطاب المستثمرين والشباب الإماراتي للمساهمة في بناء الاقتصاد بعملهم والإشراف بأنفسهم على كل صغيرة وكبيرة فيه. سواعد شابة انطلق مشروع «أسواق» الذي يستقطب الشباب ويؤهلهم مهنيا ليقولوا كلمتهم مستقبلا، ولعله يكون لكل من هؤلاء أسواق في المستقبل يديرونها بأنفسهم.. من بينهم علي إبراهيم علي، الذي يتحدث بكل فخر عن عمل قد يفتح له أبوابا واسعة على المستقبل التجاري. يقول مشيرا إلى كيفية التحاقه بعمله الحالي: «حصلت على الثانوية العامة، وانتظرت كثيرا دون أن أجد عملا، لهذا قررت أن أبحث في كل الاتجاهات حتى أخرج من هذه الدائرة، وسعيت في اتجاه المهن الحرة التي استهوتني دائما، وهكذا حصلت على عمل بداية الأمر وبشكل مؤقت في مهرجان دبي للتسوق في فصل الصيف، بعد ذلك سمعت من أحد أصدقائي عن فكرة مراكز «أسواق» فقدمت لهم أوراقي ورحبوا بي كثيرا، ثم خيّروني بين العمل في إطار تجهيز الوجبات السريعة أو في المخبز، واخترت المخبز، واليوم تجاوزت تقريبا ثلاثة أشهر وأنا أعمل في هذا العمل الذي أستمتع به وتعلمت منه الكثير، فقد تعلمت الحرفة وبت أخبز بنفسي، كما تعلمت تجهيز الخبر الأسمر والخبز العربي والمناقيش، كما أجهز أحيانا بعض أنواع من «الكيك» وأقوم بتزيينها». الزبائن على حق تمتد ساعات عمل علي إلى 9 ساعات بينها ساعة واحدة فقط للراحة. لقد كان العمل في المخبز في البداية صعبا بالنسبة لي كشخص مبتدئ، أما اليوم فبدأت أعرف أسسه وأسراره، وأساهم في حل بعض المشاكل إن وجدت، وأحاول مع زملائي تجاوز الصعاب». منح هذا العمل لعلي إضافة جميلة لحياته، يشير إليها قائلا: «أضاف العمل لحياتي الكثير من الأمور واكتسبت منه الصبر وحسن التعامل مع الناس ومحاولة إرضاء جميع الأطراف من منطلق أن «الزبون على حق» فالمفروض أن نرضيه بكل الطرق، وبالتالي فأي ملاحظات يقدمها لنا الزبائن نتقبلها بصدر رحب دون أن نتعالى أو نغضب، بالعكس نقوم على تلبية طلبه ومراضاته ولا ندعه يرحل غير راض عن خدمتنا». يضيف باسماً: «هذا هو سر العمل الخاص الذي يفرض حسن التواصل والتمتع بسعة صدر وصبر، والحمد لله ليست هناك أي صعوبات كبيرة تذكر». في مواجهة النار ينطلق علي في الحديث عن العمل بسعادة، موضحا طريقة عمله قائلا: «نعمل بنظام الورديات، حيث أتناوب مع زملائي في العمل، وأحيانا أنوب عن أحدهم في حال غيابه، ويكون دوري أن أواجه نار الفرن وأخبز بنفسي، وبالفعل هذه التجربة ساعدتني على معرفة كل تفاصيل العمل، نجهز بأنفسنا المناقيش، ونعمل على تقطيع الخضر وتجهيز اللحم ووضعه في البراد لتسهيل العمل، ونصر على الجودة حتى نضمن عودة الزبون راضيا، فالمسؤولية بالنسبة لنا مضاعفة حيث نعمل ونحاول إرضاء الزبائن وتلبية طلباتهم والإجابة على استفساراتهم». أسئلة ما يواجهه هؤلاء الشباب الذين اختاروا أن يعملوا بسواعدهم ويؤسسوا لأفكار جديدة سيذكره التاريخ، لأنهم رواد أجيال مستقبلية. لكن ثمة أسئلة كثيرة من الناس عامة ومن الإماراتيين خاصة عن سبب إقبال هؤلاء الشباب على هذا العمل وسواه من المهن اليدوية! يقول علي: «أذكر مرة جاءت سيدة للمخبز وفوجئت بنا نعمل بأيدينا فسألتنا «أنتم تتدربون هنا، أم جئتم من المدرسة لمعرفة سير العمل بالمخابز»؟ فأجبناها إنه عملنا، مما شكل مفاجأة بالنسبة لها، لكنها صارت زبونة دائمة لنا، وليس هي فحسب فكل الزبائن يستفسرون أول مرة وفي الأيام الأخرى تصبح المسألة عادية بالنسبة لهم، بل يشجعوننا ويقولون يا ليت كل الشباب يقبلون على هذه الأعمال مثلكم التي تؤسس لأفكار جديد، وتغير أخرى مطروحة». ويذكر علي أن هذا العمل أضاف له الكثير من الخبرات وأكسبه خبرة الاحتكاك بالناس والتعامل مع الزبائن، وهو ينظر إلى عمله المشرّف بجدية واحترام ويأمل أن يفتح له الباب مستقبلا إن شاء الله لإنشاء مشروع خاص به، خاصة أنه حينها سيكون لديه الخبرة الكافية للوقوف على كل كبيرة وصغيرة فيه. إضاءات أول ذكر لشركة «أسواق» تم عن طريق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إعلانه للخطة الاستراتيجية للحكومة الاتحادية في2007. - تم افتتاح أول مركز لأسواق في «ند الحمر» يوم 23 أكتوبر 2008، ويعد أصغر مركز يقع على مساحة ما يقارب 40.000 قدم مربع. ـ تم افتتاح سوبر ماركت أسواق في القرية العالمية. - تم تأجير ما نسبته 60% من مساحات التأجير بأسواق «ند الحمر» لأعضاء مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب. ـ يشكل المواطنون نسبة 35% من القوة العاملة في مركز أسواق في ند الحمر. ـ تم تأجير ما نسبته 39% من مساحات التأجير لدعم مشاريع الشباب وأهالي منطقة المزهر. ـ تخطط أسواق لافتتاح ما يقارب 40 سوبر ماركت و20 مركز تسوق في مختلف المناطق في دبي خلال الفترة المقبلة.