جميلة الماجري.. ربة بيت الشعر العربي

ساسي جبيل (تونس) جميلة الماجري أول مديرة لبيت شعر في الوطن العربي، ومن الأسماء التي أكدت حضورها في المشهد الأدبي التونسي والعربي، وقدمت خلال مسيرتها الكثير من الإضافات سواء من خلال إصداراتها أو عملها في المجتمع المدني، فقد كانت أول امرأة تترأس اتحاداً للكتاب، وأول امرأة تدير بيتاً للشعر في القيروان، وهو البيت الذي أسس بفضل دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة، في إطار مشروع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتأسيس بيوت للشعر في مختلف أنحاء الوطن العربي. أثر النشأة كان لنشأتها في القيروان أثر في مسيرتها الأدبيّة باعتبارها مدينة الشعر والآدب. فقد نشأت في نواديها الأدبيّة، وتتلمذت على أيدي شعرائها ورموزها، إلى جانب كونها مدينة موحية بتاريخها وحضارتها وتراثها الزاخر. عن مسيرتها، تقول الماجري «كنت أوّل رئيسة لاتحاد الكتّاب التونسيين وكان أغلب أعضاء الاتّحاد الذين انتخبوني رجالاً وفي انتخابات صعبة اعتبرتُها انتصاراً للمرأة التونسيّة والعربيّة، وزادتني ثقة بالنّفس، ثمّ جاء هذا التتويج لمسيرتي بتكليفي ببيت الشعر بالقيروان، وأنا معتزّة بذلك، وأعمل جاهدة بصحبة فريق عمل متميز لتقديم الأفضل». برامج طموحة عن أهدافها المهنية، تؤكد أن برامج بيت الشعر طموحاته كبيرة في سبيل الارتقاء بالشعر العربي واستعادته لوهجه وتأثيره، واحتضان الشباب من أصحاب المواهب في الشعر، والسعي لترجمة الشعر للتعريف به في الغرب، والعمل على انفتاح الشعر على الفنون الأخرى، فمنذ تأسيسه نهاية العام الماضي وهو مفتوح لكل المبدعين، معتبرة أنه أعاد للقيروان وهجها الثقافي، وحملها مسؤولية أكبر للنشاط والعمل الدؤوب في هذه الربوع الخصبة. خبرة ونصيحة عن التوفيق بين مشاغل البيت والعائلة والعمل الإبداعي، ترى الماجري أن الأمر ممكن جداً، رغم صعوبته بفضل النّظام والالتزام والتضحية بالراحة وبعض الشواغل الزائدة، وبفضل العزيمة والتصميم على التحدي والنجاح والخبرة»، معتبرة أن نجاح أبنائها وحياتها الزوجيّة دليل على هذا التوفيق، غير متجاهلة تفهّم الزوج وتشجيعه وإيمانه بجدوى وجديّة عمل زوجته. وعما تنصح به المرأة العربية، تقول: «أنصح المرأة العربية اليوم بالتصميم على النجاح والأيمان بقدراتها والثقة بالنفس والتمسّك بالقيم العليا والمبادئ التي نشأنا وتربّينا عليها».