الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد الوهاب بدأ مشواره الفني بـ خمسة قروش.. وذهب للحفل راكباً «حماراً»

عبد الوهاب بدأ مشواره الفني بـ خمسة قروش.. وذهب للحفل راكباً «حماراً»
2 يونيو 2009 01:20
في هدوء مرت اليوم 2 يونيو، ذكرى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب صاحب أفضل الألحان في مكتبة الموسيقى العربية.. وصاحب أعلى تكريم من قبل الرؤساء وكبار المسؤولين الذين كانوا يتعاملون معه على أنه قيمة فنية كبرى. وموسيقار الأجبال ولد في 17 مارس من عام 1900، وإن كانت هناك روايات تؤكد أنه ولد في عام 1901، ولكن الثابت حسب كل مادُون عنه أنه ولد في عام 1900م. وشأن موسيقار الأجيال كان مثل شأن كل الأطفال أقرانه في هذه المرحلة السنية. فقد أتم حفظ القرآن هو في سن السابعة من عمره. وكانت بداية عبدالوهاب مع الغناء بين أولاد شارعه الذي كان يقطنه، فكان يغني لهم، وأثنوا على صوته، الأمر الذي جعله يقرر اقتحام الوسط الفني. وفي ذلك الوقت لم تكن السينما قد دخلت مصر، ولم يكن أمامه سوى أن يعمل بالفرق المسرحية أو الغنائية المنتشرة في شارع عماد الدين. واللافت أن أول أجر حصل عليه محمد عبد الوهاب في حياته كان خمسة قروش، وكان في مولد بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة وذهب إليه وهو يركب الحمار، وغنى أغنية للشيخ سلامة حجازي «عذبيني فمهجتي في يديك»، وصفق الجمهور كثيرا في تلك الليلة وكان من حسن حظ موسيقار الأجيال أن الشيخ سيد درويش من بين الحضور. وكانت أغنية شعبية سببا في الشهرة التي حصدها محمد عبد الوهاب وهي «أنا عندي منجة وصوتي كمنجة»، وقالت عنه الإعلانات التي تم لصقها في الشوارع بأنه الطفل المعجزة، بعد أن غنى الأغنية التي كتب كلماتها يوسف القاضي والتي تقول: «أنا عندي منجة وصوتي كمنجة» وأبيع وأدندن وآكل منجة وكان يغني في ذلك الوقت باسم مستعار حتى لا تعلم أسرته وصار أجر محمد عبدالوهاب 4 جنيهات بعد ما حصده من شهرة. ثم كان الانتقال إلى فرقة علي الكسار التي انضم إليها مقابل راتب شهري قدره 20 جنيها، ثم قفز راتبه إلى 25 جنيها مع فرقة عبد الرحمن التي كانت تعرض مسرحية «الشمس المشرقة». وفي ذات ليلة كان أمير الشعراء ضمن حضور العرض واعترض على موسيقاه .. فقط لصغر سنه. وفي عام 1922 سافر محمد عبد الوهاب مع فرقة نجيب الريحاني إلى بلاد الشام، وفي هذه الرحلة شعر عبدالوهاب بأنه لابد وأن يدرس دراسات موسيقية أكثر تطورا.. وفور العودة فكر في استكمال تعليمه في معهد الموسيقى العربية. وكانت الصدفة سببا في إزالة الخلاف بين أمير الشعراء ومحمد عبد الوهاب عندما قام عبد الوهاب بأداء حفل خاص بأمير الشعراء. فجاء من يقول لعبد الوهاب إن أحمد بك شوقي يريدك وبالفعل ذهب عبد الوهاب، فقال له أمير الشعراء: أنا لست ضدك وأردتك أن تتسلح بالعلم.. ومنذ هذه اللحظة توطدت العلاقة بين عبد الوهاب وأمير الشعراء. وحول تجربة عبدالوهاب في عالم السينما كانت بدايتها «الوردة البيضاء» كأول أفلامه في عام 1933، وتقاضي محمد عبدالوهاب أجرا قدره 450 جنيها.. وبسب نحاج الفيلم كان فيلمه الثاني عام 1935 «دموع الحب» وفي عام 1938 كان فيلم «يحيا الحب» ثم فيلم «يوم سعيد» عام 40، وكان آخر أفلام موسيقار الأجيال عام 1946 «لست ملاكا». كما شارك موسيقار الأجيال بصوته وقدم أغنية «عاشق الروح» في فيلم «غزل البنات» والتي كانت سببا في بكاء نجيب الريحاني والذي اعترف أن دموعه سالت بصورة حقيقية بعد تأثره بأداء عبدالوهاب. وفي خمسينات القرن الماضي كانت ولادة العلاقة بين عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، وذلك في حفل أعياد الثورة. ويومها غنى عبد الحليم حافظ بعد أن تخلف عبد الغني السيد عن الحضور. وحسب ما اعترف به فاروق إبراهيم المصور الخاص لعبد الحليم حافظ، فإن عبدالوهاب وصف العندليب بأنه غول على المسرح وأنه عرف كيف بجذب الجمهور له.. وتطورت العلاقة بين عبد الحليم وعبد الوهاب الأمر الذي أثمر عن تعاون تجاري بانطلاق شركة «صوت الفن» التي تأسست بينهما بمشاركة مجدي العمروسي. ثم كان لقاء محمد عبد الوهاب بكوكب الشرق أم كلثوم، في أغنية «أنت عمري»، والذي وصفته وسائل الإعلام بلقاء السحاب، بعدها تعاون معها في»أنت الحب» و»أمل حياتي». وقال أيضا فاروق إبراهيم المصور الخاص لعبد الحليم إن عبد الحليم «كان أول شيء يفعله كل صباح هو زيارة منزل عبد الوهاب، وتذكر إبراهيم قصة تعرض لها محمد عبدالوهاب عندما واجه نقدا لاذعا من ناقد لبناني كان يعمل في «دار الصياد»، وخلال رحلته إلى بيروت زار عبدالوهاب دار الصياد وأخبر سعيد فريحة رئيس مجلس إدارة الدار بأن أحد المحررين انتقده بشدة، فطلب فريحة حضور المحرر، ولكن عبد الوهاب طلب أن يزوره بنفسه في مكتبه وهناك قدم له دعوة لتناول القهوة في بهو أحد فنادق بيروت. وقضى عبد الوهاب مع هذا المحرر 3 ساعات دون أن يشعره أو يخبره بأنه غاضب من هجومه عليه. الأمر الذي حير الناقد الفني، وزاد من احترامه لعبد الوهاب، فتحول الناقد من خصم ومنتقد له إلى مدافع عن عبد الوهاب وموسيقاه. وأضاف فاروق إبراهيم أن عبد الوهاب كان يحب العندليب بدرجة كبيرة. وخلال فترة الجفاء بين أم كلثوم وعبد الحليم كان عبد الوهاب هو حمامة السلام بينهما ولم يتدخل لنصرة أحدهما على الآخر إلى أن انتهت الأزمة تماما. ثناء على عدوية 90 عاما هي عمر محمد عبد الوهاب.. فلم يهاجم خلال حياته أحدا، بل كان حريصا على دعم الكل لدرجة أنه لم يهاجم ظهور مطربي الأغنية الشعبية الذين ظهروا في سبعينات القرن الماضي، بل أثنى على البعض منهم مثل أحمد عدوية. وكانت أغنية «من غير ليه» آخر أغاني عبد الوهاب والذي أصر أن يؤديها بصوته وكانت سببا في هجوم علماء الأزهر عليه.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©