الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حنان النحراوي تدافع عن قضايا الصم والبكم بالريشة والتحد

حنان النحراوي تدافع عن قضايا الصم والبكم بالريشة والتحد
2 يونيو 2009 01:22
حنان مرزوق النحراوي (46 سنة) أشهر امرأة صماء بكماء في مصر فهي «أم الصم والبكم» وتدافع عن قضاياهم ومشكلاتهم وتطرحها في الداخل والخارج وكأنها محامية متخصصة في شؤون الصم والبكم بالمجان. النحراوي التي تقابل الجميع بابتسامة تجاوزت إعاقتها وتحدتها واستطاعت في سنوات أن تصبح فنانة تشكيلية ومعلمة للفنون للصم والبكم وموظفة ناجحة وزوجة اخرجت للمجتمع أبناء متفوقين. خرجت النحراوي للحياة في منتصف الستينيات من القرن العشرين طفلة جميلة تصدر البهجة لوالديها ولمن حولها ولكنها في عمر الثامنة اصيبت بارتفاع شديد في درجة الحرارة تطور إلى الإصابة بالحمى الشوكية التي جعلت الفتاة صماء بكماء فأخرجها أهلها من المدرسة لإلحاقها بمعهد للصم والبكم بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية. ورغم الإقامة الداخلية والابتعاد عن الأسرة, فإن الطفلة حنان كشفت عن مواهبها المتعددة بالمعهد, حيث تنبه أساتذتها إلى مقدرتها على الرسم وتقليد الفنانين الكبار, وكبرت وتخرجت في المعهد وتعرفت على زوجها وهو أصم وأبكم ليرحلا إلى القاهرة وأنجبا أربعة أبناء كلهم طبيعيون ويتكلمون بينهم اثنان متخرجان في الجامعة وتلتحق حنان بمساعدة زوجها باحدى الشركات المتخصصة في التعمير والاستشارات الهندسية لتصبح موظفة بها وبجوار الوظيفة ترعى أولادها وتمارس هوايتها أو عشقها للفنون بكافة أشكالها فهي ترسم وتنحت وترسم على الزجاج وعلى الملابس وتشاهد المعارض الفنية.وبمضي الوقت وزيادة الخبرة شاركت في المعارض الفنية ثم اصبحت محكمة لمعارض الفنانين الصم البكم بالاضافة إلى تعليم الأطفال فنون الرسم وهي الآن بعد أن أصبحت مشهورة لا تتوانى عن مد يد المساعدة للصم والبكم حيث تطرح مشكلاتهم وتدافع عن حقوقهم وتتخذ من الفن وسيلة لتسليط الضوء على عالمهم. النحراوي تتلقى من وقت لآخر دعوات للمشاركة في مؤتمرات وملتقيات الصم والبكم وعادت مؤخرا من تونس بعد أن شاركت كناشطة في مجال الصم والبكم في الملتقى الدولي لتطوير لغة الإشارة العربية للصم والبكم وقالت إنها التقت بصم وبكم من مختلف الدول العربية وناقشوا توحيد الإشارات في الدول العربية للصم والبكم خاصة أن هذه الإشارات مختلفة وغير موحدة وتمثل مشكلات في التخاطب بين الصم والبكم وتأمل أن يرى هذا المشروع النور في أقرب فرصة وان تتكامل الجهود لان الصم والبكم في الدول العربية يعانون مشكلات كثيرة تتعلق بالإهمال وعدم الاهتمام بهم وهم في حاجة دائمة إلى من يشجعهم. وأضافت بأنها حريصة على تسليط الضوء على مشكلات وعالم الصم والبكم وادماجهم داخل المجتمع من خلال الأنشطة العديدة التي تساهم فيها فهي مؤمنة بأن داخل الصم والبكم طاقات ايجابية ومواهب مدفونة تحتاج إلى من يسلط الضوء عليها وهو ما قامت به حين نجحت مع اخرين في إعداد ورش عمل فنية للصم والبكم شارك فيها اكثر من مئة شخص وكان من نتائجها إقامة صالون الفن الخاص الذي شارك فيه ستون فنانا من الصم والبكم وقدموا أعمالا فنية رائعة في الرسم والتصوير والنحت والرسوم الجدارية. وتقول النحراوي إنها عانت كثيرا حتى وقفت على قدميها وأثبتت للمجتمع موهبتها وقدرتها على العطاء، وهو ما تحاول بثه في شباب الصم والبكم،فقد بدأت مشوارها مع الرسم في عمر مبكر وكانت تحصل على شهادات استثمار بقيمة جنيه واحد حتى رأى أعمالها فنان الكاريكاتير الشهير مصطفى حسين وألحقها بالعمل بصحيفة «الأخبار» لتظل ترسم عشرات البورتريهات في الصحيفة للفنانين والمشاهير بلا مقابل حتى تبناها عبد السلام البنا رئيس جمعية الفن الخاص والذي رعاها فنيا ودفعها للمشاركة برسومها خارج مصر، حيث شاركت في معارض وورش عمل فنية في الإمارات وتركيا وهونج كونج والصين. وتضيف أنها في كل مشاركاتها لا تركز على عرض أعمالها الفنية فقط، بل تحرص على تسليط الضوء على قضايا الصم والبكم وكيفية انتشالهم من إحباطهم وإدماجهم في المجتمع لقناعتها بأن الإحباط لن يأتي سوى بالحزن والاستسلام في حين ان طريق الامل والتفاؤل يأتي بنتائج ايجابية. وتؤكد النحراوي أنها لا تمل الدفاع عن الصم والبكم في كل مكان وتوزع حياتها بين الفن وخدمة الصم والبكم والأسرة وهو مجهود شاق وتواجه بسببه مشكلات عديدة، إلا أن إصرارها على النجاح لها ولغيرها لا يتوقف أبدا وقد سعدت كثيرا باهتمام قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية بفنانين صم وبكم وحرص المسؤولين على رعاية هؤلاء الفنانين ودعمهم. وعن تجربتها الوحيدة في التمثيل قالت النحراوي إن قيامها ببطولة مسرحية «اللعبة الخطيرة» وتقديمها في مصر والإمارات كان من منطلق تأكيد قدرة الصم والبكم على الإبداع وهي مسرحية امتد عرضها لثماني سنوات من تأليف وإخراج الراحل سعيد مدبولي وكانت تدور حول صراع النفس البشرية من خلال امرأتين ورجل وتتمنى أن تجد عرضا فنيا اخر يخدم قضايا الصم والبكم. حول أحدث أعمالها الفنية تقول النحراوي إن كل الأنشطة التي تقوم بها لم تمنعها من الفن لانه عشقها الأول والأخير وقد قدمت تجربة فنية مختلفة في معرضها الأخير وهي الرسم بالتنقيط باستخدام ألوان الفلوماستر واخر أعمالها بورتريه للرئيس الأميركي باراك أوباما وحوله الرؤساء الأربعة الذين عاصرتهم وفي أسفل اللوحة صورة رؤساء أميركا جميعا وهي بصدد رسم لوحة أخرى تجمع الرئيسين الأميركي والمصري حسني مبارك بمناسبة زيارة الرئيس أوباما لمصر وهي لوحة ترتبط بأهمية الزيارة وقناعتها بضرورة أن يكون الفنان مواكبا للأحداث السياسية والاجتماعية التي تجري من حوله وأنها رسمت من قبل عشرات اللوحات عن العراق وغزة وفلسطين والكوارث التي تحدث في مصر فضلا عن عشرات البورتريهات للشخصيات البارزة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©