الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سارة الغامدي: ألعابي تلبس البراقع وتتزين بالحناء

سارة الغامدي: ألعابي تلبس البراقع وتتزين بالحناء
2 يونيو 2009 01:24
لا تجد السعودية سارة محمد الغامدي (21 عاما) مبررا مقنعا لاعتقاد البعض بأن اقتناء الدمى يقتصر على الصغار فقط، معتبرة أن أصحاب هذا الرأي «لا ينتبهون جيدا للطفل الذي يسكن أرواحهم حتى ولو بلغوا من العمر عتيا». لذا فإن هذا الحب بينها وبين الدمى (من طرف واحد) ينتقل معها من سنة إلى أخرى دون أن تشعر بالحرج. الآن، باتت سارة تجيد صناعة الدمى وليس شرائها فقط، وبدأت ترتيباتها لإقامة معرضها الأول لصناعة الدمى والتحف بدعم عائلي، يتقدم صفوفه والدها وزوجها. حب و هواية تكاد تكون الغامدي هي السعودية الوحيدة حتى الآن التي تعمل في هذه الصناعة ومن منزلها، إذ تصمم الشكل الذي تريديه ثم تقوم بصنعه يدوياً في إحدى غرف بيتها التي خصصت لهذا الغرض. تقول الغامدي: «كنت أملك في صغري دمى كثيرة جدا، كان والدي يحضر لي ولأختي الدمى بشكل مستمر، ليس من السعودية فقط وإنما من خارجها كذلك حتى ملأت علينا المنزل بمختلف أنواعها وأحجامها». وتضيف: «الدمى حبي، وجمعها هوايتي، ولن أفرط فيهما». وفي طريقها لدخول عالم المال عبر هذه التجارة الصغيرة، تأمل الغامدي أن تكون مصدر رزق جيد لها «حينها ستتوطد علاقة الحب أكثر، ولن يصبح لتعليقات الناس حول حبي للدمى أي أثر». حصة وجواهر لا يقتصر الأمر لدى الغامدي على صناعة الدمى فقط ومن ثم عرضها للبيع، وإنما يتجاوز ذلك إلى صناعة دميتين سعوديتين خالصتين واحدة اسمها «حصة» والأخرى «جواهر» لكنها لا تكشف السر وراء اختيار هذين الاسمين تحديدا، تاركة خيارات أكثر للتأويل، فيما تعتبره جزءا من ترويج منتجها الذي لم ير النور بعد، وربما يستغرق ثلاثة أشهر ليتم ذلك. تقول: «تتكون الدميتين من عدة قطع، وسأضيف لها البرقع والعباءة والطرحة ونقوش الحناء لتمثل الفتاة السعودية حالها حال بعض الدمى في الخليج مثل الإماراتيات «أم خماس، وأم سعيد، وأم علاوي، وأم سويلم». كما أنني أفكر مستقبلا في صناعة دمى بدوية مع الجمل وبيت الشعر، كتحفة توضع داخل المنازل». بدايات بدأت سارة مشوارها مع هذه الصناعة «الفريدة» في قلب العاصمة السعودية الرياض، من خلال تصميم دمى صغيرة الحجم تستخدم في تغليف هدايا الأعراس وحفلات التخرج وأعياد الميلاد وذكرى يوم الأم والزواج، لتمنح الهدية بعدا عاطفيا وشكلا راقيا وأنيقا. تقول الغامدي: «إن السوق مليئة بالدمى ذات أشكال وألوان وأحجام مختلفة، لكن أيا منها لا تمثل الفتاة السعودية أو الخليجية بشكلها الحقيقي، فالمعروض من الدمى في إطار خليجي مصنوع بأيد غير خليجية ووفق تصاميم لا تراعي بعض التفاصيل الدقيقة الخاصة بفتيات الخليج، لذلك تفقد جزءا كبيرا من جمالها وخصوصيتها، ولهذا السبب ظهرت فكرة «حصة» و»جواهر». طلبات مجانية تسترجع الغامدي ذكرياتها مع هذا النوع من الفن «صناعة الدمى»، وتتذكر مجموعة اجتهادات فردية ومحاولات شخصية، مرة تلو أخرى، حتى صار ما تصنعه من الدمى محل إعجاب ومركز جذب، إلى أن تطور الأمر، تقول: «بدأت بتلبية طلبات «مجانية» خاصة من صديقاتي لصناعة دمى ترتدي ألوان ملابس معينة، وصبغات شعر متنوعة، فاستخدمت الأشقر والبني والأسود، ومع مرور الوقت بدأت تنتشر فكرة الطلب على الدمى بين العديد من الفتيات بشكل كبير، فتطور الأمر وبات عملي بمقابل مادي، لأنني أدفع كثيرا لشراء مواد التصنيع، كما أنني أتعب جدا وأهدر وقتا طويلا خلال صناعتها». مواسم الفرح عن خططها في التصميم وخط الإنتاج، وأحجام الدمى المقترح، توضح الغامدي: «ينصب تركيزي حاليا على تصنيع الدمى الصغيرة، لأننا في صدد الدخول إلى مواسم نهاية العام الدراسي والتخرج والأعراس، وهناك طلبات جيدة على الدمى بأحجام صغيرة لتقدم في مناسبات التخرج أو الزواج، لتجسد دور العروسة أو المتخرجة، وتحمل اسمها لتكون بمثابة هدية تذكارية، وهي تحضر بديلا للشوكولاته والهدايا العينية، وتتميز هذه الدمى بصغر حجمها، الأمر الذي يجعل الاحتفاظ بها ووضعها في أي مكان أمرا سهلا». أسعار متفاوتة تضع الغامدي تسعيرات بيع الدُمى الصغيرة التي تصنعها، وهي تتفاوت بحسب الحجم والطلب، تقول: «لا تتجاوز أسعار الدمى الصغيرة 20 ريالا- درهما، أما الطلبات الخاصة لبعض الدمى والتي تتضمن مواصفات كثيرة فيما يتعلق بالحجم والألوان فتختلف أسعارها بحسب الاشتراطات الواردة في الطلب وربما يصل سعر الواحدة منها إلى 100ريال- درهم، أما «حصة» و»جواهر» فلم أحدد سعرهما بعد، لكن لن يقل سعر الواحدة عن 30 ريالا- درهما». وتلفت الغامدي إلى أنها ستخصص بعض ريع البيع لمساعدة الأسر الفقيرة، ومراكز علاج مرضى السرطان في مستشفيات العاصمة الرياض، مشيرة إلى «ان هذه المبادرة تأتي من باب المسؤولية الاجتماعية تجاه أفراد مجتمعي».
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©