«شمس الأصيل».. لحن لم يكتمل بين أم كلثوم والشريف

القاهرة (الاتحاد) «شمس الأصيل دهبّت، خوص النخيل يا نيل، تحفة ومتصورة، في صفحتك يا جميل، والناي على الشط غنى، والقدود بتميل، على هبوب الهوا، لما يمر عليل».. مقدمة واحدة من روائع كوكب الشرق أم كلثوم «شمس الأصيل»، التي كتب كلماتها الشاعر بيرم التونسي ولحنها الموسيقار رياض السنباطي، علماً بأن الموسيقار محمود الشريف كان قد لحن الأغنية ذاتها قبل زواجه من أم كلثوم، ولكن بعد انفصالهما إثر الضغوط التي تعرضت لها أم كلثوم قام بتمزيق اللحن وألقاه من شرفة منزله، وظلت الكلمات لديها إلى أن أسندت مهمة تلحينها بعد فترة إلى السنباطي. وكان الناقد طارق الشناوي أصدر كتاباً في الذكرى الثلاثين لرحيل كوكب الشرق عنوانه «أنا والعذاب وأم كلثوم» تضمن ذكريات زوجها الأول محمود الشريف وعلاقته بها، واللحن الوحيد الذي كان يمكن أن يجمع بينهما «شمس الأصيل» الذي كان بداية تعارفهما عن طريق صديقها المذيع محمد فتحي الذي كان يقدم حفلاتها الإذاعية مباشرة، وذلك عندما طلب منه أن يلحن لها «شمس الأصيل» 1946، لحرصه على أن يقدم لها مفاجأة، وهي ملحن يدخل قدراً من العصرية على مشوارها مع العمالقة الثلاثة زكريا أحمد ومحمد القصبجي والسنباطي، وأن الشريف لحن بالفعل الكلمات وأسمعها لفتحي الذي طلب منه أن يتكتّم هذا المشروع. وثيقة مصورة واتصل فتحي بأم كلثوم بعدما اطمأن على اللحن، وطلبت أم كلثوم من الشريف أن يذهب إليها في الحادية عشرة من صباح اليوم التالي ليسمعها اللحن كاملاً في فيلتها، ولم يشأ فتحي أن يتدخل حتى لا يغضب أي طرف، وبعد أسابيع قرأ في صحيفة أخبار اليوم، وتحديداً في 7 ديسمبر 1946 خبر زواج أم كلثوم من الشريف، وضمَّن الشناوي الكتاب وثيقة مصورة عن كلمات القصيدة مكتوبة بخط أم كلثوم كانت قد قدمتها للشريف خلال عملهما معاً على اللحن بعد أن شد انتباهها كموسيقار حقق إنجازات مهمة في عالم التلحين، وخلال ذلك نشأت علاقة عاطفية قوية بينهما، ووافقت أم كلثوم على الزواج منه رغم الضغوط.